الإخوان في ألمانيا.. البرلمان يستعد لضربة جديدة
في خطوة جديدة تضاف لسلسلة تحركات سابقة، يناقش البرلمان الألماني، الخميس المقبل، ملف مكافحة الإسلام السياسي، خاصة الإخوان في البلاد.
ووفق ما علمته "العين الإخبارية"، فإن المناقشة التي تستمر 45 دقيقة تتمحور حول مشروع قرار من المنتظر أن يقدمه الاتحاد المسيحي المعارض متصدر استطلاعات الرأي في البلاد.
ويحمل مشروع القرار الذي لم تنشر بنوده بعد، عنوان "مكافحة الإسلام السياسي بشكل فعال - صد النفوذ الأجنبي على المسلمين الألمان".
ومن المقرر أن يشير المشروع المنتظر إلى أن "الهجرة من خلفيات ثقافية متنوعة تؤدي إلى توترات وتحديات لم تكن ألمانيا تعرفها من قبل ولم يجد نظامها القانوني في كثير من الأحيان إجابات كافية عليها بعد".
كما ينتظر أن يؤكد أن "الدول الأجنبية تستخدم بشكل متزايد المهاجرين من بلدانها كأداة للتأثير"، وأنه "يجب ألا يكون هناك تسامح مع الإسلام السياسي".
ومن بين الإجراءات التي من المقرر أن ينص عليها، "عدم إصدار تأشيرات للأشخاص الذين يخضعون بشكل مباشر أو غير مباشر لدولة أجنبية والذين من المفترض في الوقت نفسه أن يعملوا في منظمة دينية في ألمانيا".
وأيضا، من المقرر أن ينص على "منع السياسيين الأجانب من القيام بأي حملة انتخابية أو أي نشاط سياسي آخر في الجمعيات الدينية في ألمانيا، ما لم يتم السماح بهذا النشاط صراحةً من قبل السلطة المختصة في ألمانيا".
المشروع يدعو أيضا إلى "استهداف الجمعيات التي يتم فيها التبشير للمواقف الإسلاموية أو الترويج لرسائل الكراهية، أو تمجيد الإرهاب، أو معاداة السامية، وإغلاقها بشكل مؤقت حتى معالجة الخلل فيها".
والصيف الماضي، دفع جناح قوي في الحزب الديمقراطي المسيحي (حزب المستشارة السابقة أنجيلا ميركل)، لوضع مكافحة الإسلام السياسي والإخوان، في البرنامج الجديد للحزب الذي يقود الاتحاد المسيحي (مكون من الحزب الديمقراطي المسيحي "الأكبر والأكثر تأثيرا" والحزب الاجتماعي المسيحي "نشط فقط في بافاريا").
ونص برنامج الحزب الجديد على التالي "الإسلام السياسي يشكل على وجه الخصوص خطراً غير معترف به على نطاق واسع، وغالبًا ما يتم الاستهانة بهذه المشكلة في السياسة والعلوم والمجتمع".
وأضاف: "يجب حماية النظام الأساسي الديمقراطي الحر من أعدائه. إن هذا النظام يمثل حريتنا والديمقراطية، ويعزز تمكننا من الحياة في مجتمع مفتوح، لهذا السبب تجب مكافحة أشكال التطرف كافة".
ومضى قائلا: "كلما كان التحرك أسرع كان ذلك أفضل، لأن التهديدات المتطرفة المتزايدة تهدد الدولة الدستورية الديمقراطية".
ومنذ بداية 2022، لعب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الدور الرئيسي في مسار برلماني تبنى مكافحة الإسلام السياسي، وقدم عدة مشروعات قرارات وطلبات الإحاطة، ونظم جلسات استماع لخبراء في الملف.
هذا الوضع يضرب بقوة كل ما أسسه تنظيم الإخوان على مدار 7 عقود كاملة في الأراضي الألمانية، إذ يعود أول ظهور للجماعة بالبلاد إلى خمسينيات القرن الماضي على يد سعيد رمضان، صهر مؤسس الجماعة، حسن البنا، وزعيم إخوان سوريا في ذلك الوقت، عصام العطار، اللذين استقرا في ألمانيا، ولم يتعرضا لأي مضايقات حول نشاطهما، وفق دراسة للمركز الاتحادي للتعليم السياسي "حكومي ألماني".
aXA6IDMuMTQ1LjEwOC40MyA=
جزيرة ام اند امز