وثائق برلمانية ألمانية تحذر من خطر حزب الله على أمن البلاد
"الاستخبارات العسكرية" تحذر من أن يواصل حزب الله تنفيذ الأعمال الإرهابية خارج الشرق الأوسط
كشفت وثائق للبرلمان الألماني، اطلعت عليها "العين الإخبارية"، مدى الخطر الذي يمثله حزب الله اللبناني على أمن البلاد.
وذكرت الوثائق البرلمانية أن المليشيا اللبنانية تعتبر الأراضي الألمانية "حديقة خلفية لنشاطها" و"مركز دعم لوجستي"، فيما حذرت "الاستخبارات العسكرية" من أن يواصل حزب الله تنفيذ الأعمال الإرهابية خارج الشرق الأوسط.
وجاء في وثيقة مؤرخة بـ17 ديسمبر/كانون الأول الماضي أن "أنصار حزب الله في ألمانيا يتخذون البلاد حديقة خلفية لأنشطة الحزب، ومركز دعم لوجستي".
وتابعت أن عدد العناصر ذات الفاعلية لحزب الله في ألمانيا نحو 1000 شخص منذ سنوات، لكن العدد يتجه للزيادة حاليا.
وأشارت الوثيقة إلى أن الحزب يعمل في ألمانيا من خلال شبكة متشابكة لدرجة يصعب معها تحديد كل المؤسسات التابعة له، لافتة إلى أن الحكومة الألمانية حظرت في عامي 2008 و2014، بث قناة تلفزيون المنار، وجمعية "يتيم لبنان" التابعتين لحزب الله في البلاد.
كما ذكرت الوثيقة أنه في عام 2018، فتح الادعاء الألماني العام 36 تحقيقا ضد أشخاص على صلة بحزب الله، كما منحت الحكومة الألمانية مكتب الادعاء العام سلطات واسعة للتعامل مع ملف الحزب في 2019.
ولفتت الوثيقة إلى أن استغلال حزب الله شبكة ذات طابع عالمي في تجارة المخدرات والأسلحة يضمن له التمتع بمزيد من المرونة السياسية والعسكرية بما يتجاوز التمويل المباشر من إيران.
ونقلت الوثيقة عن هيئة حماية الدستور "الاستخبارات العسكرية" في ألمانيا، قولها: "من المتوقع أن يواصل حزب الله تنفيذ الأعمال الإرهابية خارج الشرق الأوسط"، منوهة بأن وقف التدفقات المالية من ألمانيا إلى قيادات الحزب في لبنان أول خطوة في طريق إحباط مخططاته.
وقالت الوثيقة إن حزب الله يمتلك 30 مسجدا ومؤسسة على الأقل في كل الأراضي الألمانية، ينشط فيها 1050 من عناصره المؤثرة في جمع التبرعات والتجنيد وغسل الأموال، مشيرة إلى أن الحزب يدير "شبكة إجرامية في ألمانيا".
الوثيقة أشارت إلى أن مؤسسات وعناصر الحزب تخضع لرقابة هيئة حماية الدستور منذ سنوات، باعتبارها تهديدا لـ"النظام الديمقراطي".
وفي السياق ذاته، كشفت وثيقة أخرى تعود لـ5 يونيو/تموز 2019 أن عناصر حزب الله في ألمانيا ينظمون أنفسهم في إطار روابط المساجد المحلية.
وأوضحت الوثيقة أن المليشيا اللبنانية تستغل المساجد المنتشرة في عموم ألمانيا لتكوين هيكل تنظيمي يجمع عناصرها ومؤيديها في الأراضي الألمانية.
وضربت الوثيقة مثالا بمسجد "المصطفى" في مدينة بريمن "شمال"، الذي يعمل فيه 60 من عناصر حزب الله في ألمانيا، ويعد غطاء لأنشطة المليشيا في المدينة، ما دفع هيئة حماية الدستور لوضعه تحت الرقابة.
ووفق الوثيقة ذاتها، فإن مسجد المصطفى يجمع تبرعات لصالح حزب الله اللبناني، تتدفق من ألمانيا إلى بيروت بشكل دائم، مشيرة إلى أن حزب الله يعمل على تجنيد أتباع جدد ومقاتلين لمعاركه في الشرق الأوسط، داخل الأراضي الألمانية.
وفي 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أصدر البرلمان الألماني بأغلبية كبيرة توصية غير ملزمة للحكومة بحظر جميع أنشطة حزب الله في الأراضي الألمانية، وتصنيفه منظمة إرهابية.
ورغم هذه التوصية وخروج تقارير أبرزها من مجلة دير شبيجل الخاصة عن اتجاه الحكومة لحظر المليشيا اللبنانية، فإن برلين لم تتخذ خطوة رسمية في هذا الاتجاه بعد.
ووفق تقرير سابق لصحيفة بيلد الألمانية "خاصة"، يعد مركز الإمام رضا الذي يضم مركزا ثقافيا ومسجدا في برلين، مركز شبكة حزب الله في ألمانيا.
ونظم مركز الإمام رضا، في وقت سابق هذا الشهر، فعالية تأبين لقائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أمريكية على بغداد، ما أثار انتقادات كبيرة في الأوساط السياسية الألمانية.
وفي هذا الإطار، قال مايكل تويرر، النائب البارز عن الحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط" في تصريحات صحفية: "لا يجب أن تكون ألمانيا ملاذا أو مكانا للتعبئة والتجنيد لصالح حزب الله".
وديسمبر/كانون الأول الماضي، أصدر البرلمان الألماني -بأغلبية كبيرة- توصية غير ملزمة للحكومة بحظر حزب الله بشكل كامل، وتصنيفه منظمة إرهابية، لكن الأخيرة لم تتخذ خطوات بعد في هذا الإطار.
ووفق تحقيقات وتقارير صحفية، يستغل حزب الله أوروبا، خاصة ألمانيا، في تجنيد أتباع جدد، وجمع الأموال من عمليات غسل أموال واتجار بالمخدرات.
وتصنف هولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا ودول أخرى حزب الله منظمة إرهابية، فيما يفصل الاتحاد الأوروبي منذ يوليو/تموز 2013، بين جناحيه السياسي والعسكري، حيث يصنف الأخير إرهابيا ويحظره، لكن لا يصف الجناح الأول بالوصف نفسه، بداعي الحفاظ على قنوات اتصال مع حكومة لبنان التي تعد الحزب جزءا منها.
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg جزيرة ام اند امز