خبير ألماني لا يستبعد خروج تركيا من الناتو إثر صفقة "إس 400"
أستاذ العلاقات الدولية توماس ياجر يؤكد أن الدول الغربية لا تعطي أي أهمية للمبررات التي تسوقها أنقرة بشأن الصفقة.
أكد الخبير الألماني في شؤون حلف شمال الأطلسي "الناتو" وأستاذ العلاقات الدولية توماس ياجر أنه لا يستبعد خروج تركيا من الحلف إثر الخلاف مع واشنطن حول صفقة صواريخ "إس 400" الروسية.
وأضاف ياجر أن تداعيات الصفقة ستكون فادحة سياسيا واقتصاديا على النظام التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال ياجر -في تصريحات لمجلة فوكس الألمانية الخاصة- إنه "في ٢٠١٧، قررت الحكومة التركية شراء منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية "إس ٤٠٠"، ودخلت في صدام مع الولايات المتحدة وحلف الناتو".
وتابع: "لا يعطي حلف الناتو ولا الدول الغربية أي أهمية للمبررات التي تسوقها أنقرة، وأبرزها أن (إس 400) ستكون وطنية وتقتصر على مهام الجيش التركي، ولن تدخل في منظومة الحلف الدفاعية وبالتالي فهي لا تمثل أي خطورة".
في المقابل، ترى الولايات المتحدة أن نصب "إس ٤٠٠" وأنظمة الرادار المصاحبة لها في تركيا قد يمنح موسكو بيانات مهمة عن أنظمة الناتو الدفاعية ومقاتلات إف-٣٥ الأمريكية المتطورة، وفق الخبير نفسه.
وأوضح ياجر أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل أولى خطوات عقاب تركيا بوقف برنامج التعاون في تطوير مقاتلات إف-٣٥ قبل أسابيع.
وتابع: "العواقب والعقوبات الاقتصادية والسياسية على أنقرة جراء المضي قدما في صفقة إس ٤٠٠ ستكون فادحة للغاية، وستسهم في تدهور الاقتصاد التركي بشكل كبير".
واستطرد قائلا: "بالإضافة إلى ذلك، فإن العلاقات بين واشنطن وأنقرة، التي تشهد توترا منذ فترة، ستتدهور بشكل ملحوظ خلال الأيام المقبلة".
ولفت الخبير الألماني إلى أن خروج تركيا من حلف الناتو على خلفية أزمة الصواريخ الروسية "غير مستبعد على الإطلاق ويعتمد بشكل أساسي على مدى التصعيد في الأزمة".
وكانت تركيا قد قررت في ٢٠١٧ شراء منظومة إس ٤٠٠ الروسية بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" من الولايات المتحدة.
ويوم 12 يونيو/حزيران الجاري عمّق الرئيس التركي من أزمته مع واشنطن بتأكيده آنذاك مضي بلاده في إتمام صفقة منظومة "إس 400" رغم مهلة البنتاجون له شهرين لإلغائها.
وتفاقم التوتر بين أنقرة وواشنطن، ووصلت العلاقة بين البلدين إلى تصعيد غير مسبوق، في ظل سعي الإدارة الأمريكية إلى منع تركيا من تمرير الصفقة التي وقعتها مع موسكو نهاية عام 2017.
واتخذت الإدارة الأمريكية، في الآونة الأخيرة، تدابير لمنع إتمام الصفقة، منها وقف تدريب الطيارين الأتراك على مقاتلات "إف-35" بقاعدة لوك الجوية بولاية أريزونا.
ويعد برنامج "إف-35"، الذي أطلق في تسعينيات القرن الماضي، الأغلى في تاريخ الجيش الأمريكي، ويقدر البنتاجون تكلفته بنحو 400 مليار دولار، بهدف تصنيع ما يقرب من 2500 طائرة في العقود المقبلة.
كما لوحت الإدارة الأمريكية بوقف المشتريات التركية للطائرة المقاتلة (إف-35)، ومنعها مستقبلاً من الحصول على منظومة "باتريوت" الدفاعية الأمريكية، بجانب إمهال البنتاجون تركيا في يونيو/حزيران الجاري شهرين لإلغاء صفقة الصواريخ الروسية.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4xMzEg
جزيرة ام اند امز