"هيسن" الألمانية تطرد الأتراك والإخوان من مدارسها
طردت الاتحاد الإسلامي التركي، المشرف على حصص تدريس الدين، من مدارسها، بسبب خضوعه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعلاقته بالإخوان.
قررت حكومة ولاية هيسن، وسط ألمانيا، طرد الاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب"، المشرف على حصص تدريس الدين، من مدارسها، بسبب خضوعه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعلاقته بالإخوان.
وتعد حكومة هيسن، أكثر الولايات الألمانية تعاونا مع ديتيب، وتسند للاتحاد التركي تولي مهمة تدريس مادة الدين في 56 مدرسة ابتدائية و12 مدرسة ثانوية على أراضيها منذ 2012 رغم الانتقادات الكبيرة لهذه التعاون.
وبحسب تقرير لصحيفة ميتل هيسن الألمانية، الأربعاء، فإن وزير الثقافة في الولاية، إلكسندر لورز، اتخذ قرار طرد "ديتيب" من المدارس وإنهاء التعاون التعليمي معها هذا الأسبوع.
ونقلت عن لورز المنحدر من الاتحاد المسيحي (حزب المستشارة أنجيلا ميركل)، قوله إن "اتحاد ديتيب لم يستطع تبديد شكوكنا في خضوعه مباشرة لأنقرة وأردوغان".
ولفتت الصحيفة إلى أن علاقة ديتيب أيضا بجماعة الإخوان التي تصنف في ألمانيا كتهديد للنظام والدستور، سبب آخر في قرار لورز.
وستتولى حكومة ولاية هيسن بمفردها تنظيم عملية تدريس الدين الإسلامي في مدارسها، وتوفير مدرسين مدربين لذلك الغرض خلال العام الدراسي المقبل.
ورفض اتحاد ديتيب قرار ولاية هيسن وقرر اللجوء للقضاء، مدعياً أن "إنهاء التعاون يضرب جهود اندماج المسلمين في البلاد في مقتل".
ويملك "ديتيب" وجودا ملحوظاً في هيسن، وبخلاف توليه تدريس الدين الإسلامي، يملك الاتحاد المثير للجدل ٨٦ مؤسسة ثقافية ومسجدا في الولاية.
مطالب حقوقية للأمم المتحدة بإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب
ولاقى قرار حكومة هيسن ترحيبا سياسيا كبيرا، حيث قال الحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط" إنه "مبرر ومنطقي نتيجة لعلاقة ديتيب بأردوغان، وانتهاكات حقوق الإنسان في تركيا".
فيما عبر حزب البديل لأجل ألمانيا "يمين معارض" عن "موافقته على القرار انطلاقا من علاقة ديتيب الوثيقة بمنظمات متطرفة مثل الإخوان".
كانت صحيفة بيلد الأوسع انتشارا في ألمانيا وصفت في وقت سابق، تدريس ديتيب للدين الإسلامي في مدارس ولاية هيسن بأنه "اختراق تركي للمدارس الألمانية، ومحاولة لتصدير أفكار أردوغان المتطرفة للمجتمع".
وتابعت: "في مارس/آذار 2012، حذر تقرير أعدته وزارة التعليم في ولاية هيسن من التأثير الكبير لنظام أردوغان على ديتيب، وما يعنيه ذلك من وصول التأثير التركي للمدارس الألمانية في حال استمرت حصص الدين الإسلامي بالشراكة مع الاتحاد، لكن السلطات لم تهتم بالأمر".
ونقلت الصحيفة عن تقرير وزارة التعليم في هيسن: "يواجه ديتيب والمنظمات التابعة له مشاكل كبيرة مع الحريات الدينية، ويعد أداة رئيسية في التحول الكبير الذي يطرأ على النظام التركي منذ وصول رجب طيب أردوغان للحكم".
ووفق بيلد، حذر التقرير من أن حصص الدين الإسلامي تعد بابا لدخول النفوذ التركي للمدارس الألمانية.
ويعد ديتيب أكبر منظمة مظلية للمساجد في ألمانيا، حيث يشرف الاتحاد على ٩٠٠ مسجد في عموم البلاد بينها المسجد الكبير في مدينة كولونيا، ويشغل عضويته 800 ألف شخص في الأراضي الألمانية.
ووفق مركز الدراسات التابع للبرلمان الألماني، فإن ارتباط ديتيب بالنظام التركي ليس محل شك.
وذكر المركز في تقرير صدر في 2018: "ديتيب مرتبط بشكل مباشر بمديرية الشؤون الدينية التى تخضع لإشراف مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وتصنف السلطات الألمانية المنظمة التركية بأنها تمثل تهديدا للديمقراطية.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز