إجلاء "البيرة".. "المزاج" يعرقل انسحاب الألمان من أفغانستان
ما أن يُطرح مصطلح انسحاب عسكري، حتى يبدأ التفكير في إجلاء الجنود والآليات وتفكيك شبكات الدعم المحلي واللوجستي.
لكن لن يخطر ببال أحد أن تمثل صناديق البيرة والمشروبات الكحولية الأخرى، مشكلة يمكن أن تعرقل انسحابا صعبا مثل انسحاب القوات الألمانية من أفغانستان.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في مجلة "دير شبيجل" الألمانية، فإن الجيش الألماني مطالب بإعادة مئات الحاويات التي تضم المواد العسكرية، إضافة إلى كميات كبيرة من البيرة وصناديق النبيذ، في رحلة انسحابه من أفغانستان التي ينتظر أن تنتهي في نهاية الشهر الجاري.
وفي الأيام القليلة الماضية، جهّز مسؤولو اللوجستيات في الجيش الألماني، منصات لنقل 65 ألف علبة بيرة، و340 زجاجة نبيذ، إلى الحاويات ومن ثم إلى ألمانيا.
ولن يتأثر هذا المخزون من البيرة وزجاجات النبيذ، في الشهرين المقبلين للقوات الألمانية في أفغانستان، لأن قائد القوات في معسكر مرمال في مزار الشريف، انسغار ماير، منع تناول المشروبات الكحولية تماما حتى إتمام الانسحاب، بسبب التهديد المرتفع في هذه الفترة.
وذكر التقرير أن السبب في ذلك هو احتمال شن هجمات في المنطقة.
وقبل بداية الشهر الجاري، كان ماير يسمح لكل جندي بعلبتي بيرة يوميا، يجري استلامهم ببطاقته العسكرية، للسيطرة على نسبة الكحول التي يتناولها الجندي يوميا.
واضطر الجيش الألماني إلى تجهيز مخزون المواد الكحولية للإجلاء إلى ألمانيا، لأن القوات العاملة في أفغانستان لن تستطيع بيع هذه المشروبات الكحولية في البلد الآسيوي أو منحها للجيش الأفغاني، لأسباب قانونية ودينية.
وعلى الرغم من وجود سوق سوداء مزدهرة للمشروبات الكحولية في كابول، إلا أن هناك عقوبات صارمة على استهلاك الكحول أو المتاجرة بها في أفغانستان.
وتبحث القوات الألمانية في الوقت الحالي إمكانية ضعيفة لإعدام مخزون الكحول بدلا من إعادتها إلى ألمانيا في ظل التكلفة المرتفعة والمجهود المطلوب، خاصة وأن إعادة مثل هذه المنتجات لم تكن ضمن خطة الانسحاب الموضوعة بدقة منذ البداية.
ووفق الخطط الداخلية، فإن الجيش الألماني يريد استكمال انسحابه من أفغانستان بنهاية الشهر الجاري، ومن المقرر أن تبدأ رحلة خروج آخر دفعة من القوات الألمانية يوم 30 يونيو/ حزيران.
وكان تناول الكحول في صفوف الجيش الألماني في أفغانستان محور جدل كبير في السنوات الماضية، ولا يزال الأمريكيون الذين لا يُسمح لهم بشرب الكحول أثناء الخدمة ويتعرضون لاختبارات بانتظام لتعاطي الكحول والمخدرات، مستائين من لائحة الجرعتين "زجاجتا بيرة" يوميا في صفوف القوات الألمانية.
وفي مذكرة سابقة أرسلت للبرلمان في برلين، أقر الجيش الألماني بأنه نقل ما مجموعه مليون لتر من المشروبات الكحولية إلى الجنود في أفغانستان سنويا.
aXA6IDMuMTQxLjQ3LjE2MyA= جزيرة ام اند امز