ألمانيا تبدأ الحظر على شحنات النفط الروسي.. هل تستطيع الصمود؟
يدخل الحظر الألماني على واردات النفط من خطوط الأنابيب الروسية، حيز التنفيذ اليوم الأحد.
يأتي هذا في الوقت الذي تتأخذ فيه برلين خطوات عاجلة للتحول عن صادرات نفط موسكو مع استمرار الحرب على أوكرانيا، وسط حالة من عدم اليقين في قدرة ألمانيا على الاستغناء الكامل عن النفط الروسي.
ألمانيا رفضت الاستثناء
وفرض الاتحاد الأوروبي حظرا على واردات النفط الخام الروسي المنقول عن طريق البحر منذ الخامس من ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن تم استثناء النفط المنقول عبر خطوط الأنابيب.
ولكن ألمانيا وبولندا تعهدتا بتجنب الاستفادة من هذه الاستثناءات ووقف استخدام النفط القادم عبر خط أنابيب دروجبا اعتبارا من الأول من يناير/كانون الثاني الجاري.
وتؤثر الخطوة التي تأتي مع بداية عام 2023 على المصافي الكبرى الموجودة في شفيدت، في ولاية براندنبورغ ولوينا، في ولاية ساكسونيا أنهالت، والتي تزود شرقي ألمانيا بالوقود.
ومع ذلك فإن الإمدادات آمنة، وفقا للحكومة وصناعة النفط، بعد مخاوف من أن الحرب قد تؤدي إلى نقص في الطاقة.
المستشار الألماني يدعو شعبه للتماسك
وأثر تحول ألمانيا عن الطاقة الروسية على كثير من مناحي الحياة فيها، وارتفعت الأسعار بشكل كبير في السلع والخدمات جراء ارتفاع أسعار الطاقة.
وأدى هذا الأمر إلى مطالبة المستشار الألماني أولاف شولتز الشعب الألماني إلى التضامن الاجتماعي، واصفا إياه بـ"أغلى ما نملك"، وذلك قبل ساعات من بداية العام الجديد.
وافتتح المستشار شولتز (64 عاما) خطابه بمناسبة العام الجديد، بالقول "أعزائي المواطنين والمواطنات، عام صعب يقترب من نهايته الليلة".
وتابع "في كل مراجعة لهذا العام، لم تكن صور يوم 24 فبراير/شباط، عندما أصابت الصواريخ الروسية الأولى كييف وخاركيف وأوديسا ومدنا أوكرانية أخرى، مفقودة"، مضيفا "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشن حربا إمبريالية عدوانية في قلب أوروبا".
وأضاف أن الحرب وضعت ألمانيا في اختبار صعب، وكان الكثير من الناس قلقين بشأن تداعياتها، وشعر الحياة بآثارها في حياتنا اليومية".
وأوضح المستشار: "نحن في ألمانيا لم نستسلم عندما أوقفت روسيا صنابير الغاز في الصيف. لأننا لا نسمح لأنفسنا بالابتزاز".
تراجع الألمان عن الغاز الروسي
ومنذ بدء الأزمة الروسية الأوكرانية، انتهجت ألمانيا سياسة تقليص اعتمادها على الغاز الروسي وتنويع الإمدادات.
لكن العديد من الألمان ما زالوا قلقين بشأن ارتفاع أسعار الطاقة واحتمال حدوث نقص وانقطاع التيار الكهربائي.
وفعليًا، نجحت ألمانيا خلال عام 2022 في خفض استهلاكها من الغاز الروسي، في ظل انخفاض التدفقات وسعيا لتنويع الإمدادات.
وحسب بيانات مجموعة "بي دي إي دبليو" التي نقلتها "بلومبرغ" انخفضت حصة الغاز الروسي المستهلك في أكبر اقتصاد أوروبي إلى حوالي 20% هذا العام، من 55% في عام 2021.
وأظهرت البيانات أن الإمدادات من هولندا وبلجيكا ساعدت في تقليل حصة الإمدادات الروسية، كما أن ألمانيا خفضت طلبها الإجمالي بنسبة 15% تقريبًا.
وسط أزمة الطاقة.. فرنسا تضخ الغاز مباشرة في شرايين الاقتصاد الألماني.
ورفضت ألمانيا الادعاء بأنها تخطط لشراء النفط الروسي أوائل العام المقبل، وأوضحت أنها ستستورد بدلا من ذلك النفط الخام من كازاخستان.
aXA6IDMuMTQyLjEyNC4xMTkg جزيرة ام اند امز