بضغوط قضائية.. ألمانيا تبدأ استعادة أطفال الدواعش
السلطات الألمانية أكدت تسلمها 4 أطفال من أبناء رعاياها المنخرطين في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.
بدأت الحكومة الألمانية إجراءات استعادة أطفال إرهابيي "داعش" الألمان المحتجزين شمالي سوريا، بعد شهرين من رفع دعوى بمحكمة في برلين لإعادتهم إلى البلاد.
وأكدت السلطات الألمانية تسلمها 4 أطفال من أبناء رعاياها المنخرطين في صفوف "داعش" من قوات حماية الشعب الكردية، في خطوة أولى على طريق إعادة أطفال رعاياها في صفوف التنظيم الإرهابي.
ووفي وقت سابق الإثنين، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الألمانية "د.ب.أ" عن متحدثة باسم الخارجية الألمانية، لم تذكر اسمها: "استعدنا للمرة الأولى أطفالاً، كان آباؤهم ألماناً من إرهابيي داعش"، مضيفة "تسلم موظفو القنصلية الألمانية في أربيل 4 أطفال في منطقة الحدود بين سوريا والعراق".
بدوره، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في تصريحات صحفية: "نعمل من أجل أن يتسنى للأطفال الآخرين مغادرة سوريا"، في إشارة لنية بلاده استعادة جميع أطفال إرهابيي "داعش" الحاملين للجنسية الألمانية.
وتابع: "هؤلاء الأطفال صغار وإقامتهم هناك بعيدة كل البعد عن الإقامة التي يحتاجونها"، مضيفاً "لم يكن ممكناً تحميلهم مسؤولية أفعال آبائهم، لذلك علينا مساعدتهم".
وتأتي خطوة استعادة الأطفال الأربعة، وهم ثلاثة أيتام- فتاتان وصبي- ورضيعة مريضة تبلغ من العمر ٦ أشهر، بعد شهرين من إبلاغ الحكومة الألمانية المحكمة الإدارية في برلين، إنها وافقت على استعادة أبناء الدواعش حاملي الجنسية الألمانية.
وجاء ذلك خلال نظر المحكمة في برلين، دعوى أقامها أقارب أطفال محتجزين في سوريا، لمطالبة الحكومة بتحمل مسؤوليتها واستعادتهم.
وآنذاك، ذكرت الحكومة الألمانية في رسالة للمحكمة: "هناك جهود نبذلها في الوقت الحالي لاستعادة الأطفال الألمان من سوريا".
وكان ينتظر أن تجبر المحكمة الحكومة الألمانية على استعادة الأطفال الألمان من سوريا، لكن الأخيرة استبقت الحكم، حسب صحيفة دي فيلت الألمانية الخاصة.
وكان جورج هانز ماسن، الرئيس السابق لهيئة حماية الدستور الألمانية "الاستخبارات الداخلية"، حذر من خطورة استعادة هؤلاء الأطفال.
وقال في تصريحات صحفية منتصف مايو/أيار الماضي: "أشعر بقلق كبير بشأن الأطفال الألمان في صفوف داعش"، مضيفاً "هؤلاء الأطفال تعرضوا لغسيل مخ في سوريا، وسيسببون مشاكل أمنية كبيرة بعد عودتهم لألمانيا".
في المقابل، كانت هناك ضغوط من وزارة الأسرة والمنظمات المعنية بحماية الطفل في ألمانيا، لاستعادة الأطفال الألمان انطلاقاً من أن الأوضاع في سوريا لا تناسب سنهم المبكرة، وضرورة حمايتهم من التطرف، حسب تقرير سابق لمجلة "دير شبيجل" الألمانية الخاصة.
ومن المقرر أن يخضع الأطفال العائدون من سوريا لرعاية أفراد من أقاربهم والمؤسسات الاجتماعية، لتخليصهم من الأفكار المتطرفة، حسب "دي فيلت".
وبصفة عامة، تقدر السلطات الألمانية عدد إرهابيي داعش الألمان المحتجزين في سوريا بـ٦٦ إرهابياً، يرافقهم عشرات السيدات والأطفال، ولا يعرف على وجه الدقة عدد الأطفال الألمان في شمال سوريا، لكن يقدر بالعشرات.