بفضل يورو 2024.. كيف ينتعش اقتصاد ألمانيا في 30 يوما؟
تستعد ألمانيا لاحتضان بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024" هذا الصيف، أملا في إنعاش البلد على كافة الأصعدة.
وتأمل ألمانيا في تحقيق نجاح رياضي عندما تستضيف البطولة بعد شهر من الآن، لكنها ستتطلع أيضا إلى دفعة استهلاكية من الجماهير التي ستتناول الجعة وتقيم في الفنادق والغرف المستأجرة.
ومن المتوقع أن ينمو أكبر اقتصاد في أوروبا بنحو 0.3% هذا العام، وهو معدل أبطأ من الدول الصناعية الكبرى الأخرى.
وفيما يلي نظرة عامة على كيفية إعطاء البطولة دفعة جيدة للاقتصاد الألماني.
من بإمكانهم التطلع لأعمال أفضل؟
هناك 2.7 مليون تذكرة متاحة للبطولة التي تستمر لمدة 4 أسابيع في الفترة من 14 يونيو/ حزيران إلى 14 يوليو/ تموز.
وبإمكان المدن المضيفة وهي برلين وميونخ وكولن ودورتموند ودوسلدورف وفرانكفورت وغيلسنكيرشن وهامبورغ ولايبزيغ وشتوتغارت، توقع حدوث تدفق كبير للضيوف المحليين والأجانب.
وقال نوربرت كونس المدير الإداري لرابطة السياحة الألمانية: "يصبح الناس أكثر نشاطا عندما يتعلق الأمر بالسفر، مثل حضور الأحداث الكبرى والحفلات الموسيقية التي يحييها نجوم عالميون".
وأضاف: "من الممكن أن يشهد عام 2024 رقما قياسيا جديدا للسياحة في ألمانيا - أيضا بفضل العديد من مشجعي كرة القدم المتحمسين الذين يرغبون في مشاهدة هذا الحدث مباشرة".
كما أن شركات الجعة يمكنها توقع حدوث انتعاشة.
وقال هولغر أيشيله من الرابطة الألمانية لمنتجي الجعة: "أظهرت بطولات كرة القدم الكبرى السابقة أن كمية الجعة التي يتم تناولها خلال البطولة أكبر من المعتاد في أسابيع الصيف".
وخلال نهائيات كأس العالم 2006 التي استضافتها ألمانيا أيضا، ارتفعت مبيعات الجعة بنحو % قبل وأثناء البطولة.
وسيكون ذلك محل ترحيب خاصة أن 2023 كان عاما صعبا بالنسبة لصناعة الجعة، إذ انخفضت المبيعات في البلاد بنسبة 4.5% إلى 8.4 مليار لتر، مواصلة اتجاهها نحو التراجع على طويل المدى وفقا لبيانات حكومية.
هل ستحدث البطولة طفرة استهلاكية؟
قال ميشائيل غروملينغ من المعهد الاقتصادي الألماني: "تشير تجربة كأس العالم 2006 إلى أن البطولات الرياضية الكبرى ليست لهوا بالنسبة للاقتصاد".
ومن المرجح أن يستغل العديد من المستهلكين البطولة باعتبارها فرصة لشراء جهاز تلفزيون جديد أو تناول المزيد من الجعة.
وأضاف غروملينغ: "لكنهم يوفرون المال في مكان آخر: تناول النقانق بدلا من المطعم وأمسية تلفزيونية بدلا من الذهاب إلى السينما.. ونتيجة لذلك، فإن الإنفاق الاستهلاكي لا يزيد بالضرورة وإنما تتغير صورته".
ويقول اقتصاديون في "كومرتس بنك" إن الاقتصاد قد يتعرض للركود في الربع الثاني من العام والذي يضم النصف الأول من البطولة، بعد نموه بنسبة 0.2% في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى مارس/ آذار الماضيين.
من يمكن أن يستفيد أيضا؟
قال متحدث باسم الاتحاد الألماني للبيع بالتجزئة إن هذا القطاع قد يشهد زيادة في الاستهلاك إذا ظهر المنتخب الألماني بشكل جيد خلال البطولة.
وأضاف المتحدث "في حالة نجاح المنتخب الألماني في اجتياز الدور الأول من البطولة فحسب، يمكن أن تتحسن معنويات المستهلكين أيضا".
وتتجه متاجر البقالة إلى تحقيق أداء جيد خلال البطولات الرياضية الكبرى في ظل شراء المشجعين كميات كبيرة من المشروبات والأطعمة أثناء مشاهدة المباريات معا.
وتتوقع بوابة الحجز الإلكتروني (اير بي.إن.بي) أن تمنح بطولة أوروبا قوة إضافية لاستئجار الشقق المخصصة للعطلات.
وتتوقع شركة تسويق المساحات الإعلانية "شتاير" أيضا حدوث دفعة قوية، وكذلك شركة تصنيع المنتجات الرياضية "أديداس".
وتملك شركة "نايكي" الرائدة في السوق العالمية، حقوق رعاية 9 منتخبات في البطولة مقابل 6 لـ"أديداس" وأربعة لـ"بوما".
ماذا عن صورة ألمانيا؟
قال غروملينغ من المعهد الاقتصادي الألماني عن جاذبية البطولة في ظل انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد "إن حدثا رياضيا كبيرا يمكن أن يحسن المعنويات والحالة المزاجية وصورة البلد المضيف".