لاشيت تحت رحمة الانتخابات.. 3 سيناريوهات تنتظر "خليفة ميركل"

يقترب ماراثون الانتخابات الألمانية من النهاية، وينزل الستار رويدا رويدا على عصر أنجيلا ميركل، لكن مستقبل زعيم اتحادها المسيحي مفتوح.

فأرمين لاشيت، مرشح الاتحاد المسيحي للمستشارية، هو أكثر المعلقين على سيف نتائج الانتخابات في ألمانيا، والأكثر تأثرا بها، سواء بالسلب أو الإيجاب، كما أن مستقبل الحزب بعد ميركل، بات مرهونا بأداء الرجل الستيني في الاقتراع الجاري حاليا.

وخلال الأشهر الماضية، وصل لاشيت إلى بطاقة الترشيح عن الاتحاد المسيحي بعد أزمات داخلية وصراع مع منافسه الأكثر شعبية، ماركوس زودر، وتمسك بالترشيح في وقت كانت الأصوات المطالبة بالتنحي تعلو ضجيج الحملة الانتخابية.

وترصد "العين الإخبارية" في هذا التقرير السيناريوهات التي تنتظر لاشيت، قبل ساعات من نقطة النهاية؛ إذ سيصبح مصير  خليفة ميركل على رأس الاتحاد المسيحي، مفتوحا على ثلاثة أبواب لا رابع لها، بعد أن تكشف الانتخابات عن مكنونها، ويعرف الجميع نتائجها.

ورغم أن سياسيي الاتحاد المسيحي يتجاهلون تماما الحديث عن ما يمكن أن يحدث في أروقة التكتل المسيحي مساء الأحد، إلا أن استشراف المستقبل القريب جدا، ليس صعبا، في ضوء التجاذبات والصعوبات التي يواجهها التكتل بعد خروج ميركل من المشهد.

وفي هذا الإطار، يقول أحد الأعضاء البارزين في الاتحاد في تصريحات صحفية مفضلا عدم الكشف عن اسمه، "الأمر لا يتعلق بالتفاؤل، فالاتحاد يريد منع أي نقاش حول مرحلة ما بعد الانتخابات، لدفع الأعضاء لتجاهل ضعف نسب الاستطلاعات".

وتابع المصدر الذي يشغل عضوية الهيئة التنفيذية للتكتل المسيحي: "مصير لاشيت السياسي يعتمد على نتيجة الانتخابات.. لهذا السبب، تجري حاليًا مناقشة ثلاثة سيناريوهات في الاتحاد،  حتى لو لم يرغب أحد في الحديث عن ذلك علانية في هذه المرحلة الدقيقة من الحملة الانتخابية".

السيناريو الأول.. الانتصار

إذا نجح الاتحاد المسيحي في تجاوز عقبة الاقتراع وحقق انتصارا يجعله مجددا القوة الأولى في ألمانيا لأربع سنوات مقبلة، فلن تحدث أي محاولات للإطاحة بلاشيت من قمة التكتل، على الرغم من استياء بعض السياسيين منه ومن مسار التكتل.

وفي هذا الإطار، يقول عضو الهيئة التنفيذية للاتحاد لصحيفة "بيلد": "الأولوية القصوى في هذه الحالة هي تشكيل الحكومة". مضيفا أن "احتلال المستشارية يأتي فوق كل شيء. لذلك سيكون هناك إجماع على تقوية موقف لاشيت".

"هذا سيحدث، حتى وإن حقق الاتحاد نسب تصويت إجمالية دون الـ30%، لكن مع احتلال المرتبة الأولى"، يقول القيادي الحزبي.

لذلك، ستسير الأمور في هذا السيناريو وفق المعتاد، إذ يحصل لاشيت على دعم الهيئة العليا للتكتل في اجتماع غدا الإثنين، ثم ينتخب اليوم الموالي زعيما جديدا للكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، كخطوات معتادة لتقوية موقفه في مواجهة الأحزاب الأخرى خلال مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم.

السيناريو الثاني.. نصف هزيمة

في حالة خسارة الاتحاد المسيحي الاقتراع، بفارق ضئيل؛ نقطة على سبيل المثال، أو التعادل في الأصوات مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، عندها يصبح وضع لاشيت في أروقة التكتل مختلفا.

وقالت مصادر داخل الاتحاد المسيحي لـ"بيلد"، "في هذه الوضعية، سيظل هناك بعض الأمل في انتزاع المستشارية من الاشتراكيين الديمقراطيين، لكن النتيجة الضعيفة ستحرك طموحات بعض السياسيين الرافضين للاشيت، وسيصبح الوضع الداخلي ضبابيا ولا أحد يمكن أن يتوقع ما يمكن حدوثه".

وتابعت المصادر:  "في معسكر لاشيت، سيكون هناك مطالبات واضحة بعد إضعاف مرشح المستشارية، لاشيت، في مواجهة الأحزاب الأخرى، وضرورة الالتفاف حوله، في ظل وجود احتمال لتولي المستشارية".

 في مثل هذا الوضع، تقول المصادر ذاتها "يمكن أن يستمر لاشيت على رأس الاتحاد المسيحي لفترة مؤقتة، حتى تشكيل الحكومة، ووضوح الأمر".

السيناريو الثالث.. السقوط

في هذا السيناريو، يخسر الاتحاد المسيحي بشكل واضح أمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ويخسر بالتالي أي فرصة لتولي المستشارية.

في هذا الإطار، قال سياسي بالاتحاد في تصريحات صحفية مفضلا هو الآخر عدم الكشف عن هويته: "في هذه الحالة لن يبقى حجر في مكانه في التكتل".

وأضاف "من المتوقع أن يحتج أنصار زودر بقوة، ويفتحون ملف ترشيح لاشيت على حساب السياسي البافاري الأكثر شعبية".

في حالة هذا السيناريو المرعب، يرى الخبير السياسي كارل رودولف كورتي أن خطر الانقلاب على لاشيت سيكون مطروحا في الاتحاد المسيحي، مضيفا في تصريحات لصحيفة "دي فيلت" الألمانية: "لا أستبعد احتمال نشوء جو من الانقلاب في حالة حدوث نتيجة سيئة للغاية".

والثلاثاء الماضي، أظهر استطلاع نشرته صحيفة "أوجسبورغر ألجماينه" أن 66 بالمائة من المواطنين الألمان لم يروا دعمًا كافيًا من زودر للاشيت خلال الحملة الانتخابية.

ووفق مصادر تحدثت لـ"دي فيلت"، في هذا السيناريو الثالث، سيكون لاشيت تلقائيا خارج القيادة السياسية للتحالف المسيحي.