مؤشرات على "انقلاب" في "اتحاد ميركل".. لاشيت على حافة الهاوية
لا تزال نتيجة الانتخابات التشريعية تلقي بظلالها على الاتحاد المسيحي الحاكم، بعد حصول الأخير على أقل معدل أصوات في تاريخه.
وفاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط) في الاقتراع الذي جرى أمس الأول الأحد، بـ25.7% من الأصوات، مقابل 24.1% للاتحاد المسيحي الحاكم (يمين وسط).
لكن الصراع على قيادة الحكومة الجديدة بين الطرفين لا يزال مفتوحا نظرا لتقارب النتائج.
أما داخل أروقة الاتحاد المسيحي الحاكم، فالوضع مختلف، وسط لوم واضح على قائد التكتل في الانتخابات، أرمين لاشيت، على هذه النتائج السيئة.
اجتماع "عاصف"
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في تقارير ألمانية نقلت عن مصادر داخل الاتحاد المسيحي فإن "هناك مؤشرات واضحة على أن الصف الأول في الحزب الديمقراطي المسيحي، الطرف الأكبر في الاتحاد المسيحي، لم يعد موحدا خلف رئيسه لاشيت"، مشيرة إلى اجتماع عاصف بعد ساعات.
فيما نقلت شبكة التحرير الألمانية عن مصادر أخرى قولها "هناك جهود داخل الاتحاد المسيحي لدفع الرجل الثاني في التكتل وزعيم الحزب الأصغر فيه (الحزب الاجتماعي المسيحي)، إلى قيادة المفاوضات مع الخضر والديمقراطي الحر على تشكيل حكومة جديدة، وفي حال نجاحه، يصبح زودر المستشار بدلا من لاشيت".
وبحلول الخامسة مساء، يجتمع أعضاء الكتلة البرلمانية الجديدة للاتحاد المسيحي في برلين، في اجتماع من المقرر أن يشهد انتخاب زعيم المجموعة البرلمانية الجديد.
ويريد القائم بأعمال زعيم المجموعة البرلمانية رالف برينكهاوس البقاء في منصبه، لكن لاشيت يريد رئيسا مؤقتا للكتلة البرلمانية يتولى المسؤولية في فترة مفاوضات تشكيل الحكومة فقط.
وأعلن لاشيت، أمس، أنه يريد أن يقترح برينكهاوس كزعيم للمجموعة البرلمانية "في مرحلة مفاوضات الائتلاف الحاكم"، وهذا الأمر أثار استياء برينكهاوس الذي يريد البقاء في منصبه بشكل مستقر طوال دور الانعقاد التشريعي.
وخلفية اقتراح لاشيت، أنه إذا فشل الاتحاد المسيحي في تشكيل تحالف حكومي، وانتهى به الأمر في المعارضة، فإن منصب زعيم المجموعة البرلمانية سيكون أقوى المناصب في التكتل، وقد يرغب مرشح المستشارية في شغله.
وبالفعل بدأت بوادر عاصفة في أروقة التكتل الحاكم، وكان رئيس وزراء ساكسونيا والقيادي بالاتحاد، مايكل كريتشمر، أول من نأى بنفسه عن لاشيت يوم الإثنين، وقال: "كانت هناك قرارات خاطئة في الماضي".
وصرح وزير الاقتصاد الفيدرالي والقيادي بالاتحاد أيضا، بيتر ألتماير بكلمات واضحة: "لدينا نتيجة لم أكن أتخيلها قبل بضعة أشهر في أسوأ الكوابيس"، مضيفا "هناك مشكلة في المحتوى وفي نواح أخرى".
فيما قال عضو الهيئة العليا للاتحاد المسيحي، نوربرت روتغن، مساء الإثنين: "الاتحاد المسيحي في خطر وجودي، ومهدد بفقدان مكانته كحزب شعبي".
بدورها، دعت عضوة الاتحاد المسيحي في ولاية راينلاند بفالتس، إيلين ديموث، بوضوح إلى استقالة لاشيت.
كذلك دعت جانا شيمك، عضوة البرلمان الجديد عن الاتحاد المسيحي، إلى إجراء تغييرات من حيث المحتوى والموظفين، وقالت "إذا كان الاتحاد يريد تحديد نقطة بداية فعليه أن يفعل ذلك اليوم بقرار واضح".
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA= جزيرة ام اند امز