أدلة وبراهين.. هل تقدم ألمانيا أسوأ تنظيم في تاريخ البطولات الكبرى؟
تنظم ألمانيا منافسات كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، بين 14 يونيو/ حزيران الحالي و14 يوليو/ تموز المقبل، وهو التنظيم الثالث للبطولة في تاريخ الماكينات.
لكن ألمانيا، التي نظمت كأس العالم مرتين آخرهما في 2006 وحققت نجاحاً كبيراً، واعتادت وتمرست على استضافة الأحداث الكبرى سواء بشكل فردي أو بصحبة دول أخرى مثلما حدث في يورو 2020، تعاني كثيرا خلال النسخة الحالية لليورو.
وترتبط نقاط الضعف الألمانية في التنظيم الخاص باليورو بتجارب المشجعين والأشخاص الذين يحضرون المباريات، بالإضافة لكثرة أعمال الشغب الجماهيري من جماهير المنتخبات القادمة إلى ميونخ وجيرانها.
أسوأ تنظيم في التاريخ
تحدث أحد شهود العيان عن حركة القطارات التي توقفت في مدينة ميونخ قبل ساعات من انطلاق مباراة الافتتاح بين ألمانيا واسكتلندا في ملعب أليانز أرينا.
وأوضح المشجع، الذي جاء لمشاهدة مباراة بلاده اسكتلندا ضد أصحاب الأرض، في تصريحات نقلها موقع "توك سبورت" الإنجليزي: "توقفت القطارات المزدحمة المتجهة إلى الملعب على الخط U6 حوالي الساعة 6 مساءً بالتوقيت المحلي، أي قبل 3 ساعات من انطلاق المباراة".
وأتبع: "كنت أسير في الاتجاه المعاكس إلى وسط المدينة من نوردفريدهوف، على بعد 5 محطات من ملعب أليانز أرينا، ولم أر قطارًا يتحرك نحو الملعب لمدة 30 دقيقة، وكان من الممكن أن ينتظروا لفترة أطول قبل وبعد ذلك.".
أما مالك نادي أبردين الإسكتلندي، ديف كورماك، والذي عانى من فوضى تنظيم افتتاح اليورو، فعلق على الأمر عبر حسابه بموقع "إكس" للتواصل الاجتماعي بالقول: "هذا أسوأ تنظيم رأيته في حياتي لأي مباراة على الإطلاق".
وأسهب: "لقد وقفنا في طوابير لأكثر من ساعة وما زال عشرات الآلاف من الأشخاص يحاولون الدخول".
تنظيم كابوسي
تشير وكالة الأنباء الألمانية في تقرير لها إلى أن تنظيم يورو 2024 وضع الكثير من الشكوك حول حقيقة ما يطلق عليه "أسطورة الكفاءة الألمانية" وتحولها إلى خرافة.
وقد عانت جماهير إسبانيا وإيطاليا يوم الخميس من ازدحام وتكدس شديدين عقب نهاية مباراة المنتخبين التي حسمها لاروخا بهدف عكسي، أمام محطة ترام ملعب المباراة "أرينا أوف شالكه".
ولم تكن المعاناة من التكدس والازدحام في مباراة إسبانيا وإيطاليا إلا امتدادا لمشاهد مماثلة جرت على هامش مباريات أخرى مثل مباراة صربيا وإنجلترا يوم 16 يونيو وهي التي أقيمت على الملعب ذاته.
وقد أمضى الكثيرون أكثر من ساعة محتشدين على جسر المشاة بالقرب من محطة المترو، بينما اختار آخرون السير لأميال في وسط المدينة بدلا من ملل الانتظار ومشقة الزحام.
وأدت مشاهد الانتظار والزحام على أرصفة شوارع مدينة غلزنكيرشن إلى ازدياد الشعور العام بالفوضى.
يقول مشجع اسكتلندي تعليقاً على ما عاناه أثناء رحلة عودة من غلزنكيرشن استمرت لساعتين بعد نهاية المباراة: "أين التحسينات التي جرت؟ لقد كان المكان ضيقاً للغاية على جسر المشاة، كنا مكدسين كأننا في علبة سردين".
وتسبب العدد المحدود لعربات المترو واعتماد المشجعين القادمين لمتابعة مباريات يورو 2024 على وسائل النقل العام في عدم قدرة البنية التحتية على تحمل هذا الضغط الجماهيري الشاق.
ولم تقتصر المعاناة على ملعب الرويال بلوز، فهناك تجارب أخرى عانت منها الجماهير في ملاعب أليانز أرينا معقل بايرن ميونخ، أو كولن، وكان دوماً التأخير غير المتوقع هو المصدر الرئيسي للغضب والإحباط.
تشير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها إلى وجود أوجه قصور بالجملة من التنظيم الألماني لليورو، مما يكسر الصورة النمطية للألمان كرمز للكفاءة والانضباط.
الشرطة وأعمال الشغب
شهدت منافسات كأس أمم أوروبا 2024 كذلك العديد من أحداث الشغب الجماهيري كان بطلها في بعض الأحيان جماهير إنجلترا، بالإضافة للتعامل الغريب من قبل الشرطة مع الجماهير والذي وصل إلى حد إطلاق النيران.
وانطلقت الشرارة في ثالث أيام اليورو على هامش مواجهة إنجلترا وصربيا مما أدى لتدخل قوات مكافحة الشغب الألمانية لفض الاشتباك.
واحتجزت القوات الألمانية 7 مشجعين من داعمي المنتخب الصربي، وتم تقديم شكوى ضدهم بسبب ارتكاب جرائم اعتداء جسدي خطيرة أدت إلى إصابات.
وقد أظهرت اللقطات المصورة والمنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي رجالاً يتقاذفون فيما بينهم الكراسي من كلا الجانبين.
واستخدمت الشرطة الألمانية العنف أكثر من مرة خلال فعاليات اليورو الحالية، إحداها مع مشجع هولندي كان يحمل فأساً في منطقة المشجعين، حيث تم إطلاق النار عليه.
وجاء ذلك بعد محاولات استفزازية من قبل المشجع الهولندي للشرطة الألمانية ومحاولته استخدام سلاحه ضدها.
زومبي لاند
إحدى نقاط الضعف في تنظيم ألمانيا لليورو الحالي عدم حماية جماهير البلدان الزائرة من مخاطر حي "زومبي لاند" الشهير في فرانكفورت.
وبحسب صحيفة "الصن" البريطانية فإن هذا الحي الأقذر في ألمانيا يمثل نقطة تجمع لأشخاص خطيرين وتجار مخدرات مثل الكوكايين والهيروين.
جمهور منتخب إنجلترا من جانبه كان يتعين عليه التواجد على بعد مسافة لا تزيد على 4 أميال عن هذا الحي سيئ السمعة أثناء رحلته لمواجهة الدنمارك في الجولة الثانية من اليورو.
وحاولت الشرطة الألمانية خلال حملة مداهمة في أبريل/ نيسان الماضي تطهير المكان تماماً قبل انطلاق فعاليات اليورو، لكن بدا أن الأمر سيكون صعباً بل ومستحيلاً في تطبيقه.
اقتحامات الملاعب
شهدت النسخة الحالية من اليورو زيادة ظاهرة اقتحامات الملاعب في التدريبات والمباريات، مما يظهر وجود ثغرات في الخطط الألمانية التأمينية للبطولة.
وكان منتخب البرتغال صاحب نصيب الأسد من لتك الاقتحامات، حيث تم اقتحام مرانه أكثر من مرة من قبل مشجعين من أجل التقاط صور مع التاريخي كريستيانو رونالدو قائد الفريق.
كما شهد مباراة البرتغال وتركيا عدد من الاقتحامات التي أكدت بعض وسائل الإعلام وصولها للرقم 7، من أجل التقاط صور مع رونالدو، أحد أعظم لاعبي العالم على مر التاريخ.