ألمانيا تكسر وعاء "أفكار هتلر".. ما هي "آرت غيماين شافت"؟
ضربة قاصمة وجهتها ألمانيا لمنظمة نازية رئيسية تحمل أفكار النظام النازي السابق وعملت كمنصة للمتطرفين العنيفين.
وحظرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر نشاط حركة يمينية متطرفة تعرف باسم "آرت غيماين شافت" أو "مجتمع الأعراق"، وهي جماعة تتبنى منطلقات عنصرية ومعادية لفئات بعينها.
وقالت وزارة الداخلية إن رجال الشرطة داهموا 26 شقة وغرفة تخص 39 من أفراد الحركة في 12 ولاية ألمانية، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، بالتزامن مع صدور قرار الحظر.
وأضافت الوزارة أن حظر الحركة المتطرفة كان قيد الإعداد منذ أكثر من عام، فيما وصفت فيزر الحركة المستهدفة بأنها "طائفية وعنصرية للغاية ومناهضة للسامية".
وأضافت فيزر: "لقد حاولت هذه الحركة اليمينية المتطرفة إنشاء أعداء جدد للدستور من خلال التلقين المثير للاشمئزاز للأطفال والشباب".
تنظيميا، يغطي الحظر كل المنظمات التابعة للحركة التي تعتقد السلطات الأمنية أن لديها نحو 150 عضوا.
ما هي "آرت غيماين شافت"؟
وفقًا للوكالة الفيدرالية للتربية المدنية في ألمانيا، فإن "آرت غيماين شافت" "منظمة دينية عرقية معادية للمسيحية ويمينية متطرفة"، وتقوم بوظيفة مفصلية في أوساط اليمين المتطرف؛ إذ تربط بين التيارات المختلفة داخله.
وتأسست "آرت غيماين شافت" في عام 1951 على يد شخص معروف بروابطه النازية، يدعى فيلهلم كوسيروف؛ إذ كان الأخير عضوا في الجناح العسكري للحزب النازي.
وأصبحت "آرت غيماين شافت" جمعية مسجلة رسميا منذ عام 1957.
ويقع مقر الجمعية اليمينية المتطرفة في برلين، واعتبارا من عام 1989 حتى وفاته في عام 2009، كان يقود المجموعة المحامي النازي الجديد يورغن ريجر، قبل أن يتولى أكسل شونك المنحدر من ولاية بافاريا الجنوبية قيادة المجموعة.
ووفقًا لطلب إحاطة قدمه حزب اليسار بالبوندستاغ (البرلمان) في مايو/أيار 2022، تريد "آرت غيماين شافت، الحفاظ على ثقافة الأنواع (نقاء النوع) في شمال أوروبا وتجديدها ومواصلة تطويرها" والبناء على القيم الموروثة من الأجداد (إشارة للنازيين)، لذلك تمثل أفكارًا عرقية عنصرية.
وتنص عقيدة المجموعة على هدف "الكفاح جزء من الحياة"، وتوضح أن "هذا الكفاح ضروري بطبيعة الحال لصيرورة الجميع ووجودهم"، وبهذه الطريقة، فإن المجموعة "ترتبط بشكل مباشر بالنظرية العنصرية للرايخ الثالث (النظام النازي السابق)"، وفق هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية".
ووفق المصدر ذاته، تتبع "آت غيماين شافت، وجهة نظر عالمية الطابع كوسيلة لنشر الأفكار اليمينية المتطرفة اجتماعيًا وسياسيًا".
تورط في القتل
الأكثر من ذلك، كان ستيفان إرنست، الناشط النازي الذي قتل رئيس مقاطعة كاسل، فالتر لوبكه قبل أعوام قليلة في جريمة هزت ألمانيا، عضوًا في "آرت غيماين شافت".
كما أن نشطاء رئيسيين في مجموعة "الاشتراكيين الوطنيين"، وهي منظمة يمينية متطرفة ارتكبت جرائم في ألمانيا قبل عقود، مثل بيتا تسشيبه، من المشاركين في فعاليات نظمتها آرت غيماين شافت"، وفق طلب الإحاطة ذاته.
وبحسب وزارة الداخلية في ولاية تورينغن الألمانية، نظمت المجموعة، بين ديسمبر/كانون الأول 2019 ويوليو/تموز 2022، ستة اجتماعات مغلقة في نزل للمشي لمسافات طويلة في إلفيلد، شمال الولاية، بمشاركة مئات من الأعضاء والمؤيدين والمشتركين في "صحيفة الشمال" من جميع أنحاء ألمانيا.