"الرجل الظاهرة".. كيف أصبح دنماركي وزيرا بألمانيا بدون الجنسية؟
إذا كان الرواد الأوائل لموسيقى الجاز الشهيرة من الفايكنج، فلن تختلف طلتهم عن وزير جديد في ولاية ألمانية، يعرف بـ"الرجل الظاهرة".
الدنماركي كلاوس روه مادسن (٤٩ عاما) يصنع التاريخ في ألمانيا منذ سنوات، بلحية فايكنج كثيفة وطويلة وبيضاء اللون. وشعر قصير من الجانبين، وأطول قليلاً من الأعلى.
"الرجل الظاهرة" لا يحمل أي انتماء حزبي لكنه يحظى بدعم عابر للأحزاب، يرتدي نظارات مربعة، ومبتكر من الدرجة الأولى؛ يخلق الأفكار بكثافة لا تضاهى، ويجذب الانتباه أينما حل، وبارع في جمع الناس حوله، وفق صحيفة فرانكفورتر ألغماينه الألمانية.
وبعد أن كان أول شخص لا يحمل جنسية ألمانية ويترأس بلدية كبرى، بات الآن وزير أجنبي في ولاية ألمانية في حدث نادر، وفق صحيفة بيلد.
كلاوس روه مادسن هو بالفعل اسم مألوف لكثير من الألمان: فقد شغل منصب رئيس بلدية روستوك لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يصبح وزيرا للاقتصاد في حكومة شليسفيغ هولشتاين المشكلة خلال اليومين الماضيين.
وبات مادسن معروفا بشكل كبير في جميع أنحاء ألمانيا خلال جائحة كورونا، إذ نجح في قيادة بلدية روستوك بنجاح وتقليل عدد الإصابات بشكل فعال، وكان دائم الظهور على التلفزيون الوطني بألمانيا.
وينحدر مادسن من العاصمة الدنماركية كوبنهاغن في عام 1972، وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية انتقل إلى ألمانيا، رسخ أقدامه فيها منذ عام 1992.
وعمل مادسن لأول مرة في متجر أثاث في منطقة الرور الألمانية، قبل افتتاح متجر أثاث خاص به في روستوك في عام 1998.
وبعد نجاح كبير في مجال تجارة الأثاث، وصل مادسن إلى منصب رئيس غرفة روستوك للصناعة والتجارة في عام 2013، قبل أن يصبح عمدة المدينة في 2019 بعد أن دعمه الحزب الديمقراطي المسيحي "يمين وسط"، والحزب الديمقراطي الحر "ليبرالي".
لكن السؤال الأهم: كيف لأجنبي أن يصبح عمدة ثم وزيرا في ولاية ألمانية؟ والإجابة بسيطة: قواعد الاتحاد الأوروبي.
ويمنح توجيه الاتحاد الأوروبي الصادر في 1994، غير الألمان فرصة تولي مناصب محلية، وينص على أن مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في بلد من دوله غير البلد الأصلي، لهم الحق في التصويت والترشح في الانتخابات المحلية؛ وتظل نفس الشروط المنطبقة على مواطني الدولة المستضيفة.
وبالتالي يمكن للدنماركي التصويت في الانتخابات المحلية في ألمانيا، وكذلك الترشح للانتخابات، إذا كان يقيم في البلدية المعنية.
ومع ذلك، فإن التوجيه الأوروبي يترك مجالًا للمناورة، وتختلف طريقة تنفيذه قليلاً في كل من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وعلى سبيل المثال، يمكن لدول الاتحاد الأوروبي أن تقرر أنه لا يمكن انتخاب سوى مواطنيها لشغل مناصب محلية عليا.
وفي فرنسا وإيطاليا على سبيل المثال، يمكن انتخاب الأجانب في الاتحاد الأوروبي لعضوية المجالس البلدية أو مجالس المدن، لكن منصب العمدة مخصص لمواطنيهم فقط.
في ألمانيا، نفذت كل ولاية فيدرالية توجيهات الاتحاد الأوروبي بطريقتها. وفي ولاية بافاريا (جنوب) فقط، لا يمكن لغير الألماني أن يصبح عمدة لمدينة كبيرة.
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMTM4IA== جزيرة ام اند امز