بعد فوزها.. موقف محرج وخطاب متلعثم لـ"خليفة ميركل"
تكررت هذه الأيام، مواقف يحقق فيها المرء نجاحا كاسحا، لكن لا يضمن له بشكل تلقائي دخول عالم القمة، أو النخبة.
هذا بالتحديد ما يحدث مع أنالينا بربوك، مرشحة حزب الخضر "يسار" للمستشارية الألمانية، في الانتخابات التشريعية المقررة 26 سبتمبر/ أيلول المقبل.
وخلال المؤتمر العام للخضر، السبت، حصلت بربوك على دعم استثنائي كمرشحة للمستشارية، حيث صوت 98.5% من قواعد الحزب لدعمها، ولم يصوت ضدها إلا 6 أفراد من أصل 688 مندوبا حضروا المؤتمر.
وهذه أعلى نسبة تأييد من قواعد الحزب تحصل عليها بربوك في تاريخها السياسي، حيث جرى انتخابها رئيسة للخضر في 2019، بـ97% فقط من الأصوات.
وبعيد التصويت، اليوم السبت، رأت بربوك، هذه النتيجة القياسية، كـ"علامة على تضامن قواعد الحزب الكامل" بعد الرياح المعاكسة في الأسابيع الماضية.
وبعد أداء استثنائي في استطلاعات الرأي في أبريل/ نيسان، وبداية مايو/أيار، تراجعت معدلات تأييد حزب الخضر في الأسابيع الماضية، متأثرا بمخالفات تسجيل الدخل الإضافي لبربوك في البرلمان، وفضيحة متعلقة بنقاط غير حقيقية في سيرتها الذاتية المعلنة للناخبين.
لذلك، لا يقود تصويت قواعد الخضر بكثافة لدعم المرشحة الشابة للمستشارية "40 عاما"، إلى دفعها لمقدمة السباق نحو المنصب الرفيع، إذ انهارت معدلات تأييدها من 43% في أبريل إلى 28% قبل أيام، وفق استطلاع رأي حديث.
فيما واصل حزب الخضر التراجع في استطلاعات الرأي محققا 22% من معدلات التأييد والمرتبة الثانية بعد الاتحاد المسيحي الحاكم "28%"، وفق استطلاع للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني نشر قبل يومين.
خطاب أقل من التوقعات
ورغم معدل التأييد الكبير من قواعد الخضر، لم تلق بربوك الخطاب المنتظر أمام مؤتمر الحزب، السبت، ووصفت الكلمة بأنها "متوسطة المستوى"، ولم ترق إلى المتوقع.
ورغم توجيه بربوك رسالة واضحة في خطابها عن "ضرورة تحديث ألمانيا الآن"، و"مفصلية قضية المناخ لأي حكومة في المستقبل"، فإن مجلة "دير شبيجل" رأت الخطاب "متوسطا وغير مثير أو استثنائيا".
وركزت مرشحة المستشارية على محتوى البرنامج الانتخابي الذي يركز على "الاقتصاد الاجتماعي وحماية البيئة والطاقة المتجددة وتشجيع الابتكار"، ولم تقدم سرد كبير، وتحدثت ببطء وحذر ملحوظ، وفق متابعة مراسل "العين الإخبارية".
وفي نهاية الخطاب الذي استمر 40 دقيقة، تلعثمت المرشحة الشابة واضطرت لبدء جمل بعينها من جديد، ما أدخلها في حالة غضب واضح.
موقف محرج
وفيما كانت أصوات التصفيق تملأ قاعة المؤتمر بعد انتهاء بربوك من خطابها، كانت السياسية الشابة شاردة وغير راضية فيما يبدو عن الكلمة، وفق ما رصدته "العين الإخبارية".
وفيما كان الميكروفون المعلق في ملابس مرشحة الخضر لا يزال يعمل بعد نحو دقيقة من نهاية الخطاب، حينما سمعت تقول بصوت واضح لرئيس الحزب المشارك، روبرت هابيك، كلمة دارجة بمعنى "تبا"، فيما بدا موقفا محرجا للسياسية الشابة.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر فيه هذا الجزء الأخير من الكلمة، مشفع بكلمات تعبر عن عدم رضاء بربوك عن خطابها.
وتجرى الانتخابات التشريعية الألمانية في 26 سبتمبر/ أيلول المقبل، بدون المستشارة أنجيلا ميركل لأول مرة منذ 16 عاما، إذ قررت المرأة الحديدية، طوعا، التقاعد بنهاية ولايتها الحالية.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز