حوار بطرسبرغ للمناخ.. ركلة بداية "المرحلة الساخنة" قبل COP28
بأهداف طموحة ورؤى عميقة، انطلق حوار بطرسبرغ للمناخ في برلين، اليوم الثلاثاء، مدشنا المرحلة الساخنة في نقاشات المناخ قبل "COP28".
فعاليات الحوار التي تجري بتنظيم مشترك بين دولة الإمارات العربية المتحدة والحكومة الألمانية، تستمر على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، وتعمل على رسم أولويات أجندة مؤتمر الأطراف "COP28"، المقرر انعقاده في دولة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وبين ملفات التحول في الطاقة، والتمويل، وصندوق التكلفة والأضرار، والتكيف، يترقب العالم حوار بطرسبرغ، لرسم رؤية واضحة عن الأجندة المناخية قبل أشهر من مؤتمر COP28.
- حوار بطرسبرغ للمناخ على طريق COP28.. أجندة دسمة في خدمة العالم
- حوار بطرسبرغ.. رسائل ثقة ودعم للدكتور سلطان الجابر في قيادة COP28
ودشن حوار بطرسبرغ بشأن المناخ، في وقت سابق اليوم، الثلاثاء، في مقر الخارجية الألمانية، بندوة تشارك بها وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، بحضور وفود 40 دولة.
وقالت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، إن هناك إرادة سياسية وقدرات تقنية دولية تسمح بالتفكير بإيجابية للمساعدة في حل أزمة تغير المناخ.
وأضافت: "سنفعل كل ما بوسعنا لدعم خطة الدكتور سلطان الجابر الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف (COP28)، للوصول للحياد الصفري"، وقالت، نأمل أن ينجح COP28 في الوصول إلى هدف تخفيض درجة حرارة الأرض.
وأشارت وزارة الخارجية الألمانية إلى أنه يجب على كل دولة تقديم منظورها لمعالجة التغير المناخي، مؤكدة أن الدول التي تشهد كوارث مناخية وتتأثر بظاهرة تغير المناخ تحتاج إلى دعم قوي لتعويض الأضرار.
وأوضحت: "قررنا رفع مساهمتنا في حماية المناخ إلى 6 مليارات يورو كحد أدنى، لكن هذا غير كافٍ ونحتاج إلى تعبئة مزيد من الموارد من أجل الأهداف المناخية".
كما أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، أنه تماشياً مع رؤية وتوجيهات القيادة، تسعى دولة الإمارات إلى المساهمة في تحقيق الطموحات المناخية العالمية من خلال مؤتمر الأطراف COP28.
ودعا إلى تحقيق نقلة نوعية في العمل المناخي، والوصول إلى مخرجات حاسمة عبر برنامج عمل التخفيف، والهدف العالمي للتكيف، ومضاعفة التمويل المناخي، وبرنامج العمل المتعلق بتحقيق الانتقال المنطقي والعملي والتدريجي والعادل في قطاع الطاقة، والهدف الجماعي الكمي الجديد لزيادة التمويل المتعلق بالمناخ ، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، وترتيبات التمويل.
بينما قال سامح شكري، وزير الخارجية المصري، رئيس مؤتمر المناخ COP27 السابق، إن مؤتمر المناخ المنعقد في شرم الشيخ شدد على أهمية التعاون لمواجهة أزمة تغير المناخ
وقال في كلمته، التي ألقاها نيابة عنه خالد جلال السفير المصري في برلين، إنه بعد مرور نحو 6 أشهر من COP27 لا نزال بعيدين عن تحقيق الأهداف التي اتفقنا عليها.
وأكد أن الدول النامية تحتاج إلى مزيد من التمويل في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة لمواجهة أزمة تغير المناخ.
وقال: "نثق بقدرة الدكتور سلطان الجابر الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف (COP28) على قيادة النسخة المقبلة من مؤتمر المناخ".
وأضاف: "نعوّل على COP28 في مواصلة تحقيق الأهداف من حيث انتهى COP27".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أهمية التعاون الدولي بعيدا عن الانقسامات الجيوسياسية لتحقيق الأهداف المناخية.
وقال خلال كلمته في "حوار بطرسبرغ للمناخ"، إن ارتفاع درجة حرارة الأرض 1.5 درجة إضافية يُعد كارثة، وعلى الدول بذل الجهود كافة لتقليل الانبعاثات.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنه يجب تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري في جميع المجالات، وأنه من الضروري التفاوض على أساس المعرفة العملية في قضية المناخ.
وفي اليوم التالي، الأربعاء، يشارك المستشار الألماني، أولاف شولتز، في حوار بطرسبرغ بشأن المناخ، بالتحديد بين 2:30 و4 بعد الظهر، حيث سيلقي خطابًا ويشارك في حلقة نقاش.
ومنذ عام 2010، يجمع حوار بطرسبرغ حول المناخ مجموعة من البلدان كل عام، من أجل التحضير لمفاوضات المناخ في مؤتمر الأطراف الذي يعقد في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
وجرت فعاليات أول مؤتمر بصيغة "حوار بطرسبرغ" في مدينة بون، قبل أن ينتقل المؤتمر بصورة دائمة إلى العاصمة الألمانية برلين.
ويشارك في المؤتمر هذا العام، ممثلون عن نحو 40 دولة لبحث كيفية المضي قدمًا في مكافحة التغير المناخي، والإعداد لـ"كوب 28" الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة.
وحوار بطرسبرغ هذا العام هو الثاني بحضور وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك منذ توليها المنصب في ديسمبر/كانون الأول 2021.
وفي نسخة العام الماضي، قالت بيربوك "أزمة المناخ تمثل الآن أكبر مشكلة أمنية لجميع سكان الأرض... أزمة المناخ لا تتوقف عند حدود. لذلك لا يجب أن تتوقف الحلول عند أي حدود".
وأكدت أن الهدف هو القدرة على "احتواء أكبر تهديد أمني لهذا القرن" على المستوى الدولي وعلى نحو مشترك.
بيربوك دعت المجتمع الدولي إلى بذل جهود مشتركة ومكثفة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري التي يتسبب فيها الإنسان.
بيد أن حوار بطرسبرغ هذا العام مهم للغاية في ضوء تسارع الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المقرر في دولة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ووفق تحليل لمنظمة "غيرمان واتش" -وهي مؤسسة غير ربحية نشطة في مجال حماية المناخ- فإن دولة الإمارات العربية المتحدة وألمانيا بصفتها مستضيفة حوار بطرسبرغ، بإمكانهما تحديد أولويات أجندة المناخ قبل "COP28"، والمضي قدما في ملف التحول في مجال الطاقة، وتأمين التمويل الدولي للمناخ، وتحقيق الأهداف العالمية لمصادر الطاقة المتجددة.
وتابعت "يدشن حوار بطرسبرغ بشأن المناخ يومي الثلاثاء والأربعاء (2-3 مايو/أيار) المرحلة الساخنة من سياسة المناخ الدولية لهذا العام.. هذا هو المكان الذي سيتم فيه وضع أسس مه-مة لمؤتمر الأطراف المقبل (COP 28)".
ويقول كريستوف بالز، المدير السياسي لمنظمة البيئة والتنمية "غيرمان واتش"، في هذا الإطار، "أصبحت الدعوات لتوسيع الطاقات المتجددة أعلى وأعلى صوتًا في الأسابيع الأخيرة.. هناك حاجة ماسة إلى هدف ملزم عالميًا للطاقات المتجددة من أجل دفع تحول الطاقة في جميع أنحاء العالم".
بينما أوضح بيتر لايدن الخبير المناخي الألماني في تصريحات صحفية، إن دولة الإمارات وألمانيا يجب أن تمهدا الطريق في حوار بطرسبرغ، لوضع هدف عالمي للطاقة المتجددة في مؤتمر المناخ المقبل "COP28"،
وتابع "وفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرنا"، فإنه يجب زيادة الطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة أضعاف إلى 1000 غيغاواط (GW) سنويًا بحلول عام 2030 من أجل الامتثال لهدف 1.5 درجة".
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA== جزيرة ام اند امز