سيطرة واستقلالية وتجسس.. ألمانيا تحلق في الفضاء بحثًا عن الريادة
يوما بعد الآخر تنزلق أقدام العالم إلى "تعددية الأقطاب"، فيما تستطلع العيون هلال عقود من التنافس بين قوى كبرى متعددة.
تنافس سيطال على الأرجح كل المجالات والقطاعات، ليس الفضاء الخارجي منها استثناء؛ إذ من المنتظر أن تتسابق القوى الكبرى على الريادة في هذا الملف.
ألمانيا واحدة من تلك الدول التي تسعى إلى الريادة في هذا الملف؛ مما دفع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، إلى تبني خطة للفضاء الخارجي، مكونة من 5 صفحات، تحمل عنوان "دور ألمانيا في الفضاء.. سيادة.. امتياز.. مرونة"، وتشمل جوانب مدنية وعسكرية تهدف لريادة ألمانية في الفضاء.
وتشمل الخطة تأسيس موقع ألماني مستقل لإطلاق وهبوط الصواريخ إلى ومن الفضاء الخارجي، فيما المكان المقترح هو بحر الشمال.
وتقول الخطة إن ألمانيا بحاجة إلى "وصول مستقل إلى الفضاء" وبالتالي إلى "قدرات ومواقع الإطلاق الخاصة بها، فضلاً عن مركبات الإطلاق والأقمار الصناعية الخاصة بها"، مضيفة: "في الجزء الألماني من بحر الشمال، سيتم بناء منصة إطلاق متنقلة" للصواريخ.
تفاصيل الخطة الألمانية
وتنص الخطة -كذلك- على إنشاء وظيفة جديدة في المستشارية الاتحادية ونقل ملف الفضاء والمسؤولون عنه من وزارة الاقتصاد إلى المستشارية، تسمى منسق الحكومة الفيدرالية للفضاء، وتضطلع بتنسيق العمل في هذا الملف عبر الوزارات المختلفة.
وتتعهد الخطة بتعزيز وزيادة الاعتمادات المالية المخصصة لقيادة الجيش الألماني في الفضاء، أو لما يعرف بـ"قيادة الفضاء"، والتي تقدم مساهمات مدنية وعسكرية مهمة في دراسة واستكشاف هذا الجزء من الأرض، وكذلك رصد التهديدات العسكرية فيه.
وتقول صحيفة "بيلد" الألمانية، إن الخطة تشمل تعزيز قدرات التجسس، مشيرة إلى أنها تنص على: "بدلاً من الاعتماد دائمًا على معلومات الخدمة السرية (الاستخبارات) من دول أخرى (مثل الولايات المتحدة الأمريكية)، يجب على ألمانيا الحصول على هذه المعلومات من الفضاء نفسها".
ووفقًا لخطة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فإنه يجب أن تكون ألمانيا "قادرة على إنشاء تقارير حالة فضائية بشكل مستقل" وتصوير "جميع المواقف ذات الصلة".
وتشمل أهداف عمليات الرصد من الفضاء: "رصد الحطام والطقس، وعمليات الاستطلاع الفضائي لسطح الأرض، واستطلاع المجال الجوي والبحر، وكذلك رصد تحركات وأنشطة الأقمار الصناعية الأجنبية"، وفق الخطة التي أضافت "أن التعاون الدولي ضروري لرسم خريطة كاملة للفضاء".
قراصنة الفضاء
ويخطط الحزب الألماني الحاكم لإجراءات حماية من قراصنة الفضاء؛ أي الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الخاصة بالفضاء، ونظم إطلاق الصواريخ وغيرها، باستخدام أحدث التكنولوجيات ذات الصلة، وتحت إشراف الجيش.
وقالت خطة الحزب عن هذه النقطة: "لأن البنية التحتية الفضائية الألمانية والأوروبية تستحق الحماية، فإننا يجب أن نوفر سبل الحماية الأكثر نجاعة".
وتنص الخطة على تكثيف إرسال البعثات الألمانية إلى الفضاء الخارجي، بشكل منفرد، وفي إطار العمل الدولي متعدد الأطراف.
aXA6IDE4LjExOS4xNjMuOTUg
جزيرة ام اند امز