شرطة ألمانيا تتدرب على سيناريو الرعب بـ«يورو 2024».. تهديد «داعش»
تهديد في مباراة محلية أدى لوقوف ألمانيا على أصابعها، فما بالك ببطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم؛ أحد أهم أهداف المخططات الإرهابية؟
ورغم أن التهديد الإرهابي الذي سبق مباراة القمة في الدوري الألماني بين فريقي بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند، أمس، لم يكن حقيقيا، ولم تتوصل الشرطة إلى شيء، فإنه زاد قرع جرس الإنذار قبل كأس الأمم الأوروبية التي ستنطلق في يونيو/حزيران المقبل.
جرس الإنذار سبق وقرعه هجوم موسكو الإرهابي الأخير، الذي حرك عاصفة مخاوف من تهديدات "داعش خراسان" في عواصم عربية عدة، أبرزها برلين التي رأت في كأس الأمم الأوروبية هدفا واقعيا لهجمات التنظيم.
وانتشر، أمس السبت، تهديد إرهابي على وسائل التواصل الاجتماعي قبل مباراة قمة الدوري الألماني بين فريقي بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند، بحسب صحيفة "بيلد" الألمانية.
إذ نشرت قناة "صرح الخلافة" الدعائية التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، صورة مشجعي كرة القدم أمام ملعب فريق بايرن ميونخ "أليانز أرينا"، فيما قرأته السلطات على أنه تهديد.
وبجانب ذلك، قالت الصحيفة الألمانية إن هناك حروفا عربية، وأشارت إلى أنها "ربما تعني كلمتي: بعد المباراة".
وبعد التهديد، قالت شرطة ميونخ، "في الوضع الحالي، ليس لدينا أي معلومات ملموسة عن أي خطر.. سنقوم بتأمين المباراة من خلال زيادة عدد القوات".
وبعد نهاية مباراة الأمس دون وقوع أحداث إرهابية، لم ينته التهديد، بل إن السؤال الأكثر إلحاحا الآن، يتعلق بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2024".
ووفقا لـ"بيلد"، جرى التخطيط والتدريب على الحالة الأمنية التي ستشدها البلاد في سياق "يوريو ٢٠٢٤"، خلال تدريبات سلطات مكافحة الإرهاب في بافاريا قبل أسبوعين.
إذ جرى التدرب على هجوم بسكين على حشد من الناس في الملعب، واحتجاز رهائن، وهجوم ببندقية قنص، وفق ما نقلته الصحيفة عن مصادر أمنية,
وقالت وزارة الداخلية الألمانية، لصحيفة "بيلد": "نفترض أن الجماعة الإرهابية (ولاية خراسان) التابعة لتنظيم داعش هي المسؤولة عن الهجوم الإرهابي بالقرب من موسكو، وهي تمثل حاليًا أكبر تهديد للتنظيمات المتطرفة في ألمانيا".
ومن جانب آخر، هناك أيضًا عدد من التهديدات المحتملة في حدث دولي كبير مثل بطولة أوروبا، مثل جرائم العنف والمظاهرات ذات الدوافع السياسية في المنطقة المحيطة بالملاعب.
وفي غضون ذلك، صرحت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، للصحيفة الألمانية قائلة: "ستقوم شرطتنا الفيدرالية بحماية الحدود والمطارات وحركة السكك الحديدية الألمانية" خلال البطولة.
وأكدت الوزيرة: "نحن يقظون للغاية ومستعدون جيدًا".
وفي هذا السياق، يحذر خبراء أمنيون من سيناريو الرعب، المتمثل في تنفيذ هجمات إرهابية بطائرات بدون طيار، على ملاعب بطولة كرة القدم الأوروبية في الفترة الممتدة بين يونيو/حزيران ويوليو/تموز.
ويتابع الخبراء لصحيفة بيلد، أن العالم يشهد ثورة حقيقية في الطائرات بدون طيار، خاصة تلك الرخيصة والمصنعة محليا، التي تظهر في الحرب الأوكرانية، وفي أيادي الحوثيين في اليمن، ما يجعلها في متناول التنظيمات الإرهابية.
أندرياس روسكوبف رئيس اتحاد الشرطة الفيدرالية وهي نقابة لأعضاء الشرطة، قال لصحيفة بيلد: "أصبحت الطائرات بدون طيار واحدة من أكبر المشاكل"، مضيفا "وعلى الرغم من أن السلطات الأمنية مستعدة أيضًا من الناحية الفنية للدفاع عن الطائرات بدون طيار، إلا أن الإرهابيين يسلحون أنفسهم أيضًا بها".
ولذلك، يدعو روسكوبف إلى "فرض حظر شامل على مستوى البلاد على الطائرات بدون طيار قبل وأثناء وبعد بطولة أوروبا".
كما أن خبيرًا معروفًا في مجال الإرهاب والطائرات بدون طيار، دق ناقوس الخطر أيضًا، إذ نصح الباحث والمؤلف النمساوي في مجال الإرهاب نيكولاس ستوكهامر، في تصريحات صحفية، بـ"التحكم الشامل في المجال الجوي للبطولة الأوروبية، بسبب تهديد تنظيم داعش الذي يشكل حاليًا أكبر تهديد إرهابي لألمانيا".
وقال ستوكهامر الذي عمل ضمن مجموعة من الخبراء حول خطر الطائرات بدون طيار في النمسا: "استخدم تنظيم داعش على وجه الخصوص الطائرات بدون طيار بشكل متكرر منذ 2014/2015، - سواء كطائرات بدون طيار انتحارية أو كطائرات بدون طيار مجهزة بعبوات ناسفة".
وتابع: "أصبحت التكنولوجيا متاحة بسهولة أكبر اليوم. وهذا يزيد أيضًا من الخطر الحقيقي المتمثل في لجوء التنظيمات الإرهابية بشكل منظم، إلى هذه التكنولوجيا الرخيصة والتي يمكن التحكم فيها عن بعد".
وأوضح: “الخطر يزداد إذا نجح المهاجمون في الاستيلاء على طائرات عسكرية مسيرة حديثة في مناطق الحرب الحالية”.