برلين تحذر من محاولات "ذئاب أردوغان" اختراق الأحزاب
حذرت الحكومة الألمانية من محاولات تنظيم "الذئاب الرمادية"، ذراع النظام التركي بأوروبا، التأثير على الرأي العام واختراق الأحزاب.
وفي مذكرة أرسلتها للبرلمان ردا على طلب إحاطة من الحزب الديمقراطي الحر (يمين وسط)، قالت الحكومة الألمانية إن "المتطرفين اليمينيين الأتراك يحاولون بشكل متزايد التأثير على الرأي العام والأحزاب السياسية في ألمانيا"، وفق ما نشرته صحيفة دي فيلت الألمانية الجمعة.
وأضافت: "يحاول تنظيم الذئاب الرمادية التأثير على الخطاب السياسي داخل المجتمع الألماني عبر الاقتراب من صناع القرار السياسي والأحزاب".
وأوضحت "في السياسة المحلية (البلديات) على وجه الخصوص، يحاول التنظيم التركي اليميني المتطرف احتلال صيغ نقاش قائمة بين الثقافات".
وتابعت: "لدينا معلومات حول ترشيح أشخاص من بيئة التطرف اليميني التركي (الذئاب الرمادية) لانتخابات المجالس البلدية في ولاية شمال الراين ويستفاليا (غرب)" سبتمبر الماضي.
وكانت "العين الإخبارية" نشرت تقريرا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يحذر من اختراق الذئاب الرمادية لـ"الأحزاب الألمانية"، وسمت عددا من المرشحين للمجالس البلدية، المحسوبين على هذا التنظيم التركي المتطرف.
الحكومة الألمانية قالت أيضا في مذكرتها: "نعتقد أن إقامة التنظيم التركي اليميني المتطرف اتصالات سياسية وحزبية على المستوى المحلي أو الفيدرالي تخدم أيضا هدف كسب القبول والسمعة".
ومنذ سنوات، تحذر هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" من خطورة تنظيم الذئاب الرمادية التركي، الذي تأسس على أيديولوجية يمينية قومية وعنصرية متطرفة ويتخذ من "امتداد إصبعي الخنصر والسبابة" شعارا له.
ووفق صحيفة دي فيلت الألمانية "خاصة"، فإن الحكومة لم تتخذ قرارا بحظر الذئاب الرمادية حتى الآن، بسبب وجود عقبات قانونية كثيرة أمام هذه الخطوة.
ومع ذلك، لا تزال الحكومة الفيدرالية قلقة من تأثير الذئاب الرمادية في ألمانيا، وفق دي فيلت التي أضافت "تنتشر منشورات مقلقة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر صورا لضباط شرطة في ألمانيا يرتدون الزي الرسمي، ويقومون بتحية الذئاب الرمادية".
و"الذئاب الرمادية" هو تنظيم قومي متطرف نشأ في كنف حزب الحركة القومية التركي، وتحول لذراع طولى لنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنشر العنف والفوضى والتطرف في أوروبا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، طالب البرلمان الألماني، الحكومة، بدراسة فرض حظر على تنظيم الذئاب الرمادية التركي المتطرف.
وصوت البرلمان بأغلبية كبيرة على القرار الذي اقترحه الاتحاد المسيحي الحاكم (يمين وسط)، والحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط)، وحزب الخضر (يسار)، والحزب الديمقراطي الحر (يمين وسط).
كما يدعو القرار، وهو توصية غير ملزمة، الحكومة إلى مراقبة أنشطة "الذئاب الرمادية في ألمانيا عن كثب، والتصدي لها بحزم في إطار الوسائل الدستورية".
aXA6IDMuMTQyLjEzMy4yMTAg جزيرة ام اند امز