ألمانيا ضد اليابان.. كيف نجح "جواسيس" الساموراي في تعطيل الماكينات؟ (تحليل)
لم تتوقف المفاجآت في نهائيات كأس العالم 2022 المقامة حاليا في قطر، والضحية هذه المرة كان المنتخب الألماني المتوج باللقب 4 مرات من قبل.
وبات منتخب "الماكينات" يواجه شبح توديع نهائيات كأس العالم 2022 من مرحلة المجموعات للنسخة الثانية على التوالي، بعد تلقي الهزيمة على يد اليابان بهدفين مقابل هدف، في مستهل مباريات المجموعة الخامسة.
ويستعد منتخب ألمانيا لمباراة قمة أوروبية عصيبة ضد إسبانيا في الجولة التالية، وهو ما سيجعل الامور أكثر صعوبة على الماكينات.
ورغم معاناة ألمانيا من عدة غيابات هجومية على وجه الخصوص أمام اليابان، فإن الأفضلية نظريًا ظلت لكتيبة هانز فليك، خاصة بعد البداية القوية للماكينات في المباراة، ونجاحهم في إنهاء الشوط الأول بهدف نظيفة، دون رد فعل ياباني يدل على القدرة على مجاراة الخصم الأوروبي.
ونجح إلكاي جوندوجان في هز الشباك اليابانية من علامة الجزاء، لكن إنقلابًا كبيرًا في الأداء نتج عنه تفوق ياباني مستحق بعد هدفين من الثنائي ريتسو دوان وتاكوما أسانو.
عقلية منتخب ألمانيا
بدأت اليابان المباراة بأسلوب لعب 4-2-3-1 برباعي دفاعي مكون من الخبيرين يوتو ناجاتومو ومايا يوشيدا بجانب كو إيتاكورا وهيروكي ساكاي، لكن هذا الأسلوب لم ينجح في مجاراة ضغط الألمان وتفوقهم الواضح في الشوط الأول.
ولنكن منصفين، فالمنتخب الآسيوي كان محظوظًا بالخروج في الشوط الأول متأخرًا بهدف فقط، حين تشير الإحصائيات إلى أن ألمانيا امتلكت الكرة بنسبة 81%، وانتصرت في جميع الكرات الثانية دون ترك فرصة تنفس يابانية، وسدد الألمان 14 كرة منها 5 محاولات على المرمى، و5 أخرى تصدى لها الدفاع الياباني قبل أن تصل إلى الحارس شويشي جوندا.
تواصلت الخطورة الألمانية على مدار الشوط الأول، من خلال استغلال الأطراف، وبالأخص الجبهة اليسرى عن طريق انطلاقات ديفيد راوم، لكن صمود اليابان حال دون إضافة أهداف أخرى.
في المقابل كانت لليابان محاولة وحيدة في بداية الشوط، وجاء منها هدف تم الغاؤه بسبب التسلل، وبخلاف ذلك، ظلت اليابان بلا حيلة في مواجهة ألمانيا.
منتخب اليابان.. إعادة هيكلة
ما قام به المدير الفني الياباني هاجيمي مورياسو في الشوط الثاني كان ذكيًا للغاية، حيث قام بسحب صانع اللعب تاكيفوسا كوبو بين الشوطين حيث لم يقدم ما هو منتظر منه، ودفع بنجم أرسنال تاكاهيرو تومياسو مع بداية الشوط الثاني.
ذلك التغيير غيّر هيكل لعب اليابان إلى ثلاثي في خط الدفاع، بإضافة ناجاتومو كمدافع ثالث بدلا من أن يكون في مركز الظهير الأيسر، ونجحت زيادة الكثافة الدفاعية من استغلال الألمان للعب على الأطراف.
لم تتوقف خطورة المانيا التي كان مصدرها الأساسي موهبة بايرن ميونيخ جمال موسيالا، وكان الحارس الياباني موفقًا حيث تصدى لـ8 محاولات ألمانية محققة على مدار المباراة، ومقابل ذلك استغل المدير الفني الياباني التراجع البدني لألمانيا وبداية ظهور مساحات في عمق ملعب خصمه خلال الشوط الثاني، فبدأ في تنشيط عناصر اليابان تدريجيًا.
الدفع بموهبة برايتون الإنجليزي كاورو ميتوما بدلًا من المخضرم ناجاتومو، وبتاكومو أسانو بدلا دايزن مايدا، ثم الدفع لاحقًا بالثنائي ريتسو دوان وتاكومي مينامينو، كانت خطوات جريئة ونجحت في خلق خطورة متكررة للكمبيوتر الياباني على مدار الشوط الثاني.
ويكفي أن نقول إن اليابان التي لم تسدد خلال الشوط الأول، وصلت لمرمى مانويل نوير في الشوط الثاني في 4 محاولات، ونجحت في هز الشباك لعدد مرات كافية لاقتناص الانتصار.
"الجواسيس" يضربون منتخب ألمانيا
الثنائي الذي نجح في التسجيل لليابان في شباك ألمانيا هما ريتسو دوان الذي يلعب لصفوف فرايبورج الألماني، وتاكوما أسانو الذي ينشط مع فريق بوخوم في الدوري الألماني أيضًا.
وكان المدير الفني الياباني أظهر ثقته في الخبرات الألمانية المتواجدة في قائمته، حيث إنه من أصل 8 لاعبين في الدوري الألماني يمثلون قائمة اليابان التي تحتوي 26 لاعبًا، بدأ بـ6 لاعبين بشكل أساسي.
الثنائي دوان وأسانو، اللذان سجلا هدفي التعادل ثم الانتصار، كانا على قائمة بدلاء اليابان في بداية المباراة، وبالتالي فإن المدير الفني مورياسو قد نجح في الاستخدام الأمثل لأصحاب هوية اللعب الألمانية، لإلحاق الضرر بخيرة تشكيلة لاعبي ألمانيا التي لم تنجح في هز الشباك اليابانية أو العودة في النتيجة لاحقًا في الشوط الثاني.