“كراسي موسيقية".. مستقبل ألمانيا حائر بين الاتحاد والخضر
تحولت استطلاعات الرأي في ألمانيا إلى ما يشبه لعبة الكراسي الموسيقية، في ظل تغيير المواقع المستمر بين الاتحاد المسيحي وحزب الخضر.
ففي بداية أبريل الماضي، كان الاتحاد المسيحي الحاكم حاليا، يحتل المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي بفارق 6 نقاط كاملة عن حزب الخضر "يسار".
لكن مرور الاتحاد بفترة من الفوضى تزامنت مع صعوبات جمة في اختيار مرشحه لمنصب المستشارية، وصراع قوى بين أرمين لاشيت وحاكم بافاريا، ماركوس زودر، دفع التكتل إلى دخول مرحلة من التراجع التدريجي.
وساعد الاختيار الهادئ لانالينا بربوك كمرشحة حزب الخضر للمستشارية، ثم نجاح لاشيت، الأقل شعبية، في حسم معركته مع زودر، والفوز ببطاقة الترشح للمستشارية على منصب المستشار، الأولى على قيادة حزبها لمرحلة جيدة للغاية في استطلاعات الرأي.
وعلى مدار 5 أسابيع، صعدت أسهم الخضر بشكل غير مسبوق في استطلاعات الرأي، ووصل إلى المرتبة الأولى لأول مرة في تاريخه على حساب الاتحاد المسيحي، ثم وسع الفارق مع الأخير إلى 5 نقاط.
وبحلول منتصف مايو/أيار الجاري، جاء دور الخضر للشعور بقدر من المعاناة، خاصة مع تفجر قضية مالية تتمثل في حصول بربوك على دعم مالي من الخضر بصفتها رئيسة للحزب في الفترة بين 2018 و2020، دون إبلاغ البرلمان، في مخالفة واضحة للقانون.
ونتيجة لذلك بدأ الخضر التراجع، حتى عاد للمرتبة الثانية مجددا بـ22% من نوايا التصويت، في استطلاع أجراه معهد "أنسا" لقياس اتجاهات الرأي العام، ونشرته صحيفة دي فيلت الألمانية الأربعاء.
فيما حل الاتحاد المسيحي في المرتبة الأولى بـ26% من نوايا التصويت، وجاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط" في المرتبة الثالثة بـ16%.
وحصد الحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط" المرتبة الثالثة بـ12.5%، ثم حزب البديل لأجل ألمانيا "يمين متطرف" بـ11.5%، وأخيرا حزب اليسار بـ6.5%.
وحصلت أحزاب صغيرة مجتمعة على 5.5% من نوايا التصويت.
وأجرى الاستطلاع على عينة عشوائية تتكون من 2128 ناخبا في الفترة بين 17 و25 مايوةأيار الجاري، بهامش خطأ 2.5%.
وتجري الانتخابات التشريعية الألمانية في 26 سبتمبر/أيلول المقبل، بدون تواجد أنجيلا ميركل على رأس الاتحاد المسيحي لأول مرة منذ 16 عاما، بعد قرارها الطوعي بالتقاعد.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjkwIA== جزيرة ام اند امز