"نورد ستريم 2" يشق طريقه لقلب ألمانيا.. واشنطن تقبل الأمر الواقع
قبلت واشنطن سياسة الأمر الواقع، وسمحت باستكمال الأعمال في مشروع "نورد ستريم 2"، في إطار إعادة بناء علاقاتها مع حلفائها بأوروبا.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الثلاثاء، إنها تتوقع مزيدا من المباحثات مع الولايات المتحدة، بشأن مشروع خط أنابيب نقل الغاز "نورد ستريم 2" بعد أن علقت إدارة الرئيس جو بايدن عقوبات كانت مفروضة على الشركة التي تقف وراءه.
وحسب رويترز، أبلغت ميركل الصحفيين عقب اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي:"بالتأكيد سيكون هناك مزيد من النقاشات والمحادثات بشأن "نورد ستريم 2" مع أمريكا".
وتواصل سفينة "فورتونا" الروسية المتخصصة في دفن المواسير تحت قاع البحر أعمالها في إطار مشروع "نورد ستريم 2" المثير للجدل.
تواصل الأعمال
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية قال متحدث باسم شركة "نورد ستريم 2 "، الأحد، إن "فورتونا" تعمل في الوقت الراهن في المياه الإقليمية الألمانية طبقا للتصريحات المتاحة وطبقا للإعلانات الصادرة من قبل السلطات.
وأفادت البيانات الصادرة عن شركة "نورد ستريم 2"، بأن السفينة الروسية "أكاديميك تشيرسكي" تواصل أعمال دفن المواسير في المياه الدنماركية في الوقت الراهن.
إجراء مفاوضات مع واشنطن
والخميس الماضي، أعلنت ميركل إجراء مفاوضات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن العلاقات مع روسيا، وذلك بعد تخلي واشنطن عن فرض بعض العقوبات على المشروع.
وقالت ميركل، إن بايدن "مضى الآن خطوة نحونا فيما يتعلق بالنزاع حول خط أنابيب "نورد ستريم-2"
وأضافت أنه سيتم الآن التشاور بشأن "ما هي العوامل المشتركة الضرورية حاليا في العلاقة مع روسيا".
وردا على سؤال عمّا سيحصل عليه بايدن مقابل الاستغناء عن العقوبات من ألمانيا أو أوروبا، قالت ميركل: "لا تسير الأمور على هذا النحو بالطبع".
وأوضحت، أنها سوف تلتقي بايدن خلال اجتماع مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع بالعالم "جي7" في الفترة بين 11 و13 يونيو/حزيران القادم في بريطانيا وكذلك خلال قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" في بروكسل.
صفقة سياسية
وأضافت المستشارة الألمانية، أن أية شراكات بين دول تكون قائمة في أن يحاول المرء "التطرق إلى أفكار الطرف الآخر وتصرفاته وكذلك التوصل لحلول وسط".
وأجابت ميركل على ملاحظة أن هناك دائما صفقات داخل الأوساط السياسية قائلة: "لا يتم التحدث عنها غالبا إلا عندما تنتهي".
وأوضحت أن هناك مباحثات مع الولايات المتحدة الأمريكية في كثير من المجالات، وأكدت أن هناك أجندة واسعة النطاق.
وأعلنت الولايات المتحدة عزمها التخلي عن العقوبات المفروضة على الشركة المشرفة على بناء خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" المثير للجدل.
مصلحة وطنية
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن وزارة الخارجية أرسلت تقريرا إلى الكونجرس الأربعاء، جاء فيه أنه سيتم التنازل عن التدابير العقابية ضد "نورد ستريم 2"، ورئيسها التنفيذي الألماني ماتياس وارنيج لأسباب تتعلق بـ"المصلحة الوطنية".
وفي حين أن الشركة المسؤولة عن خط الأنابيب لن تخضع للعقوبات، ستخضع كيانات أخرى معنية لتدابير عقابية.
وقال بلينكن فى بيان، إن معارضة واشنطن لخط الأنابيب " ثابتة" وإن الولايات المتحدة ستواصل معارضة استكمال المشروع.
وقال بلينكن: "تظهر إجراءات اليوم التزام الإدارة الأمريكية بأمن الطاقة في أوروبا، بما يتفق مع تعهد الرئيس (جو بايدن) بإعادة بناء العلاقات مع حلفائنا وشركائنا في أوروبا".
ويتعرض خط الأنابيب الممتد بين روسيا، وألمانيا منذ سنوات لانتقادات شديدة من واشنطن وبعض دول شرق أوروبا التي تعتقد أنه سيجعل أوروبا أكثر اعتمادا على إمدادات الطاقة الروسية.
وأشرف المشروع الذي يهدف إلى نقل الغاز الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا على الانتهاء حيث لم يعد يتبقى له في المياه الألمانية سوى 13.9 كيلومترا في أحد خطيه و16.8 كيلومترا في الخط الآخر.