"الغجر".. المكان الأكثر غرابة على تخوم ملتهبة بالشرق الأوسط
![لافتة ترحيبية على مدخل بلدة الغجر](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2023/7/06/109-162405-ghajar-israel-lebanon_700x400.jpg)
ربما تكون "الغجر" واحدة من أغرب الأماكن بالمنطقة، إذ تقع على تخوم ملتهبة بين إسرائيل ولبنان وسوريا.
إنها أكثر هدوءا وجمالا مما قد يوحي به موقعها، المنازل الكبيرة مطلية بألوان زاهية، فيما تزين النوافير والتماثيل الدوارات.
أما سكان البلدة التي قفز اسمها اليوم الخميس، مع صوت انفجار دوى قرب الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فيتمتعون بحديقة عامة غنّاء مليئة بالزهور والأشجار.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن صاروخ أُطلق من مكان قرب "الغجر" باتجاه إسرائيل، وهو ما نفته الأخيرة وقالت إن ما جرى مجرد انفجار خلف السياج الأمني بالقرب من القرية" الواقعة على الحدود اللبنانية.
موقع على تخوم ملتهبة
تقع بلدة الغجر على حدود سوريا ولبنان وإسرائيل، التي احتلتها في يونيو/حزيران عام 1967، قبل أن تضم الشطر الجنوبي منها عند ضمها هضبة الجولان السورية.
ومن تلة استراتيجية تطل "الغجر" على نهر الوزاني الذي ينبع في لبنان ويغذي بحيرة طبريا، التي تعتبر خزان المياه الرئيسي في إسرائيل.
في أعقاب انسحاب تل أبيب من جنوب لبنان عام 2000، قامت الأمم المتحدة بفصل الأراضي اللبنانية والإسرائيلية عبر رسم الخط الأزرق الذي قسّم القرية (1500 نسمة) إلى شطرين.
ترسيمٌ مُنح لبنان بموجبه شمال الغجر، فيما بقي جنوبها مع سوريا، حينها انسحبت إسرائيل من الشطر الشمالي.
أثناء حرب صيف 2006 بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، بسط الأخير سيطرته على شمال القرية، حيث تقول تل أبيب إن عناصره حفروا أنفاقا سرية.
ولاحقا، قررت إسرائيل إعادة احتلال شمال القرية، وشيدت سياجا من الأسلاك الشائكة في محيطها، لمنع تسلل عناصر حزب الله إلى شطرها الجنوبي.
وعملا بقرار الأمم المتحدة 1701 الذي أنهى النزاع، طلبت "اليونيفيل" من إسرائيل الانسحاب من شمال قرية الغجر، وهو ما فعلته تل أبيب، وتم تسليم البلدة للقوة الأممية عام 2010.
في الشطر الجنوبي للقرية الواقع في مرتفعات الجولان السوري المحتل، حصل السكان على الجنسية الإسرائيلية بطلب منهم، محتفظين في نفس الوقت بجنسيتهم السورية.
وتعتبر "الغجر" في الجولان المحتل منطقة عسكرية مغلقة منذ 22 عاما، ولم يُسمح للزوار من خارجها بالدخول إلا بإذن خاص من المجلس البلدي والجانب الإسرائيلي.
الغجر.. حياة وعادات
قواعد اللباس العلوية تجعل النساء متميزات عن المجموعات الدينية والعرقية الأخرى في القرية، حيث يغطي الفستان كامل جسم النسوة الأكبر سنا، فيما التنانير للأصغر عمرا، لكنهن لا يغطين شعرهن.
القرية محافظة، ومن النادر أن يغادر الرجال أو النساء الغجر ويبنون حياتهم في أماكن أخرى.
تشتهر الغجر أيضا بالمأكولات السورية اللبنانية التقليدية مثل شنكليش-كرات كبيرة من الجبن السميك والجاف المتفتت يتم تحضيرها على مدار يومين ومغلفة بمزيج خاص من الأعشاب والتوابل.
ومن الأطباق التخصصية المحلية الأخرى، القمح والذرة المطبوخ في الحليب والبيصارة والبرغل والثوم.
على عكس بقية الجولان، التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967، يتم التعامل مع الغجر كجزء رسمي من إسرائيل، فقد تم الضغط على الناس هنا للحصول على الجنسية الإسرائيلية في عام 1981.
aXA6IDE4LjExNi4yMDAuOTUg جزيرة ام اند امز