العودة لـ«إيكواس».. هل ترمم غانا الجسر المتصدع مع دول الساحل؟

يسعى المبعوث الغاني الجديد لدى تحالف دول الساحل إلى تحسين العلاقة المتصدعة مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، عين الرئيس الغاني جون ماهاما العقيد لاري غبيفلو لارتي رئيسا لفريقه لتحسين العلاقات مع الدول التي يقودها مجلس عسكري في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "ذا أفريكا ريبورت"، جاء التعيين، كحلقة وصل رئيسية مع تحالف دول الساحل لتحسين العلاقة المتصدعة مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر، والتي انسحبت رسميا من المجموعة الاقتصادية الإقليمية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) نهاية يناير.
وجاء الانسحاب بعد أكثر من عام من التوترات الدبلوماسية الشديدة بين الطرفين.
لكن المنظمة الإقليمية التي يبدو مستقبلها غير مؤكد، قررت مع ذلك "إبقاء أبوابها مفتوحة للحوار"، وفق بيان صادر عنها.
يقول أديب ساني، المدير التنفيذي لمركز "جاتيكاي" للأمن البشري وبناء السلام في أكرا، لصحيفة ""ذا أفريكا ريبورت"، إن التواصل مع بوركينا فاسو، التي تشترك غانا معها في حدودها الشمالية، سيكون مفتاحا للحفاظ على السلام ليس فقط في البلاد ولكن في المنطقة الأوسع.
وأضاف "الإرهاب عابر للحدود الوطنية، لذا فهم ينتقلون من إقليم إلى آخر. في بعض الأحيان يقومون بشن هجمات في بوركينا فاسو، ثم ينسحبون إلى غانا. إذا لم يكن هناك تعاون بين البلدين، فمن الصعب تبادل المعلومات والاستخبارات".
لا يعمل في فراغ
وغبيفلو لارتي هو خبير مخضرم في إدارة المخاوف الأمنية الإقليمية، وله خبرة في العمل في غانا، وكذلك في القارة الأفريقية ككل.
وحتى قرار تعيينه، كان الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الأفريقي المسؤول عن التعاون في مكافحة الإرهاب.
عمل العقيد المتقاعد أيضا في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وتؤكد هذه الخطوة على جهود الحكومة لتوظيف محترف متمرس، حيث خدم غبيفلو لارتي أيضا خلال فترة ولاية ماهاما الأولى كمنسق للأمن الوطني للبلاد حتى عام 2014، عندما تمت إقالته من منصبه.
يؤكد المحلل السياسي والأمني ساني أن المنطقة يجب أن تعمل معا وأن تكون موحدة في التنسيق الأمني.
ويعتبر أن "أمن الحدود أمر بالغ الأهمية. لأن المسألة هي أنها إذا قامت غانا بواجباتها بشكل جيد ولم تقم توغو بواجباتها بشكل جيد، فإن ذلك يفشل جهودنا".
وسيط القوة في المنطقة
لكن يبقى الجزء الآخر من المعادلة هو كيفية المناورة في التوتر الإقليمي المستمر بين تحالف دول الساحل وإيكواس.
وفي هذا الصدد، يرى مراقبون أن المبعوث الغاني سيحتاج إلى محاولة التوسط في التوتر بين القادة العسكريين الناشئين وتلك البلدان التي لا تزال تعمل تحت الحكم الديمقراطي.
وهو ما تطرق له إسماعيل كوابلا هلوفور، خبير العلاقات الدولية في معهد غانا للإدارة والإدارة العامة (GIMPA)، في حديثه مه الصحيفة.
يقول كوابلا هلوفور: "باعتباره أحد الديمقراطيات الأكثر نضجا في المنطقة ونظرا لحقيقة أن ماهاما قد تولى السلطة للتو، والنوايا الحسنة التي يتمتع بها حاليا، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، فيجب عليه استخدامها كوسيلة ضغط مع دول الساحل".
وأضاف "سيحاول لعب دور الوسيط، ومحاولة إعادتهم إلى إطار إيكواس أو على الأقل حملهم على التحدث مع معها وإيجاد تسوية ودية لمشكلتهم".
وحتى يتم إيجاد حل للقضايا الأمنية في منطقة الساحل، سيكون من الصعب مساعدة البلدان الثلاثة في العودة إلى الحكم الدستوري. وفق المحلل نفسه.
وتابع المحلل "تمر غانا بمرحلة مواتية في التاريخ حيث يمكننا أن نصبح في الواقع وسطاء القوة في هذه المنطقة، بين منظمتنا الإقليمية وتلك المجموعات المنشقة التي عازمة على السير في طريقها الخاص".
والأمر نفسه بالنسبة لساني من مركز جاتيكاي، حيث أشار إلى أن غانا تلعب دورا تلعبه في إصلاح المنطقة، وهذا ينطبق أيضا على غبيفلو لارتي.