خلافة الغنوشي تكتب سيناريوهات الاحتراق الذاتي لإخوان تونس
تواصل ارتدادات زلزال 25 يوليو/تموز في تونس تأثيرها على بنية حركة النهضة الإخوانية، مفجرة صراعات عميقة داخل الحركة الإخوانية.
فمنذ إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد تجميد عمل البرلمان وإقالة الحكومة تكاثفت سيناريوهات مختلفة أمام الحزب الإسلامي في تونس لكنها تشي جميعها بقرب نهاية الحزب تنظيميًا بعد نهايته شعبيا وسياسيًا، بحسب ما يراه العديد من المتابعين.
وتفيد مصادر مقربة من حركة النهضة بأن المؤتمر القادم للحزب سيعلن اعتزال زعيمها راشد الغنوشي العمل السياسي بعد عجزه عن إقناع أغلبية أعضاء مجلس الشورى ( 150 عضوا) بتجدد ترشيحه لرئاستها.
هذا الإعلان يشتغل على تنفيذه أكثر من 100 قيادي، طالبوا سابقا بضرورة خروج الغنوشي الذي ترأس البرلمان المجمد حاليا من المشهد على غرار الوزير السابق عماد الحمامي وسمير ديلو وعبد اللطيف المكي.
وبينت ذات المصادر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن المعركة بدأت حول خلافة الغنوشي.
وفي الوقت الذي يحاول فيه الغنوشي توريث الحزب لعضده الأيمن علي العريض (رئيس حكومة سابق) بشكل صوري لكي يتحكم في المشهد من وراء الستار، تطالب قواعد الحزب بإبعاد كل القيادات المقربة منه على غرار نور الدين البحيري (وزير العدل السابق)، وعبد الكريم الهاروني (وزير المواصلات في حكومة حمادي الجبالي عام 2012)، وعلي العريض.
الغنوشي.. الهروب إلى الأمام
معركة حامية بين الجناح العائلي للغنوشي؛ رفيق عبد السلام صهره، وعبد الكريم الهاروني ونور الدين البحيري المقربين منه، وما يسمون أنفسهم بالإصلاحيين حول المؤتمر المرتقب انعقاده في شهر ديسمبر/كانون الأول 2021.
ويقول عماد الحمامي القيادي الإخواني، الذي تم تجميد نشاطه داخل النهضة، في تصريحات إعلامية إن حاشية راشد الغنوشي أضرت بالبلاد، واصفًا زعيم الحركة بالشخص المستبد الذي يعمل لمصلحته الخاصة.
والحمامي هو قيادي في النهضة، شغل مناصب متقدمة في المكتب الاستشاري للغنوشي قبل أن يتهمه بتوظيف تونس لخدمة عائلته وحاشيته.
وبدوره، يرى كريم عبد السلام، المنشق عن حركة النهضة أن الغنوشي يريد الهروب إلى الأمام، دون أن يستمع للآراء المنتقدة لسياسته، مرتكزًا في ذلك على احتكاره مصادر التمويلات الأجنبية للحركة.
وأوضح في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن السيناريو الأقرب هو انقسام حركة النهضة إلى أكثر من حزب في ظل التصادم بين رفقاء الأمس .
هل يخلف رفيق عبد السلام صهره؟
تقول مصادر مطلعة من داخل النهضة في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن رفيق عبد السلام صهر الغنوشي سافر إلى بريطانيا منذ إعلان الرئيس التونسي عن الإجراءات الأخيرة، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار التشاور مع القيادات الإخوانية في لندن من أجل التمهيد لخلافة الغنوشي المنتهي سياسيًا.
وأكدت المصادر أن العمل على تسليم حزب النهضة لصهر الغنوشي تحكمه المصالح المالية التي تحتكرها العائلة منذ عام2011، وهو ما يثير رفض أكثر من جناح داخل الحركة.
وتواجه عائلة الغنوشي اتهامات بتكديس ثروات مجهولة المصدر، وامتلاك شركات اقتصادية بواجهات مزورة، وقنوات إعلامية هدفها الأساسي تبييض الأموال.
ويؤكد هذه المعطيات محمد عبو الوزير السابق في حكومة الياس الفخفاخ، عندما كشف خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020 عن ارتباط أربع قنوات إعلامية بحركة النهضة مهمتها تبيض الأموال وتهريب العملة الصعبة من تونس إلى الخارج.