رحيل غسان مكانسي.. البقاء لـ«حلب» (بروفايل)
غيّب الموت الممثل السوري البارز غسان مكانسي، عن عمر يناهز 74 عاما، مصابًا بنوبة قلبية، نقل على أثرها إلى أحد مستشفيات حلب.
ونعت نقابة الفنانين السوريين غسان مكانسي، وقالت في بيان مقتضب: "تعازينا القلبية بوفاة الزميل الفنان القدير غسان مكانسي.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون".
ولد غسان مكانسي في مدينة حلب عام 1950، ونال عضوية نقابة الفنانين السوريين عام 1976، عمل للمسرح والسينما والتليفزيون، وشغل العديد من المناصب في المسرح.
وخلال مسيرته الطويلة، قدم "مكانسي" العديد من الأعمال التلفزيونية، منها: "البيوت أسرار" و"حي المزار" و"سيرة آل الجلالي" و"الفراري" و"يوميات مدير عام" و"باب الحديد" و"الحقد الأبيض" وغيرها.
غسان مكانسي.. لم يغادر حلب
طوال مسيرته الممتدة إلى 74 عامًا، لم يبرح غسان ماكنسي مدينة حلب، معلنًا عصيانه على مركزية الفن في العاصمة دمشق، وداعيًا لخلق خصوصية حلب الفنية.
ويقول "مكانسي" في حوار سابق: "إذا كان كل فنان يفكر في الذهاب إلى دمشق للعمل فلن يكون هناك فن في باقي المحافظات، وانا مع كل فنان يعمل في محافظته ويثبت جدارته".
وكما رفض المركزية، عارض غسان مكانسي احتراف الفن طوال حياته، ولكن الاحتراف بمعنى الحسابات المادية والتجارية، وكان يأمل في تطبيق الاحترافية بمعناها الصحيح في الفن السوري.
ويقول: "لا أفضّل أن يأتي اليوم الذي أصبح فيه محترفًا، كي لا أكون عبدًا للحسابات المادية، فأنا أريد أن أموت هاويا، والاحتراف ثقافة بحد ذاتها، وإن نفذناه بالشكل الصحيح فأنا أول المحترفين".
عتاب أخير
قبل رحيله بنحو 8 أشهر، دخل غسان مكانسي صراعًا مع المرض، قائلًا: "الحمد لله عايش على الدواء، لكن محبة الناس تعطيني شحنة إيجابية، وأتعرض لغطسات (انتكاسات) حين يتوفى زملائي أمام عيني".
وأضاف الممثل الراحل: "أعتب على كل الفنانين، لأن نصفهم نسوا الرسالة الفنية واهتموا بالرسالة المادية، والإنسان لا يقدر أن يكون سويًا بكل حياته، ونقابة الفنانين لم تدعمني ماديًا خلال فترة مرضي".
وفي ظهوره الإعلامي الأخير، شدد غسان مكانسي على مكانة حلب في قلبه، قائلًا: "أنا أحب حلب، ولا أقدر على الخروج منها، وأنا وهي كالسمكة والماء، لا أستطيع أن أغادرها أبدًا".
aXA6IDMuMTIuNzMuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز