غسان مطر.. «شرير السينما» الذي غلبه السرطان (بروفايل)
تحل ذكرى وفاة الممثل غسان مطر، الثلاثاء 27 فبراير/شباط، ورغم مرور 9 سنوات على رحيله فإن عشاق الفن لا يزالون يذكرون أدواره المتميزة.
ولد غسان مطر، واسمه الحقيقي عرفات حسن المطري، يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1938 في مدينة يافا الفلسطينية، لكنه هاجر إلى بيروت عام 1948، وهناك اهتم بالفن منذ الصغر وتأثر به إذ بات يقلد ويجسد شخصيات الفنانين المختلفة ويتقمص أدوارهم.
بدايته الفنية كانت عبر التلفزيون المصري، إذ قدم من خلاله مسلسل "دائرة الضوء"، لكنه وعلى مدار سنوات حُوصر في تجسيد أدوار الشر نتيجة لملامحه القوية وصوته الخشن.
ورغم أنه بات "شرير السينما" فإنه تميز ببراعة الأداء وحقق شهرة كبيرة بفضل هذه الأدوار، وانطلق إلى الفضاء الأرحب فلم تقتصر أعماله على الفن المصري بل عمل في لبنان أيضا.
ومنذ ستينيات القرن الماضي وحتى الآن، قدم مطر أكثر من 100 عمل فني متنوع بين السينما والدراما والمسرح، بل وخاض تجربة التأليف عندما قدم فيلمه الأول الفلسطيني (الثائر) عام 1969.
وشارك الراحل في العديد من الأعمال المعروفة، أبرزها أفلام: "الطريق إلى إيلات"، "لا تراجع ولا استسلام"، "أبناء الشيطان"، "عوكل"، "عيال حبيبة" "العيال هربت"، "أحلام الفتى الطايش"، "الآنسة مامي"، "مستر آند مسيز عويس"، "أمير البحار".
كما قدم العديد من الأعمال الدرامية، ومن أشهرها مسلسلات: "الزوجة الرابعة"، "أدهم الشرقاوي"، "رجل وست ستات"، وغيرها.
غسان مطر، الذي تولى منصب نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب، اشتهر بالعديد من الإيفيهات التي ظلت عالقة في أذهان جمهور السينما، على رأسها ايفيه "اعمل الصح"، الذي قاله في فيلم "لا تراجع ولا استسلام"، وكلمة "باي باي يا كوتش" التي تضمنها نفس المشهد.
محطات في حياة غسان مطر
حياة الممثل الفلسطيني لم تكن سهلة، إذ تعرض لصدمات عديدة منذ صغره، على رأسها الحكم عليه في سن 16 عاما بالسجن لمدة 3 شهور مع إيقاف التنفيذ بتهمة تحريض شخص أمّي يدعى "حسين الصفوري" على تفجير أنابيب البترول في طرابلس، وكان ذلك سببًا في عدم قبوله ضمن ضباط جيش التحريرالفلسطيني.
وكانت الصدمة الكبيرة التي عاشها الراحل عندما فقد أسرته في حرب المخيمات في لبنان، وحكى وقتها أنه كان في مصر يحضر لفيلم "محمد رسول الله"، وعلم بخبر اغتيال أسرته في عام 1985.
وقال غسان، في لقاء تلفزيوني: "فقدت ابني جيفارا وأمي وزوجتي ولم أصدق الخبر في البداية، إذ نزل عليا صاعقة، جيفارا كان ابن جميل حزنت عليه بشدة، لكن حاولت الوقوف على رجلي مرة أخرى من أجل ابنتي مريم وميساء".
أيضا طرد مطر من التليفزيون اللبناني بسبب الفنان الراحل عبدالحليم حافظ وحفله في لبنان بعد نكسة 67، بعدما أصر هو على إقامة الحفل بعد أيام من إعلان الرئيس الراحل عبدالناصر تنحيه فى خطابه الشهير.
وحكى: "جالي تليفون على الهواء أثناء حفل العندليب في لبنان بقطع الإرسال، فرفضت وأكملت الحفل، وبعد انتهاء العندليب من الغناء حدثت اعتداءات على جمهور الحفل، وتم تكسير السيارات التي كانت عائدة من الحفلة، ومن حسن الحظ خدت العندليب يومها في عربيتي ونزلت من طريق الشويفات، وسبحان الله كان إلهام من ربنا إننا نمشي في الطريق ده، لأننا لو كنا نزلنا من أي طريق تاني كانوا قطعونا".
وداهم السرطان الفنان الكبير، تحديدا سرطان المعدة، ليقضي عليه في وقت قصير، إذ انتشر سريعا في جسده بأكمله وتوفي يوم 27 فبراير/شباط 2015.