بروفيسور أمريكي لـ"العين": الفضائح تحدد رئيس أمريكا (حوار)
جيلاني كوب: الفارق تضاءل بين هيلاري وترامب.. والتنبؤ بالنتيجة "صعب"
بوابة العين تحاور جيلاني كوب، الأستاذ بكلية الصحافة بجامعة كولومبيا، حول مجريات انتخابات الرئاسة الأمريكية
قبل أيام فقط كانت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تتقدم توقعات واستطلاعات الرأي قبيل حسم نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، إلا أن الحال تبدل فجأة بعد الكشف عن فضيحة جديدة لها حول تسريبات بريدها الإلكتروني، ليتفاجأ الجميع بتقدم طفيف للمرشح الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب.
وقبل أسبوع من يوم حسم هذه الانتخابات التي سترسل أحدهما لقيادة البيت الأبيض، التقت بوابة العين الإخبارية مع البروفيسور جيلاني كوب، الأستاذ بكلية الصحافة بجامعة كولومبيا، ورئيس معهد دراسات الأمريكيين الأفارقة التابع لجامعة كونيتكيت، والحائز على جائزة سيدني هيلمان عن فئة الصحافة التحليلية والرأي لعام 2015.
أكد كوب في الحوار أن الأيام المقبلة تحمل مفاجآت في مسيرة سباق الرئاسة الأمريكي، موضحا أنه من الصعب التنبؤ بالفائز بهذه الانتخابات، وما يزيد ضبابية هذه الانتخابات هو تلك الخفايا التي تظهر واحدة تلو الأخرى لكلا المرشحين.. وإلى نص الحوار.
هل يمكن أن نعتبر نتائج استطلاعات الرأي إشارة للفائز؟
• هنا تكمن المشكلة، استطلاعات الرأي التي تجري الآن لا تشير جميعها لتقدم كلينتون، ومنذ بداية هذا السباق حدثت حالة تخبط بسبب أن بعض الاستطلاعات كانت تشير إلى تفوق ترامب، وما يحدث الآن هو أن الجميع يبدو متوترا بسبب عودته للصدارة مرة أخرى في عدد من الاستطلاعات الموثوق بها، لكنه من المبكر حتى الآن التنبؤ بمن سيكون الرئيس القادم.
إذا اعتبرنا تصريحات ترامب العنصرية ستقف عقبة في طريقه.. فما هي العقبات في طريق كلينتون؟
• هناك عقبة ضخمة في طريق كلينتون للبيت الأبيض، فهي تواجه مشكلات صحية لا يمكن تجاهلها، وعلى الرغم من أداء حملتها الانتخابية الجيد إلا أن هناك عقبات أخرى أمامها، أولها أن الجمهوريين يمثلون الغالبية في الكونجرس، وبطبيعة الحال يتساءل عدد كبير من المتابعين عن مصير التحقيقات الجارية في فضيحة تسريبات بريدها الإلكتروني وهو ما عصف خلال اليومين الأخيرين بنتائج استطلاعات الرأي التي أظهرت تراجعا كبيرا لها.
هل يستفيد ترامب من فضيحة البريد الإلكتروني لهيلاري التي أثيرت مؤخرا؟
• نعم إلى حد كبير، فالمشكلات التي تمر بها كلينتون حتى الآن قد تساعد ترامب في مهمته الانتخابية، الغريب أنه هو كذلك قيد تحقيقات حول علاقاته بروسيا وبعض الأعمال الخاصة به هناك، ويجريها أيضا مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ولكن أحدا لا يتحدث عن هذا الأمر، ولكن السمعة السيئة لمنافسته هيلاري بالتأكيد تخدمه بشكل كبير.
حتى في ظل تقدمها في استطلاعات الرأي؟
• لا يمكن الاعتماد على استطلاعات الرأي الحالية باعتبارها معبرة عن نتيجة الانتخابات، وعلى الرغم من ذلك، فإن النتائج الحالية تظهر تضاؤل الفارق بشكل ملحوظ جدا بينهما، بعدما كانت هي متقدمة.
ماذا عن رؤيتك الشخصية لمن سيفوز خاصة في ظل استطلاع شبكة CNN الذي يشير إلى تقدمها بنسبة 5% تقريبا؟
• لا يمكنني تخمين أيهما سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة، الفارق بينهما يتضاءل، وهناك استطلاعات أخرى بخلاف استطلاع CNN تشير إلى فارق أقل بينهما، التخمين أمر صعب في ظل ظهور حقائق صادمة جديدة تخص الاثنين.
عدد من وسائل الإعلام في الشرق الأوسط يرجحون فوز كلينتون.. فما رأيك؟
• على الناس خاصة وسائل الإعلام أن يكونوا حذرين في تناولهم لهذا السباق، بعض الجمهوريين والديمقراطيين أنفسهم غير واثقين حتى الآن من فوز مرشحهم، إلا أننا لا نعلم ماذا تخبئ الأيام المقبلة لكل منهما، وأيضا لا يمكن أن أخفي أن ترامب لا يزال يلقى دعما ومن الصعب توقع ممن سيكتسب الدعم في الأيام القليلة المتبقية.
ما وجه الاختلاف في سياسة المرشحين الاثنين فيما يتعلق بالشرق الأوسط؟
• اختلاف كبير جدا، لا أعتقد أننا كمراقبين أو حتى الناس يعرفون ما هي سياسة ترامب تجاه عدد من القضايا على رأسها سوريا، هو يقول عددا من الأمور المتضاربة، وأعتقد كذلك أن العلاقات الدولية وبالتحديد فيما يخص الأحداث الجارية هناك أمر تتفوق فيه كلينتون عليه، فسياستها أكثر وضوحا، هي تعرف تحديدا ما يحدث في سوريا ميدانيا، وكان لها تجربة محورية في قيادة الدبلوماسية الأمريكية في العالم، لذلك فمنافستها في هذا المجال يعد أمرا صعبا.
ولكن ترامب قال صراحة إنه يريد سحب قواته المشاركة في عمليات الناتو في أوروبا بالإضافة إلى مسألة معاداته للمسلمين؟
• بعض الأمور التي يقولها ترامب لا نعرف ما إذا كان فعليا يقصدها أم لا، لا نعرف بالضبط ماهي سياسته الخارجية، ولا أعتقد أنه هو شخصيا يعرف، لأن هذه القضايا معقدة جدا، وبالتالي فهو لا يتحدث فيها أو حولها كثيرا؛ لأنه لا يعرف كثيرا عنها حتى الآن.
بالنسبة لكلينتون.. ما رأيك فيما هو مثار حول علاقاتها القوية بجماعة الإخوان؟
• لا أعتقد أن هذا الأمر صحيح على الإطلاق، لا أعلم ما تقوله وسائل الإعلام في الشرق الأوسط عن هذا الموضوع، إلا أن المؤكد أن هذه المسألة هنا في الولايات المتحدة، تثير درجة عالية من الشبهات، لذا أظن أن هذه الأقاويل خاطئة تماما، فمجرد تورطها بتمويل أو مساعدة أو الاتصال بجماعة الإخوان، سيقودها لوضع سيء جدا في الحياة السياسية الأمريكية قبل أي دولة أخرى.
هل يمكن أن تتسبب فضائح كلينتون الخاصة بالبريد الإلكتروني في خسارتها؟
• هذا أمر مشكوك فيه، الانتخابات باتت على الأبواب، ولا يوجد كثيرون يولون اهتماما بفضيحة البريد الإلكتروني، ولكن على الرغم من ذلك فإن منافسها في المقابل له تاريخ طويل في سوء السلوك والاعتداءات الجنسية والتحرش، ومازالت هناك فضائح تخرج للعلن يوما بعد يوم، وبالتالي ليس من المؤكد بأن قضية كلينتون قد تؤدي في نهاية المطاف إلى خسارتها لهذه الانتخابات.
منذ بدء السباق تظهر جميع الاستطلاعات الفئوية تصويت السود لصالح كلينتون.. لماذا؟
• هذا صحيح بالتأكيد، في المقام الأول اعتاد الأمريكيون السود التصويت لصالح حزب الديموقراطيين، ولكن في هذه الانتخابات تحديدا سيكونون أكثر اندفاعا للتصويت لصالح المرشحة الديمقراطية، لأن الناس ينظرون إلى ترامب باعتباره عنصريا، وما زاد موقفه سوءا هو تصريحاته العنصرية التي قال فيها إنه لن يسمح للسود بمغادرة منازلهم أو مبانيهم، بالإضافة إلى أمر آخر مثير، وهو أن الكثير من السود يعتنقون الإسلام، ويمكن أن يكون أحدهم مسيحيا إلا أن ابن عمه أو ابن خالته أو أحد أقاربه مسلم، لذا فعندما يتحدث ترامب عن المسلمين فهو يخسر أيضا أصواتا.
في حال فوز ترامب.. هل يمكن أن ينفذ خططه وما صرح به على أرض الواقع؟
• من الصعب جدا أن يحقق ذلك، وفيما يخص طرد المسلمين على سبيل المثال، فعليه أن يتحمل تبعات ذلك، سوف يدمر علاقاتنا بالشرق الأوسط، وأيضا سيدمر مبدأ حقوق وحريات المسلمين وغيرهم أيضا ممن يعيشون في الولايات المتحدة، وحتى في حال فشله فقد بدأ بالفعل في تدمير عدد من هذه الأمور.