«جيتكس غلوبال 2025».. الذكاء الاصطناعي يتصدر كل شيء
مع تسارع قدرات الذكاء الاصطناعي حول العالم، أصبح معرض «جيتكس غلوبال» منصة رئيسية لرسم خريطة مستقبل الابتكار.
ويحتفل معرض "جيتكس غلوبال" هذا العام بنسخته الـ45 في مركز دبي التجاري العالمي، ويقام من 13 إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بمشاركة أكثر من 6800 عارض، من بينهم 2000 شركة ناشئة من 180 دولة، إلى جانب 1200 مستثمر يديرون أصولًا تفوق 1.1 تريليون دولار، إضافة إلى أكثر من 40 شركة يونيكورن، ليكون المنصة التي تجمع نخبة الشركات العالمية العاملة على تطوير وتوسيع البنية التحتية الأكثر طموحًا للذكاء الاصطناعي في العالم.
الأكثر تأثيراً في عالم التكنولوجيا
يأتي المعرض هذا العام تحت شعار واضح: (الذكاء الاصطناعي يتصدر كل شيء). وفي ظل هذا الشعار، يتحوّل جيتكس إلى ساحة عالمية حيّة تعرض أحدث تجارب الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مؤكدًا رؤية جديدة تركز على كيفية تحويل التكنولوجيا من مجرد أدوات إلى شبكات حية ومترابطة مهمتها دفع عجلة الإنتاجية إلى آفاق وقدرات غير مسبوقة.
يسلط معرض جيتكس غلوبال 2025، أكبر فعالية عالمية في مجالي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، هذا العام، الضوء على أحدث التطورات في التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي الفيزيائي والحوسبة الكمومية وأشباه الموصلات ومراكز البيانات.
وتقام فعاليات المعرض في وقتٍ يشهد فيه العالم تسارعًا غير مسبوق في قدرات الذكاء الاصطناعي، الذي يواصل توسيع إمكاناته لمعالجة تحديات كبرى كانت تُعد مستعصية في السابق بدءًا من علاج الأمراض الوراثية، مرورًا بتحسين أنماط التنقّل ضمن المناطق العمرانية، وصولًا إلى تعزيز كفاءة مراكز البيانات المستدامة.
ومع توقّعات بوصول حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي إلى نحو 4.8 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2033 "وفقًا لتقديرات الأونكتاد"، يزداد الزخم العالمي لتسريع دمج هذه التقنية في القطاعات الحيوية أكثر من أي وقت مضى.
- الإمارات تقود حوار الأمم المتحدة نحو حوكمة آمنة للذكاء الاصطناعي
- الإمارات الأولى عالميا في استخدام الذكاء الاصطناعي.. قوة عظمى بالقطاع
مشاركة دولية استثنائية
ويشهد معرض جيتكس غلوبال 2025 عاماً استثنائياً من حيث المشاركة الدولية، مع انضمام البرازيل كشريك وطني بمشاركة أكبر وفد تقني لها على الإطلاق، إلى جانب غرفة التجارة والصناعة الصربية وهيئة "الوجهة التقنية الباكستانية" كشركاء رئيسيين.
كما تشهد دورة هذا العام مشاركة أجنحة جديدة من كندا، وتشيلي، والإكوادور، وإسبانيا، وتركيا، فضلًا عن حضور موسّع من أوروبا، وآسيا الوسطى، وأمريكا اللاتينية، وأفريقيا، وبلاد الشام، ما يعكس المكانة العالمية المتنامية للمعرض كمنصة تجمع الاقتصادات التقنية الناشئة حول العالم.
وتشمل قائمة أبرز المشاركين من شركات التكنولوجيا العالمية "علي بابا كلاود"، و"إيه إم دي"، و"أمازون ويب سيرفيسز"، و"دِل"، و"إي آند"، و"غوغل"، و"إتش بي إي"، و"هواوي"، و"آي بي إم"، و"مايكروسوفت"، و"أوراكل"، و"سيلزفورس"، و"سيمنز"، و"سنوفليك"، إلى جانب استعراض ابتكارات جديدة من "سيريبراس سيستمز"، و"داتا دوغ"، و"ميتسوبيشي"، وشركة "كوالكوم"، و"ريتال"، و"سيرفيس ناو"، و"تاتا إلكترونيكس"، و"تيليكوم إيطاليا"، و"تينستورينت".
ومع توقعات بتجاوز حجم الاستثمارات العالمية في مراكز البيانات حاجز 500 مليار دولار بحلول عام 2025 "وفقًا لأبحاث بنك أوف أمريكا"، يستقبل معرض جيتكس غلوبال 2025 شركة "أوليري فينتشرز"، إحدى أبرز شركات الاستثمار العالمية في هذا القطاع، والتي تعمل على إنشاء أكبر مجمع صناعي لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في العالم في كندا.
وتعرض شركة "Tensor" في جيتكس غلوبال 2025، أول سيارة روبوتية شخصية في العالم، كما تستعرض شركة "K2" مجموعة من الروبوتات البشرية الجديدة إلى جانب مركبة نموذجية صُممت لتوسيع نطاق استخدام الروبوتات في البيئات الصناعية، بينما تستعرض شركة "آي بي إم" نظام "كوانتوم 2"، الذي يُمثل نقلة محورية نحو تطوير أنظمة حوسبة كمومية واسعة النطاق مقاومة للأخطاء وقادرة على معالجة أعقد تحديات الحوسبة الحديثة.
في حين تشارك شركة "IONQ"، أول شركة عالمية متخصصة في الحوسبة الكمومية تُدرج أسهمها في بورصة نيويورك، ضمن أبرز العارضين في هذا الحدث.
وتستعرض شركة "AMD"، الرائدة عالمياً في مجال المعالجات عالية الأداء، أحدث ابتكاراتها من وحدات معالجة الرسومات ووحدات المعالجة المركزية، المصممة للتعامل مع أكثر أعباء عمل الذكاء الاصطناعي تطلباً، مع تمكين عمليات نشر مراكز البيانات الموفّرة للطاقة.
حوارات AI كبرى.. وحضور سام ألتمان
تقود "أوبن إيه آي" و"جي 42" و"مايكروسوفت" حوارات حول بناء مجتمعات قائمة على الذكاء الاصطناعي ضمن فعاليات جيتكس غلوبال 2025.
ويسجل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، ظهوره المرتقب للمرة الأولى في "جيتكس غلوبال"، حيث يشارك إلى جانب بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة G42، في نقاش افتراضي بارز تحت عنوان "من التبني المبكر إلى المجتمعات الأصلية للذكاء الاصطناعي: تصور العصر الجديد للذكاء".
ويجمع الحوار بين اثنين من أبرز القادة العالميين المؤثرين في مسار تطور الذكاء الاصطناعي، لتقديم رؤى رائدة حول الانتقال من مرحلة التجارب إلى التكامل الكامل للذكاء الاصطناعي، ووضع الأسس لبناء مجتمعات "أصلية في الذكاء الاصطناعي".
كما يوسّع برنامج جيتيكس و"جي 42" للمجتمعات الأصلية في الذكاء الاصطناعي نطاق النقاش ليشمل التحالفات والهياكل الاستراتيجية.
ويشارك في الجلسات كبار التنفيذيين من شركتي "كور42" ومجلس الأعمال الإماراتي الأمريكي لتسليط الضوء على مشروع مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأمريكي بقدرة 5 غيغاواط، وهو أكبر بنية تحتية للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة.
وتتناول النقاشات كذلك البنى التحتية الذكية وشبكة الذكاء العالمية المستقبلية بمشاركة قادة من شركات جي 42، وأوبن إيه آي، ومايكروسوفت، وسيسكو، وأوراكل، وخزنة داتا سنتر، وسيريبراس.
وينتقل التركيز بعد ذلك إلى التطبيقات الواقعية، حيث يشارك فريق القيادة من منصة خدمات حكومة أبوظبي "تم" – دائرة التمكين الحكومي، إلى جانب بريسايت، وكور42، وأوبن إيه آي، وإنسيبشن، وإيه آي كيو، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، لاستعراض كيفية قيام الحكومات والقطاعات الصناعية ومؤسسات التعليم بتطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.
أجندة زخمة.. وجلسات ثرية
ويقدم برنامج مؤتمرات "جيتكس غلوبال 2025" أضخم تجمع من نوعه يضم وزراء وصنّاع سياسات ورؤساء تنفيذيين ومؤسسين ومستثمرين من أكثر من 180 دولة، ضمن سلسلة من القمم التي تتناول الجغرافيا السياسية والسيادة في مجال الذكاء الاصطناعي، وآفاق الحوسبة الكمومية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات، وأولويات الاستثمار، والمرونة السيبرانية في عصر الذكاء الاصطناعي.
وتفتتح إيكاترينا زاهاريفا، مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الشركات الناشئة والبحث والابتكار، الجلسات بمناقشة سعي أوروبا لتحويل تفوقها في التقنيات العميقة إلى قوة اقتصادية استراتيجية، في حين يتناول عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، كيفية إعادة ضبط الاستراتيجيات الاقتصادية في ضوء التحول نحو الذكاء الاصطناعي.
وتستمر النقاشات رفيعة المستوى التي يشارك فيها كل من عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، وإيفان سولومون، وزير الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي في كندا من خلال جلسة بعنوان "دورة الذكاء الفائقة".
ويستعرض القادة خلال الجلسة كيفية استثمار الدول للذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز مرونتها أمام التقلبات الاقتصادية وترسيخ مكانتها في القيادة الرقمية العالمية.
ومع تقديرات بنك الاستثمار "يو إس بي" بأن تمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي سيصل إلى 375 مليار دولار في عام 2025، تبرز تساؤلات محورية حول النفوذ الجيوسياسي لهذه الاستثمارات.
وفي جلسة رئيسية ضمن فعاليات "جيتكس غلوبال 2025"، يلتقي فيكتور جاو، رئيس معهد أمن الطاقة الصيني وأحد أبرز الخبراء المتخصصين في الشؤون الدولية، مع الدكتور يورغ غوشين، الرئيس التنفيذي لـ KfW Capital، أكبر صندوق رأس مال استثماري مدعوم من الدولة في أوروبا بقيمة 2.5 مليار يورو في نقاش عميق حول الجغرافيا الاقتصادية الجديدة للاستثمار، وكيف باتت رؤوس الأموال تُستخدم كأداة قوة تكنولوجية واستراتيجية.
وعلى الصعيد الوطني، تشارك نعيمة الفلاسي، نائب الرئيس الأول لاستراتيجية وتحول الذكاء الاصطناعي في مبادلة، صندوق أبوظبي السيادي الذي يدير محفظة تتجاوز 302 مليار دولار أمريكي، برؤى استراتيجية حول دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي في القطاعات الحيوية، بما يعزز قدرات الدولة التنافسية وريادتها في الاقتصاد الرقمي العالمي.
وأفادت تقارير ماكينزي بأن 92% من الشركات ستُسرّع من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي خلال عام 2025، ما يزيد الضغط على المؤسسات لتحقيق قيمة أعمال ملموسة من خلال الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا الإطار، يقدّم بيتر كويرتي، الرئيس التنفيذي للتقنية والرئيس التنفيذي للاستراتيجية في سيمنس، رؤية شاملة حول كيفية تحويل تعقيدات الذكاء الاصطناعي الصناعي إلى ميزة تنافسية حقيقية.
من جانب آخر، ينقل زولفي ألام، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الكمومية في مايكروسوفت "الولايات المتحدة"، النقاش نحو رأس المال البشري، موضحًا كيف ينبغي على القطاعين الأكاديمي والحكومي والشركات التعاون لبناء قوى عاملة مؤهلة لعصر الحوسبة الكمومية.
ويمثل وسيم شربجي، رئيس كوالكوم لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب الرئيس الأول للشؤون الحكومية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، الكتلة التقنية الخاصة بمصنّعي الشرائح، حيث يقدم رؤى جديدة حول تحقيق الازدهار الاقتصادي عبر مواءمة استراتيجيات الشرائح الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.
وتكشف آنا باولا أسيس، النائب الأول للرئيس ورئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا والأسواق الناشئة في شركة “آي بي إم”، عن رؤية متعددة الأبعاد حول مستقبل الأعمال والحوكمة في عصر تلاقي الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، في وقت تعمل فيه الشركة على توسيع بنية الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية في أكثر من 100 دولة حول العالم.
ويستعرض مؤسسو شركات التكنولوجيا الرائدة رؤى مبتكرة حول الاقتصاد المستقبلي للذكاء الاصطناعي، حيث يشارك أندرو فيلدمان، الرئيس التنفيذي لشركة “سيريبراس”، استراتيجية النجاح التي قادت الشركة من مرحلة الانطلاق إلى الإدراج العام في الأسواق، في حين يطرح غريغ جاكسون، الرئيس التنفيذي لشركة “أوكتوبوس إينرجي”، وهي شركة مليارية في مجال الذكاء الاصطناعي بقيمة 10 مليارات دولار، تساؤلات جوهرية حول مفارقة الطاقة والذكاء الاصطناعي، متسائلًا عما إذا كان سباق تطوير البنى التحتية الحالية يمكن أن يستمر بالمعدلات الراهنة.
وفي محور آخر، يكشف رامين حسني، الرئيس التنفيذي لشركة “ليكويد إيه آي”، عن شبكات عصبية سائلة، التي تمثل اختراقاً علمياً مستوحى من دماغ دودة مجهرية، ويعِدُ بتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر تكيفًا وكفاءة.
ومن خلال هذه الحوارات، تتضح محاور رئيسية تلخّص مستقبل الصناعة: السرعة مقابل الاستدامة، والتوسّع مقابل المرونة، والنماذج الراسخة مقابل المفاهيم الصاعدة.
وكشف تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول التوجهات العالمية للأمن السيبراني لعام 2025 أن القراصنة باتوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل متزايد لتنفيذ هجمات تصيّد متقدمة وتطوير أكواد خبيثة، حيث ارتفع متوسط عدد الهجمات الأسبوعية بنسبة 58% خلال العامين الماضيين.
وفي هذا الإطار يستعرض الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني في حكومة دولة الإمارات، دور الذكاء الاصطناعي في حماية البنية التحتية للخدمات العامة، واستراتيجية الدولة لتأمين اقتصاد رقمي بقيمة 500 مليار دولار يتمتع بنسبة اتصال تبلغ 99%.
من جانبها، تسلط ليزا - لي باكوستا، وزيرة العدل والشؤون الرقمية في إستونيا، وهي من روّاد الحوكمة الإلكترونية في الاتحاد الأوروبي، الضوء على الاستجابات الوطنية لمواجهة التهديدات المعززة بالذكاء الاصطناعي.
وفي توسع لحضور أمريكا اللاتينية في النقاشات العالمية حول الأمن السيبراني، يسلّط أندريه مولينا، أمين الأمن السيبراني وأمن المعلومات في مكتب الأمن المؤسسي برئاسة البرازيل، الضوء على قدرات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الخدمات العامة ودعم الدفاعات السيبرانية، بدءاً من البنية التحتية ووصولًا إلى الهوية الرقمية.