جيتكس غلوبال 2025.. سام ألتمان يشارك لأول مرة في الحدث بحضور رئيس G42

تنطلق فعاليات جيتكس غلوبال 2025، أكبر حدث عالمي في مجالي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، من 13 إلى 17 أكتوبر/ تشرين الأول في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة نخبة من أبرز قادة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في العالم.
وينطلق الحدث في مرحلة محورية يشهد فيها العالم تحولاً من تبنّي الذكاء الاصطناعي بشكل مجزأ إلى استراتيجيات وطنية شاملة للذكاء الاصطناعي، حيث تتكامل قوة الحوسبة والبيانات والاستعداد المؤسسي والحوكمة لدفع عجلة التحول الاقتصادي والمجتمعي.
سام ألتمان وبينغ شياو
وفي ظل تركيز الأنظار العالمية على بروز "دول الذكاء الاصطناعي"، يسجل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، ظهوره المرتقب للمرة الأولى في "جيتكس غلوبال"، حيث يشارك إلى جانب بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة G42، في نقاش افتراضي بارز تحت عنوان "من التبني المبكر إلى المجتمعات الأصلية للذكاء الاصطناعي: تصور العصر الجديد للذكاء".
ويجمع الحوار بين اثنين من أبرز القادة العالميين المؤثرين في مسار تطور الذكاء الاصطناعي، لتقديم رؤى رائدة حول الانتقال من مرحلة التجارب إلى التكامل الكامل للذكاء الاصطناعي، ووضع الأسس لبناء مجتمعات “أصلية في الذكاء الاصطناعي".
كما يوسّع برنامج جيتيكس وجي42 للمجتمعات الأصلية في الذكاء الاصطناعي نطاق النقاش ليشمل التحالفات والهياكل الاستراتيجية.
مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأمريكي
ويشارك في الجلسات كبار التنفيذيين من شركتي "كور42" ومجلس الأعمال الإماراتي الأمريكي لتسليط الضوء على مشروع مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأمريكي بقدرة 5 غيغاواط، وهو أكبر بنية تحتية للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة.
وتتناول النقاشات كذلك البنى التحتية الذكية وشبكة الذكاء العالمية المستقبلية بمشاركة قادة من شركات جي 42، وأوبن إيه آي، ومايكروسوفت، وسيسكو، وأوراكل، وخزنة داتا سنتر، وسيريبراس.
وينتقل التركيز بعد ذلك إلى التطبيقات الواقعية، حيث يشارك فريق القيادة من منصة خدمات حكومة أبوظبي "تم" – دائرة التمكين الحكومي، إلى جانب بريسايت، وكور42، وأوبن إيه آي، وإنسيبشن، وإيه آي كيو، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، لاستعراض كيفية قيام الحكومات والقطاعات الصناعية ومؤسسات التعليم بتطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.
الجغرافيا السياسية للذكاء الاصطناعي
يقدم برنامج مؤتمرات "جيتكس غلوبال 2025" أضخم تجمع من نوعه يضم وزراء وصنّاع سياسات ورؤساء تنفيذيين ومؤسسين ومستثمرين من أكثر من 180 دولة، ضمن سلسلة من القمم التي تتناول الجغرافيا السياسية والسيادة في مجال الذكاء الاصطناعي، وآفاق الحوسبة الكمومية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات، وأولويات الاستثمار، والمرونة السيبرانية في عصر الذكاء الاصطناعي.
ويستند هذا الزخم إلى منصة عرض ضخمة تضم أكثر من 6,800 شركة تكنولوجية، و2,000 شركة ناشئة، وأكثر من 40 شركة مليارية، إلى جانب 1,200 مستثمر يديرون أصولاً تفوق 1.1 تريليون دولار أمريكي، ما يجعل النقاشات على المنصات ذات تأثير واسع على استراتيجيات المستقبل، وتحولات الأعمال، والتحالفات، والقوى الاقتصادية التي تعيد رسم ملامح صناعة التكنولوجيا العالمية.
حضور رفيع المستوى
وتفتتح إيكاترينا زاهاريفا، مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الشركات الناشئة والبحث والابتكار، الجلسات بمناقشة سعي أوروبا لتحويل تفوقها في التقنيات العميقة إلى قوة اقتصادية استراتيجية، في حين يتناول عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة في دولة الإمارات، كيفية إعادة ضبط الاستراتيجيات الاقتصادية في ضوء التحول نحو الذكاء الاصطناعي.
وتستمر النقاشات رفيعة المستوى التي يشارك فيها كل من عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في دولة الإمارات، وإيفان سولومون، وزير الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي في كندا – أول وزير للذكاء الاصطناعي في البلاد – من خلال جلسة بعنوان "دورة الذكاء الفائقة".
ويستعرض القادة خلال الجلسة كيفية استثمار الدول للذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز مرونتها أمام التقلبات الاقتصادية وترسيخ مكانتها في القيادة الرقمية العالمية.
توجيه تدفقات رؤوس الأموال نحو الريادة الوطنية
مع تقديرات بنك الاستثمار "يو إس بي" بأن تمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي سيصل إلى 375 مليار دولار في عام 2025، تبرز تساؤلات محورية حول النفوذ الجيوسياسي لهذه الاستثمارات.
وفي جلسة رئيسية ضمن فعاليات "جيتكس غلوبال 2025"، يلتقي فيكتور جاو، رئيس معهد أمن الطاقة الصيني وأحد أبرز الخبراء المتخصصين في الشؤون الدولية، مع الدكتور يورغ غوشين، الرئيس التنفيذي لـ KfW Capital، أكبر صندوق رأس مال استثماري مدعوم من الدولة في أوروبا بقيمة 2.5 مليار يورو في نقاش عميق حول الجغرافيا الاقتصادية الجديدة للاستثمار، وكيف باتت رؤوس الأموال تُستخدم كأداة قوة تكنولوجية واستراتيجية.
وعلى الصعيد الوطني، تشارك نعيمة الفلاسي، نائب الرئيس الأول لاستراتيجية وتحول الذكاء الاصطناعي في مبادلة، صندوق أبوظبي السيادي الذي يدير محفظة تتجاوز 302 مليار دولار، برؤى استراتيجية حول دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي في القطاعات الحيوية، بما يعزز قدرات الدولة التنافسية وريادتها في الاقتصاد الرقمي العالمي.
المخطط التقني للشركات الكبرى
أفادت تقارير ماكينزي بأن 92% من الشركات ستُسرّع من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي خلال عام 2025، ما يزيد الضغط على المؤسسات لتحقيق قيمة أعمال ملموسة من خلال الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا الإطار، يقدّم بيتر كويرتي، الرئيس التنفيذي للتقنية والرئيس التنفيذي للاستراتيجية في سيمنس، رؤية شاملة حول كيفية تحويل تعقيدات الذكاء الاصطناعي الصناعي إلى ميزة تنافسية حقيقية.
ومن جانب آخر، ينقل زولفي ألام، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الكمومية في مايكروسوفت (الولايات المتحدة)، النقاش نحو رأس المال البشري، موضحًا كيف ينبغي على القطاعين الأكاديمي والحكومي والشركات التعاون لبناء قوى عاملة مؤهلة لعصر الحوسبة الكمومية.
ويمثل وسيم شربجي، رئيس كوالكوم لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب الرئيس الأول للشؤون الحكومية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، الكتلة التقنية الخاصة بمصنّعي الشرائح، حيث يقدم رؤى جديدة حول تحقيق الازدهار الاقتصادي عبر مواءمة استراتيجيات الشرائح الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.
وتكشف آنا باولا أسيس، النائب الأول للرئيس ورئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا والأسواق الناشئة في شركة آي بي إم، عن رؤية متعددة الأبعاد حول مستقبل الأعمال والحوكمة في عصر تلاقي الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، في وقت تعمل فيه الشركة على توسيع بنية الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية في أكثر من 100 دولة حول العالم.
الشركات المليارية
يستعرض مؤسسو شركات التكنولوجيا الرائدة رؤى مبتكرة حول الاقتصاد المستقبلي للذكاء الاصطناعي. حيث يشارك أندرو فيلدمان، الرئيس التنفيذي لشركة سيريبراس، استراتيجية النجاح التي قادت الشركة من مرحلة الانطلاق إلى الإدراج العام في الأسواق.
في حين يطرح غريغ جاكسون، الرئيس التنفيذي لشركة أوكتوبوس إينرجي، وهي شركة مليارية في مجال الذكاء الاصطناعي بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي،تساؤلات جوهرية حول مفارقة الطاقة والذكاء الاصطناعي، متسائلًا عما إذا كان سباق تطوير البنى التحتية الحالية يمكن أن يستمر بالمعدلات الراهنة.
جبهات سيبرانية جديدة
كشف تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول التوجهات العالمية للأمن السيبراني لعام 2025 أن القراصنة باتوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل متزايد لتنفيذ هجمات تصيّد متقدمة وتطوير أكواد خبيثة، حيث ارتفع متوسط عدد الهجمات الأسبوعية بنسبة 58% خلال العامين الماضيين.
وستعرض الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني في حكومة دولة الإمارات، دور الذكاء الاصطناعي في حماية البنية التحتية للخدمات العامة، واستراتيجية الدولة لتأمين اقتصاد رقمي بقيمة 500 مليار دولار أمريكي يتمتع بنسبة اتصال تبلغ 99%.
من جانبها، تسلط ليزا-لي باكوستا، وزيرة العدل والشؤون الرقمية في إستونيا، وهي من روّاد الحوكمة الإلكترونية في الاتحاد الأوروبي، الضوء على الاستجابات الوطنية لمواجهة التهديدات المعززة بالذكاء الاصطناعي.
وفي توسع لحضور أمريكا اللاتينية في النقاشات العالمية حول الأمن السيبراني، يسلّط أندريه مولينا، أمين الأمن السيبراني وأمن المعلومات في مكتب الأمن المؤسسي برئاسة جمهورية البرازيل، الضوء على قدرات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الخدمات العامة ودعم الدفاعات السيبرانية، بدءاً من البنية التحتية ووصولًا إلى الهوية الرقمية.