خبراء: تباطؤ الاقتصاد العالمي يحفز على الاستثمار قصير الأجل
خبراء اقتصاد يقولون إن الآثار السلبية للخلافات التجارية العالمية انعكست على مؤشرات الاقتصاد العالمي أكثر وضوحا في أواخر 2018.
قال خبراء اقتصاد إن الآثار السلبية للخلافات التجارية العالمية انعكست على مؤشرات الاقتصاد العالمي بصورة أكثر وضوحا في الأشهر الأخيرة من 2018، متوقعين أن تتواصل تلك التأثيرات في 2019.
وأشار الخبراء في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" إلى أن المستثمرين اتخذوا خطوات واسعة في إعادة توزيع محافظهم الاستثمارية في الأوراق المالية والتركيز على تحقيق أعلى عائد في المدى القصير في ظل المخاوف من مؤشرات تباطؤ النمو العالمي.
وأطلق البنك الدولي في تقريره نصف السنوي حزمة تحذيرات من تداعيات الاضطرابات التي يواجهها الاقتصاد العالمي خلال 2016، وذلك من خلال تقريره الذي حمل عنوان "سماء مظلمة".
وخفض البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي من 3% إلى 2.9% خلال العام الجاري، على أن يهبط النمو إلى 2.8% في 2020.
وقال رئيس شركة الشرق الأوسط – ميريس للتصنيف الائتماني، عمرو حسنين، لـ"العين الإخبارية" إن الاقتصاد العالمي يدفع الآن فاتورة التحولات التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العلاقات التجارية الدولية بدءا من الدخول في حرب تجارية شرسة مع الصين وفرض تعريفات جمركية متبادلة بين الدولتين على سلع يتجاوز إجمالي قيمتها السنوية حاجز 300 مليار دولار.
ورأى أن الاقتصاد الأمريكي أول المتضررين من الخلافات التجارية العالمية التي انعكست على تراجع مبيعات الشركات الأمريكية في الصين، واستمرار توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة لاستيعاب أي تضخم بالسوق، والذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع تكلفة تمويل البنك للمشروعات، ولاسيما القطاع الخاص.
وحسب تقرير البنك الدولي، فإنه من المتوقع تباطؤ معدل نمو الاقتصاد الأمريكي إلى 2.5% مقابل توقعات سابقة للنمو عند 2.6، وذلك على أن تواصل معدلات النمو تراجعها حتى تصل إلى 1.7% في 2020.
إلا أن البنك الدولي يرى أن مستقبل الاقتصاد الصيني أكثر تماسكا، حيث يرجح أن ينمو بمقدار 6% بحلول 2021، وإن كانت هذه التقديرات تقل عن معدل النمو التي كانت تحققه الصين قرب 10% سنويا خلال السنوات العشر الأولى في الألفية الجديدة.
وتابع حسنين "الاضطرابات الاقتصادية تمتد إلى أوروبا أيضا، إذ شملت التعريفات الأمريكية بعض سلع الاتحاد الأوروبي الذي يعاني بالأساس منذ 3 أعوام باضطرابات بعد قرار انفصال بريطانيا".
بريكست
ورأت الخبيرة الاقتصادية في البنك الدولي في مقابلة مع بي بي سي، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" يعد خطرا محتملا بالنسبة للبلدان التي تعتمد بشكل خاص على البيع لأوروبا.
وأضافت أنه إذا خرجت بريطانيا بدون اتفاق، فستكون هناك فرصة لحدوث ضرر اقتصادي كبير لكل من لندن والاتحاد الأوروبي، ويمكن أن يؤثر بعد ذلك على بلدان أوروبا الشرقية وشمال أفريقيا التي تتكامل بشكل وثيق مع أوروبا.
الاقتصاد العالمي
بدورة قال رئيس الجمعية العربية للاستثمار المباشر سابقا، هاني توفيق لـ"العين الإخبارية" إن العالم شهد منذ العام الماضي انخفاضا عاما في الأسواق العالمية، فضلا عن ارتفاع حدة التذبذب في حركة المؤشرات نتيجة المخاوف من حدوث ركود لأداء الاقتصاد العالمي.
وأوضح أن تحليل مؤشر "ستاندرد آند بورز العالمي 1200" الذي يقيس متوسط أداء قطاعات الأسهم المتداولة بأغلب أسواق العالم، أظهر تراجعا بقيادة القطاعات المالية والصناعية والاستهلاكية والاتصالات والعقارات، باستثناء قطاع الرعاية الصحية الذي صعد وحيدا بمعدل 2% فقط.
وأضاف توفيق أنه في ضوء ضبابية رؤية المستثمرين لأداء الأسواق العالمية اتجه هؤلاء خلال النصف الثاني من العام الماضي نحو إعادة بناء المحافظ المالية من خلال التركيز على أدوات الدين قصيرة الأجل ومحاولة الحصول على أكبر عائد ممكن، بدلا من الاستثمار في أدوات الدين طويلة الأجل ذات العائد المرتفع.
واتفق مع الرأي السابق، رئيس إدارة الأصول بشركة أسطول للخدمات المالية، محمد قطب، إذ أكد لـ"العين الإخبارية" ضبابية الرؤية بالأسواق العالمية نتيجة الحرب التجارية الأمريكية الصينية من جهة، والتغييرات التي تطرأ على دول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى.
وأشار إلى أن إغلاق أغلب البورصات العالمية بقيادة السوق الأمريكي عام 2018 على انخفاض أشار إلى مخاوف المستثمرين من مستقبل الاقتصاد العالمي.