جدل منشأ كورونا يشتعل.. "الصحة العالمية" لا تستبعد مختبر ووهان
قالت مجموعة من خبراء منظمة الصحة العالمية إن "بيانات أساسية" لشرح كيف بدأت جائحة فيروس كورونا لا تزال مفقودة.
وقال العلماء إن المجموعة ستظل منفتحة على جميع الأدلة العلمية التي ستتوفر في المستقبل للسماح بإجراء اختبار شامل لجميع الفرضيات المعقولة، مع عدم استبعاد مختبر مدينة ووهان الصينية.
ويمثل هذا الموقف تراجعا عن التقييم الأولي للمنظمة التابعة للأمم المتحدة فيما يتعلق بأصل الجائحة، بعدما اتهم العديد من المنتقدين المنظمة بالتسرع في رفض أو التقليل من شأن نظرية التسرب المختبري التي وضعت المسؤولين الصينيين في موقف دفاعي.
وخلصت منظمة الصحة العالمية العام الماضي إلى أنه "من غير المحتمل للغاية" أن يكون كوفيد-19 قد تسرب إلى البشر من مختبر في مدينة ووهان الصينية. ويعتقد عديد من العلماء أن الفيروس انتقل إلى البشر من الخفافيش، ربما عن طريق حيوان آخر.
وعادة ما يستغرق تحديد مصدر المرض في الحيوانات سنوات. واستغرق الأمر أكثر من عقد حتى تمكن العلماء من تحديد أنواع الخفافيش التي كانت المستودع الطبيعي لفيروس سارس، وهو من عائلة كوفيد-19.
وأشارت مجموعة الخبراء إلى أنه نظرا لأن حوادث المختبرات في الماضي تسببت في بعض أوجه التفشي، فلا يمكن استبعاد النظرية المسيسة للغاية.
ومن الممكن أن يحيي تقرير الخبراء الاتهامات بأن منظمة الصحة العالمية قبلت بشكل مفرط تفسيرات الحكومة الصينية في وقت مبكر من تفشي المرض، ما أدى في نهاية المطاف إلى وفاة ملايين الأشخاص وإصابة ملايين آخرين، وإجبار عشرات البلدان على الإغلاق، وتضرر الاقتصاد العالمي.
وكانت تحقيقات أجرتها وكالة الأسوشيتدبرس قد خلصت إلى أن بعض كبار مسؤولي منظمة الصحة العالمية أصيبوا بالإحباط بسبب الصين خلال تفشي المرض الأولي حتى مع ثناء منظمة الصحة العالمية على الرئيس الصيني. وأوضح هؤلاء المسؤولين أنهم كانوا مستائين من الطريقة التي سعت بها الصين إلى تضييق الخناق على البحث في أصول كوفيد-19.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد تكهن مرارا- دونما دليل - بأن كوفيد-19 بدأ في مختبر صيني. واتهم منظمة الصحة العالمية بـ"التواطؤ" مع الصين للتستر على تفشي المرض الأولي، مستشهدا بالثناء العلني المستمر من المنظمة على بكين رغم رفضها مشاركة بيانات مهمة.
ومدينة ووهان كانت أول بؤرة لوباء كوفيد-19 عندما بدأ تفشيه في أواخر العام 2019. ونفت الدكتورة شي زنجلي مديرة أحد مختبرات معهد الفيروسات بمدينة ووهان الصينية، قبل نحو عام، نظرية أن يكون فيروس كورونا الذي تسبب بوباء كوفيد-19 تسرّب من معهدها.
ونفت زنجلي أيضاً معلومات نشرتها الصحافة الأمريكية تفيد بإدخال 3 باحثين من معهد ووهان إلى المستشفى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، بعدما ظهرت عليهم أعراض مشابهة لتلك التي يتسبب بها كوفيد-19 وأيضاً لتلك التي تنجم عن "عدوى موسمية".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا في مايو/ أيار 2021 أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى "مضاعفة جهودها" للكشف عن مصدر كوفيد-19، مندداً بانعدام التعاون والشفافية من جانب بكين.