الدكتور طارق أبو هشيمة المشرف على المؤشر العالمي للفتوى يؤكد أن 55% من فتاوي الإخوان تحرِّض على العنف والحروب الأهلية
كشف الدكتور طارق أبو هشيمة، المشرف على المؤشر العالمي للفتوى، التابع لدار الإفتاء المصرية، النقاب عن رصد أكثر من ألف "فتوى" خلال الأشهر الـ6 الماضية لعدد من التنظيمات الإرهابية، على رأسها "داعش" و"بوكو حرام"، و"القاعدة" الذي تصدر القائمة بـ 51% من الفتاوي، و"الإخوان" التي تعتبر الأخطر.
- الإفتاء المصرية: جوجل حذف تطبيق القرضاوي لنشره الإرهاب
- مرصد الإفتاء المصري: دولتنا قادرة على مواجهة موجات الإرهاب
وقال الدكتور أبو هشيمة، خلال استعراض التقرير النصف السنوي لعام 2019 للمؤشر، الأربعاء، إن تنظيم "القاعدة" الإرهابي تصدر الترتيب في إجمالي عدد الفتاوى التي بلغت 51% من إجمالي عدد الفتاوى، وتنوعت في طبيتها بين الصيام والزكاة وقضايا المرأة.
وجاءت فتاوى تنظيم "داعش" الإرهابي في المرتبة الثانية بنسبة 25%، واتسمت بالكثافة مع مطلع 2019، وتركزت موضوعاتها حول "الجهاد" والتحريض على الثبات، واستمرار العمليات الإرهابية، ولتنخفض بصورة ملحوظة بعد هزيمة التنظيم في الباغوز بسوريا مارس 2019.
وتابع "أبو هشيمة" أن فتاوى "حزب التحرير" وأميره "عطاء بن خليل أبو الرشتة" جاءت في المرتبة الثالثة بنسبة 10%.
وتناول "أبو هشيمة" فتاوى تنظيم الإخوان الإرهابي، مشيرًا إلى أن تلك الجماعة لا تقل خطورة عن التنظيمات الإرهابية الأخرى، بل تعتبر الأخطر بسبب تغلغل أتباع ومنظري التنظيم في بعض المجتمعات، وهناك حكومات تتولى رعايته ودعمه، ومؤسسات إفتائية كاملة تنتهج الفكر "الإخواني" في بعض الدول العربية.
الإخوان أخطرها
وعن أبرز إحصاءات فتاوى تنظيم الإخوان الإرهابي، اعتبر مدير المؤشر أن 55% من فتاواها تحرِّض على العنف والحروب الأهلية، واستهداف الجيوش الوطنية، و45% من فتاوى التنظيم "استقطابية" تتسم بالبعد عن التشدد لاستقطاب المتلقى وتهيئته لتقبل الفكر المتطرف.
وتناول "أبو هشيمة" تطبيق "يورو فتوى" التابع للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث حذر المؤشر من خطورة التطبيق، وما يبثه من أفكار وفتاوى وآراء متطرفة تنمِّي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب، وقد طالبت جهات رسمية في كل من ألمانيا وفرنسا بحظره بين الشباب المسلم في البلدين.
وحول أهم أسباب حذف "يورو فتوى"، بيّن مدير وحدة الدراسات بدار الإفتاء أنها تمثلت في رئاسة الأب الروحي لجماعة الإخوان الإرهابية "يوسف القرضاوي" للمجلس الأوروبي للإفتاء، وهو ما أثار الذعر في نفوس الكثير من الغربيين، لما يصدره من فتاوى تحمل توجهًا وأيديولوجية ذات أهداف ضيقة، وبعيدة كل البعد عن مفهوم الوطن والمواطنة والعيش المشترك.
واستدل المؤشر ببعض فتاوى القرضاوي التي ساهمت في اتهام الإسلام بمعاداة غير المسلمين، حيث قال القرضاوي: إن "نشر الإسلام في الغرب واجب على كل المسلمين، وإن احتلال أوروبا وهزيمة المسيحية سيصبحان أمرًا ممكنًا مع انتشار الإسلام داخل أوروبا".
وبعد مهاجمة تنظيم القاعدة للولايات المتحدة، أوضح القرضاوي أن ما وصفها بــ"أسلمة أوروبا" ستكون "بداية عودة الخلافة الراشدة"، كما أعلن أن "الإسلام سيعود مجددًا لأوروبا كقوة فاتحة ومنتصرة بعد طرده من هذه القارة لمرتين".
وأكد "أبو هشيمة" أن المؤشر فجَّر مفاجأة خاصة بفتاوى الأقليات، حيث اعتمدت 92% من فتاوى الأقليات المسلمة في الغرب على المؤسسات والمجالس الإفتائية، مقارنةً باللجوء للمشايخ والدعاة، معتبرًا أن ذلك يؤشر لنقطتين مهمتين: الأولى الاتجاه في الغرب لمأسسة الفتوى بشكل ملحوظ، وعدم ثقة المستفتين في بعض الدعاة والمشايخ لحملهم أجندات بعينها.
وانتقل مدير وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء المصرية إلى مجالات وموضوعات الفتاوى في العالم والأحكام الشرعية المرتبطة بها، حيث أكد أن فتاوى العبادات كانت الأكثر ظهورًا بنسبة 51%، وذلك تزامنًا مع المواسم الدينية المتمثلة في أشهر: "رجب وشعبان ورمضان" خلال النصف الأول من عام 2019، لا سيما مع تعدد الفتاوى المتعلقة بأحكام الصلاة والصيام والزكاة والحج.
التليجرام وفتاوى الإرهاب
أما حول الآليات التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية لنشر أفكارها، فقد أكد "أبو هشيمة" أن موقع التواصل الاجتماعي "تليجرام" يعد من الأدوات التي تستخدمها التنظيمات المتطرفة، لأنه يحتوي على خصائص أمان للمحادثات السرية، وكذلك ما يسمى بـ"عداد التدمير الذاتي للرسائل والمحادثات".
وأضاف أن تنظيم "داعش" كان أكثر التنظيمات الإرهابية استخدامًا لهذا الموقع بنسبة 45%، و"القاعدة" يعيد تدشين حساباته من جديد، كما أن 63% من محتوى القنوات الإرهابية عبر هذا الموقع جاءت في شكل صور وصوتيات.
وتابع "أبو هشيمة" أن تنظيم "القاعدة" جاء كثاني أكثر التنظيمات الإرهابية حضورًا عبر " تليجرام"، لافتًا إلى أن ذلك قد يرجع إلى قيام تنظيم القاعدة بإعادة تدشين قنوات جديدة عبر الموقع، وإعادة بناء نفسه بهدوء، في الوقت الذي كان يهيمن فيه تنظيم "داعش" على عناوين الأخبار.
التشخيص والعلاج
وأكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار المفتي والأمين العام لأمانة الإفتاء في العالم، أن أهمية مثل تلك المؤشرات تكمن في استجابتها لطبيعة عصر المعلومات والسماوات المفتوحة، كما أنها تساعد على تشخيص وفهم الموضوع المدروس وكيفية مواجهته، فضلًا عن أنها توفِّر معلومات لصُنَّاع القرار والمتخصصين عن بروز مواطن الخلل، وتقديم سبل العلاج في الخطاب الإفتائي، ومن ثمَّ بناء التصورات والآراء والسيناريوهات المستقبلية.
وأضاف "نجم" أن المؤشر العالمي للفتوى يقدِّم في تقريره نصف السنوي الأول نماذج جديدة في الشأن الديني ونتائج تستحق التأمل والدراسة والبناء عليها، لا سيما تلك الخاصة باستطلاعات الآراء وفتاوى الأقليات المختلفة، وكذلك الأدوات الخفية التي تعتمد عليها التنظيمات الإرهابية لنشر أجنداتها، مثل التليجرام وغيرها، مؤكدًا أن المؤشر يسعى دومًا لمطابقة المواصفات الخاصة بالمؤشرات والمعايير العالمية، من حيث تحليل كافة أركان الفتوى وفق أحدث الأدوات الاستراتيجية.
وأكد مستشار المفتي أن المؤشر يضع الصورةَ كاملةً بما تحمل من آمال وآلام وتوصيات ومناشدات أمام المؤسسات المعنية وصناع القرار، لأخذ ما يرونه مناسبًا في سبيل رفعة وارتقاء الدول، والمحافظة على النشء من مخاطر التطرف والإرهاب.
aXA6IDE4LjIxNi45OS4xOCA= جزيرة ام اند امز