القمة العالمية للصناعة والتصنيع.. "الازدهار العالمي" يزين فعاليات اليوم الثاني
جذب القطاع الصناعي في دولة الإمارات الأضواء في اليوم الثاني من القمة العالمية للصناعة والتصنيع التي ناقشت أحدث التوجهات العالمية في التقنيات المتقدمة والتي من شأنها المساهمة في تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة وتحقيق الازدهار العالمي.
وجمعت القمة، المبادرة المشتركة بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" أكثر من 250 متحدثًا من قادة الصناعة والتكنولوجيا من جميع أنحاء العالم للمشاركة في الجلسات المنعقدة بمركز دبي للمعارض في إكسبو دبي، تحت عنوان "الارتقاء بالمجتمعات: توظيف التقنيات الرقمية لتحقيق الازدهار"، لمناقشة مستقبل القطاع الصناعي وسلاسل التوريد العالمية والطاقة المستدامة والتغير المناخي.
مؤشر جاهزية الصناعة الذكية
وافتُتحت فعاليات اليوم الثاني بإعلان عمر أحمد صوينع السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتية بإعلان تبني الوزارة لـ"مؤشر جاهزية الصناعة الذكية" SIRI بعد اعتماده من المنتدى الاقتصادي العالمي كمعيار عالمي لتوحيد مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة، وتسعى الوزارة من خلال المؤشر إلى التعرف لمدى النضوج الرقمي في القطاع الصناعي بالدولة.
وشهد اليوم الثاني من مؤتمر القمة مشاركة كل من ألكسندر فان دير بيلين، رئيس دولة النمسا، الذي ألقى كلمة رئيسية مسجلة، وشام براسيدا وزير الصناعة والعلوم والتكنولوجيا والابتكار الكمبودي، الذي ألقى كلمة رئيسية نيابة عن رئيس الوزراء الكمبودي، هون سن.
الابتكار والتكنولوجيا والاستدامة
وانطلقت الجلسة الحوارية الأولى في المؤتمر تحت عنوان "التحول الثنائي: حيث يلتقي الابتكار والتكنولوجيا والاستدامة" حيث ألقت كارين الحرار، وزيرة الطاقة في دولة إسرائيل، كلمة شددت فيها على أهمية التعاون الإقليمي في القضايا الحيوية، مشيرة في هذا السياق إلى مذكرة التفاهم الموقعة مؤخرا بين دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل، واعتبرتها "خطوة تاريخية في المعركة الإقليمية ضد آثار أزمة المناخ".
وأكدت على أنها أهم اتفاقية موقعة مع الأردن منذ توقيع اتفاقيات السلام في 1994، والتي تساهم في الحد من الانبعاثات الكربونية، والتصدي لتحديات التغير المناخي بموازاة ضمان الحلول في قطاعات الكهرباء والمياه، وغيرها من الموارد التي تحتاجها دول المنطقة.
التحول الرقمي
كما تناولت الجلسة، التي أدارها داني سبرايت، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي-الإماراتي، عدة قضايا تتعلق بالتحول الرقمي وضرورة الحفاظ على استدامة البيئة والموارد كسبيل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة.
وشارك في الحوار خلال الجلسة، مصبح الكعبي الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار في الإمارات في شركة مبادلة للاستثمار، والبروفيسور أليس جاست، رئيسة إمبريال كوليدج، لندن، والدكتور ستيفن كيفر، نائب الرئيس الأول ورئيس جنرال موتورز العالمية، وسايدب راج، المدير العام الأول للاستراتيجية والاستشارات، والقائد العالمي للابتكار في اكسنتشر.
حكومات المستقبل
وألقى عبدالله شهيد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وزير خارجية المالديف، كلمة افتتاحية مسجلة في الجلسة التي حملت عنوان "حكومات المستقبل: خارطة طريق جديدة لتحقيق الازدهار العالمي"، والتي حض فيها الدول النامية على الاستثمار في التكنولوجيا الصديقة للبيئة وفي البنية التحتية الرقمية لتعزيز التعافي الاقتصادي العالمي.
وتحدثت في الجلسة نفسها أيضا الدكتورة سارا كوغونجيلوا أمادهيلا رئيسة وزراء ناميبيا، وماتيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي السابق، ودومينيك دو فيلبان، وزير الخارجية الفرنسي السابق، حيث تطرق النقاش إلى بعض النتائج الإيجابية غير المتوقعة للظروف التي رافقت أزمة الوباء، وبينها تسريع وتيرة التحول الرقمي.
وأكد المشاركون في الجلسة ضرورة قيام الحكومات بتعزيز توظيف التقنيات الرقمية لضمان تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
الذكاء الاصطناعي والروبوتات
وفي كلمة افتتاحية له ضمن جلسة حملت عنوان "الذكاء الاصطناعي والروبوتات: هل تنتصر الآلة على الإنسان؟" تحدث الدكتور محمد عبد الحميد العسكر، مدير عام هيئة أبوظبي الرقمية عن أهمية التعامل مع الذكاء الاصطناعي والروبوتات كواقع جديد يتطلب مواكبته عن كثب، وقد ضمت الجلسة عددا من الخبراء والمعنيين بالقطاع التكنولوجي المتقدم، والذين استعرضوا واقع قطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتأثيره على مختلف مسارات العمل والحياة.
وشارك في الجلسة بهشاد بهزادي، نائب الرئيس للهندسة لدى "جوجل"، الذي شدد على ضرورة توظيف الذكاء الاصطناعي في التحقق من الجودة وتنظيم سلاسل الإمداد في القطاع الصناعي.
كما تحدثت الدكتورة سوزان بيلر، الأمينة العامة للاتحاد الدولي للروبوتات، عن أهمية مراعاة الجوانب الإنسانية في تبنّي الذكاء الاصطناعي والروبوتات بحيث لا تتنافس مع البشر على الفرص الوظيفية.
بدوره لفت الدكتور هوي تشوسيت، أستاذ علوم الكمبيوتر، معهد الروبوتات بجامعة كارنيجي ميلون، إلى أهمية الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الأكاديمية لتوفير إطار يحقق أفضل النتائج في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
وتحدث تشيب بانكوف، الرئيس التنفيذي للبطولات، لدى "روبوريس" عن التطور في مجال المركبات ذاتية القيادة، في حين نوه البروفيسور إريك زينغ رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بضرورة توعية الجمهور بآفاق التكامل بين الذكاء الاصطناعي والبشر.
النساء في المناصب القيادية
وخلال جلسة حوارية بعنوان "النساء في المناصب القيادية وتحقيق المساواة"، شددت الدكتورة سيكاي نزينزا، وزيرة الصناعة والتجارة في دولة زيمبابوي، على الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في مختلف المجالات وأهمية مساهمتها في تحقيق أهداف التنمية الوطنية والعالمية.
وتحدثت خلال الجلسة أيضا كيارا كورازا، مدير عام منتدى المرأة للاقتصاد والمجتمع، والممثلة الخاصة في مجموعة الدولة السبع G7 ومجموعة الدول العشرين G20، إلى جانب فاطمة النعيمي، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك للغاز الطبيعي المسال، وأيومي مور أوكي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنظمة المرأة والتكنولوجيا، وتيفاني كيلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Beyond Bamboo، وجان وارد، الرئيس التنفيذي لكوروثيرم.
وأعقبت الجلسة كلمة ألقاها عبدالكريم تقي، مدير عام الهيئة العامة للصناعة في دولة الكويت.
اصنع في الإمارات
وفي جلسة مخصصة لاستعراض أوضاع قطاع الصناعة في دولة الإمارات باعتبارها البلد المضيف، استضافت القمة جلسة بعنوان "الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة: اصنع في الإمارات"، والتي استعرضت دور الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الخطة الأكبر والأشمل لتطوير القطاع الصناعي في دولة الإمارات، ومساهمتها في تحفيز الاقتصاد الوطني، وصولا إلى هدفها النهائي المتمثل في مضاعفة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2031.
وشارك في الجلسة سعادة سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات، وعبدالله الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع التنمية الصناعية في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وعبدالناصر بن كلبان، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وخليفة المهيري، الرئيس التنفيذي بالإنابة لمنظومة تعزيز الصناعية "تعزيز"، وأحمد النقبي، الرئيس التنفيذي لمصرف الإمارات للتنمية، وسعود أبو الشوارب، المدير العام لمدينة دبي الصناعية.
كما شهدت القمة عقد جلسات أخرى تناولت قضايا السلامة في بيئة العمل، والأمن السيبراني في الصناعة، وتكنولوجيا الكمبيوترات الكميّة، والتوأمة الرقمية، والحوسبة السحابية وانترنت الأشياء وشبكات الجيل الخامس.
وقد تخلل اليوم الثاني أيضا إعلان عمر أحمد صوينع السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أن دولة الإمارات ستكون مقر المركز العالمي للصناعات الحيوية والطبية، لتعزيز القدرات الصناعية في قطاع علوم الحياة، والتي تدعو لتعزيز التعاون بين القطاع الحكومي وشركات الصناعات الدوائية، في خطوة تسهل عملية التجاوب السريع والفعال مع أية تهديدات صحية قد تطرأ مستقبلاً.
وأوضح سعادته أن هذا المركز يعد أحد المبادرات الرئيسية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، وسيركز على صناعة وإنتاج المواد والمعدات الطبية واللقاحات والحلول المتقدمة في مواجهة ومكافحة أية أوبئة أو أمراض مستقبلية مماثلة قد تحدث عالمياً، لافتاً إلى أن الشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" ستعزز عمل المركز من خلال ما تملكه المنظمة من خبرات.
إطلاق "GMIS America"
أما الجلسة الختامية لليوم الثاني فقد أدارها سيمن كورتيز، الرئيس والمدير التنفيذي معهد الشرق الأوسط الأمريكي، وشهدت إعلان من نمير حوراني، المدير العام للقمة العالمية للصناعة والتصنيع إطلاق "GMIS America"، والتي ستقام بمدينة بيتسبرغ الأمريكية في العام 2022.
وأعقب الإعلان إلقاء كلمات من ديان فاريل، القائم بأعمال وكيل وزارة التجارة الأمريكية للتجارة الدولية، وتوماس ولس، حاكم ولاية بنسلفانيا، وبيل بيديتو، عمدة مدينة بيتسبرغ، تبعها حوار ضم مايكل لوردي، المدير التنفيذي لمجموعة إيليوت الصناعية في بنسلفانيا، وبيترا ميتشل، الرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة "كاتلست كونكشن" وأودري روسو، الرئيسية والمديرة التنفيذية لمجلس بيتسبرغ للعلوم.