أسواق النفط العالمية تواجه تكهنات متباينة بنهاية 2023
يبدو أن اتفاق أوبك+ بدأ يؤتي ثماره، إلى جانب توقعات الطلب في آسيا، حيث تغير مسار توقعات أسواق النفط من التشاؤم إلى التفاؤل.
قال محللون لدى بنك أوف أمريكا غلوبال ريسيرش إن إبقاء أوبك+ على تخفيضات الإمدادات الحالية حتى نهاية العام إضافة إلى المشهد المتفائل بخصوص قوة الطلب في آسيا ربما يدفعان سعر خام برنت إلى تجاوز 100 دولار للبرميل قبل 2024.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي نحو 93 دولارا اليوم الأربعاء بحلول الساعة 1006 بتوقيت غرينتش، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط 89 دولارا.
وقال بنك أوف أمريكا في مذكرة بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول إن آسيا تقود نمو الطلب العالمي على الطاقة، وتواصل الصين تعزيز احتياطياتها من النفط لمواكبة اعتمادها على الواردات.
وأعلنت السعودية، عضو أوبك، وروسيا الأسبوع الماضي تمديد خفض طوعي لإنتاج النفط حتى نهاية العام. وتُعرف منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها مثل روسيا مجتمعين باسم أوبك+.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن خفض إنتاج النفط الذي مددته السعودية وروسيا حتى نهاية 2023 سيعني وجود عجز حاد في السوق حتى الربع الأخير.
وقال محللو البنك الاستثماري أيضا إن المصافي الهندية استفادت من العقوبات على روسيا وإيران من خلال الحصول على إمدادات نفط خام أرخص ثمنا وبيع سلع أغلى ثمنا لأوروبا.
لكن على المدى المتوسط، يجب أن تزيد مبيعات السيارات الكهربائية في أنحاء آسيا، لا سيما في الهند التي يخفض فيها المصنّعون المحليون الأسعار.
وذكر محللو البنك أنه نتيجة لذلك، ربما يشهد سوق منطقة آسيا والمحيط الهادي للمنتجات النفطية حالة من انعدام التوازن قريبا، إذ إن الصين والهند مستعدتان لتصدير فائض من الوقود الذي لا تستهلكانه محليا.
وفي تقرير للبنك بنهاية 2022، كان قد عدل توقعاته لسعر النفط للعام 2023، إلى 110 دولارات، مقارنة بتوقعات سابقة 108 دولارات.
وبدأت أوبك وحلفاؤها، أو المجموعة المعروفة باسم أوبك+، في خفض الإمدادات في 2022 لدعم السوق. وفي هذا الشهر، تجاوز سعر خام برنت 90 دولارا للبرميل للمرة الأولى هذا العام بعد أن مددت السعودية وروسيا تخفيضاتهما التي تبلغ مجتمعة 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام.
وقالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الأربعاء، إن زيادة الإمدادات من منتجين خارج مجموعة أوبك+، ومنهم الولايات المتحدة والبرازيل وإيران، التي لا تزال خاضعة لعقوبات، ما زالت تتفوق في تأثيرها على تخفيضات الإنتاج التي تطبقها الدول الأعضاء في أوبك+ منذ بداية 2023 البالغة 2.5 مليون برميل يوميا.
وأضافت في تقريرها الشهري حول النفط "لكن اعتبارا من سبتمبر/أيلول فصاعدا، سيؤدي تراجع إنتاج أوبك+ إلى نقص كبير في الإمدادات خلال الربع الرابع".
وقالت الوكالة إن وقف تخفيضات إنتاج النفط في بداية العام المقبل سيحول توازن السوق إلى فائض، مشيرة إلى أن المخزونات ستكون في مستويات منخفضة على نحو مقلق، مما يزيد احتمال حدوث موجة تقلبات أخرى في بيئة اقتصادية هشة.
بينما تمسكت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بتوقعاتها لنمو قوي في الطلب العالمي على النفط في 2023 و2024، عازية ذلك إلى مؤشرات على أن أداء الاقتصادات الكبرى أفضل من المتوقع على الرغم من عوامل سلبية مثل ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع التضخم.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم الأربعاء إن مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي.
وزادت مخزونات الخام بمقدار أربعة ملايين برميل خلال الأسبوع إلى 420.6 مليون برميل مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز لتراجع قدره 1.9 مليون برميل.
من جانبه، قال ساتورو يوشيدا محلل السلع الأولية لدى راكوتين سكيوريتيز "التوقعات الإيجابية للطلب من أوبك وتنبؤات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بانخفاض مخزونات النفط العالمية عززت وجهات النظر في السوق بشأن شح الإمدادات في المستقبل".
وأضاف أن الأنباء عن إغلاق ليبيا العضو في أوبك أربع من محطات تصدير النفط الشرقية بسبب عاصفة مميتة ساهمت أيضا في رفع أسعار النفط.