من الشرق للغرب.. العالم يرحب باتفاق الإمارات التاريخي للعمل المناخي
شهد اتفاق الإمارات التاريخي للعمل المناخي الذي تم الإعلان عنه في ختام مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين ردود أفعال وإشادات عالمية.
الاتحاد الأوروبي.. شرف عظيم
رحب الاتحاد الأوروبي باتفاق الإمارات التاريخي، وأعرب ووبكي هوكسترا، مسؤول المناخ في الاتحاد الأوروبي، عن شكره لرئيس المؤتمر الدكتور سلطان بن أحمد الجابر على قيادته ورؤيته ومثابرته الهائلة وفريق (مسؤول المناخ في الأمم المتحدة) سيمون ستيل.
وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة الجارديان البريطانية: "كان شرف عظيم أن نعمل معكم جميعا، كفريق لسد الفجوة في الأراء والعمل بتوحد.. لأنه، أيها الأصدقاء الأعزاء، عندما نرحل سيبقى أبنائنا هناك للتعامل مع كل الأشياء التي تركناها لهم - الجيدة أو السيئة. ومع وضع ذلك في الاعتبار فإن هذا اليوم يومًا للامتنان والعزيمة".
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ في تصريحات خاصة ل "العين الاخبارية": "لقد فعلت الإنسانية أخيرا ما طال انتظاره.. لقد أمضينا ثلاثين عاما للوصول إلى بداية نهاية الوقود الأحفوري".
وتابع: "إنها المرة الأولى منذ 30 عاما، فقد حاولنا ولكننا لم نتمكن أبدًا من تحقيق أي شيء فيما يتعلق بالتخلص التدريجي من الحفريات، وهذا هو السبب وراء أهمية هذا الأمر إلى جانب كل الطموح الذي قمنا بصياغته فيما يتعلق بالتكيف ومن حيث التمويل.. ومصطلح تاريخي الذي غالبًا ما يستخدمه السياسيون بشكل فضفاض، أجد أنه في هذا الحدث يمكننا بحق استخدام هذا المصطلح."
وأثنى هوكسترا على رئاسة الإمارات للمؤتمر، قائلا: "لقد قلت في الجلسة العامة وقلت له بصورة شخصيًا إن هذه علامة على القيادة أو الرؤية، ولكنها أيضا علامة على المثابرة والإنجاز بشكل أساسي."
ومن جهتها، قالت تيريزا ريبيرا، الرئيسة المشاركة لوفد الاتحاد الأوروبي ووزيرة البيئة الإسبانية، إن هذه خطوة للأمام والالتزام المشترك يحقق أكثر من ذلك بكثير في عقد حاسم.
وأكدت: "نحن نرحب بالقيادة القوية لجميع المندوبين. نعتقد أن هذه خطوة مهمة وإيجابية للغاية إلى الأمام، ويسعدنا جدًا اتخاذ هذه الخطوة معكم جميعا".
بداية حقبة ما بعد الحفريات
هنأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الإمارات العربية المتحدة على نجاح COP28، قائلة إن نص الاتفاق يمثل بداية حقبة ما بعد الحفريات.
وذكرت في منشور عبر منصة "إكس": "تهانينا COP28، لقد تم بالفعل عقد جزء مهم من هذه الصفقة التاريخية في أوروبا".
وأكملت: "لقد أيد العالم كله أهدافنا لعام 2030، ثلاثة أضعاف الطاقة المتجددة، ومضاعفة كفاءة استخدام الطاقة بحلول عام 2030، يمثل اتفاق اليوم بداية حقبة ما بعد الحفريات".
روسيا... اتفاق طموح
وأشاد مندوبو الوفد الروسي بالاتفاق التاريخي الذي تم التوصل اليه، وذكر رئيس الوفد روسلان أوزورجالوف: "يمكن لكل طرف أن يختار الوصفة الأمثل لإزالة الكربون".
وتحدث أوزورجالوف عن كيفية ابتعاد الدول عن الاعتماد على الوقود الأحفوري، مؤكدا أن نتيجة المفاوضات هي "طموحة بالفعل".
ألمانيا.. نقطة تحول رئيسية
وأكدت مبعوثة المناخ الألمانية جينيفر مورغان، أن "COP28" كان أحد نقاط التحول الرئيسية والتي لا يوجد منها الكثير.
وأضافت في تصريحات لبلومبرج، أن الاتفاق العالمي للانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري، والذي تم اعتماده خلال دقائق من بدء الجلسة الأخيرة لقمة COP28، ينظر له على أنه لحظة تاريخية للتقدم المناخي خلال ما يقرب من ثلاثة عقود من محادثات الأمم المتحدة.
بريطانيا.. علينا أن نحافظ على الزخم
وأشاد وزير المناخ البريطاني جراهام ستيوارت باتفاق الامارات التاريخي، معربا عن سعادته برؤية المؤتمر يتوصل إلى اتفاق عالمي لأول مرة للانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري.
وأضاف في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية: "نحن بحاجة إلى التأكد من أننا نترجمها إلى أفعال ونحافظ على الزخم".
وأشار ستيوارت إلى أن إنتاج الوقود الأحفوري في المملكة المتحدة يتراجع، والتراخيص الجديدة "تسمح لنا ببساطة بإدارته".
واعتبر الوزير البريطاني أن التراخيص تسمح باستثمارات جديدة لجعل مشاريع بحر الشمال أكثر "خضراء"، مضيفا: "إنتاجنا من الوقود الأحفوري يعني أننا إذا أوقفنا استخراج النفط والغاز في بحر الشمال، فسنستورد ببساطة المزيد من الخارج مع انبعاثات أعلى من الإنتاج في الداخل".
واشنطن: تحول نموذجي
وصف تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن التوصل إلى الإمارات يعد تحولا نموذجيا في محادثات المناخ.
وعلى الرغم من أن العديد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة، فضلت لغة أكثر صرامة بشأن الوقود الأحفوري، لكنها أشارت إلى أنه لم يحدث من قبل أن أي اتفاق عالمي للمناخ استهدف الفحم والنفط والغاز على وجه التحديد، وحتى اتفاق باريس لعام 2015 كان يركز على الحاجة لخفض الانبعاثات دون تسمية المصدر الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري.
وذكرت أنه على الرغم من أن الاتفاق يدعو البلدان إلى تسريع التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري في هذا العقد، لكن تم منحها الإذن للنظر في "ظروفها الوطنية، ومساراتها، وأساليبها".
وتناول تقرير الصحيفة، أن الهدف العالمي الرئيسي للنص هو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ولكن حتى في هذا السيناريو، سيكون هناك استخدام محدود للنفط والغاز.
وأكملت أن النص يشير أيضا إلى الحاجة إلى تكثيف التقنيات "مثل احتجاز الكربون" التي يمكن استخدامها جنبًا إلى جنب مع الوقود الأحفوري لالتقاط الانبعاثات.
الابتعاد عن الوقود الأحفوري
وأشار تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إلى أنه للمرة الأولى منذ أن بدأت الدول الاجتماع قبل ثلاثة عقود لمواجهة تغير المناخ وافق دبلوماسيون من نحو 200 دولة على ميثاق عالمي يدعو صراحة إلى "الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري" مثل النفط والغاز والفحم"، الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكل خطير.
مسؤول بالخارجية الأمريكية: COP28 الدورة الأهم للعمل المناخي منذ اتفاق باريس
وأضافت أنه تم التوصل إلى الاتفاق الشامل، الذي يأتي خلال العام الأكثر سخونة في التاريخ المسجل، بعد أسبوعين من النقاش في قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي.
وكان الزعماء الأوروبيون والعديد من الدول الأكثر عرضة للكوارث الناجمة عن المناخ يحثون على استخدام لغة تدعو إلى "التخلص التدريجي" الكامل من الوقود الأحفوري.
وفي النهاية، توصل المفاوضون إلى حل وسط يدعو البلدان إلى تسريع التحول العالمي بعيداً عن الوقود الأحفوري في هذا العقد "بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة"، والتوقف عن إضافة ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي بالكامل بحلول منتصف القرن.
كما يدعو الدول إلى زيادة كمية الطاقة المتجددة ثلاث مرات، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، المثبتة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030 وخفض انبعاثات غاز الميثان، وهو غاز دفيئة أقوى من ثاني أكسيد الكربون على المدى القصير.
الهند
حثت الهند، اليوم الأربعاء، زعماء العالم خلال محادثات مؤتمر الاطراف (كوب 28) على تنفيذ اتفاق باريس نصا وروحا من خلال عملية التقييم العالمي مع الحفاظ على التركيز على مبادئ الإنصاف والعدالة المناخية.
وخلال حديثه في الجلسة العامة الختامية لمؤتمر الأطراف (كوب 28)، حيث تم التوصل إلى اتفاق مناخي تاريخي دعا إلى التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري، قال وزير البيئة الهندي بوبندرا ياداف إن الجهود الجماعية هنا أرسلت إشارات إيجابية إلى العالم في تعزيز الالتزام بالحفاظ على أهداف تقليل ارتفاع درجات الحرارة والتي تم الاتفاق عليها في باريس.
وقال إن "الطريق إلى الأمام يجب أن يرتكز على الإنصاف والعدالة المناخية، فلننفذ اتفاق باريس نصا وروحا من خلال عملية التقييم العالمي".
وتم اعتماد أول اتفاق للتقييم العالمي، والذي أُطلق عليه اسم اتفاق الإمارات العربية المتحدة، بعد ما يقرب من أسبوعين من المفاوضات المحمومة، والذي يحث الدول على تسريع الجهود نحو التخفيض التدريجي لطاقة المبنية على استخدام الفحم، وهو ما يمثل صعودًا بعد أن قاومت الهند والصين بشدة استهدافها.
الصين: COP28 مهد الطريق للعمل المناخي العالمي
صرح تشاو ينغ مين، رئيس الوفد الصيني إلى مؤتمر الأطراف 28 ونائب وزير البيئة الصيني، يوم الأربعاء بأن COP28 مهد الطريق للمرحلة التالية من العمل المناخي العالمي.
وأدلى تشاو بهذه التصريحات أثناء تعليقه على قمة الأمم المتحدة للمناخ هذا العام والتي عقدت في دبي، الإمارات العربية المتحدة، وقال إن أول تقييم عالمي على الإطلاق لاتفاق باريس خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين قد عزز الاتجاه العالمي العام نحو مستقبل أخضر ومنخفض الكربون.
وحضر مؤتمر COP28، أكثر من 110 ألف مشارك من جميع أنحاء العالم لمناقشة ومعالجة التحدي المناخي الملح الذي يواجه البشرية.
مصر.. إنجاز تاريخي
رحبت مصر بتوصل مؤتمر المناخ المنعقد في دبي إلى توافق حول عدد من القرارات التاريخية، مشيدة بنجاح دولة الإمارات في تنظيم الدورة الثامنة والعشرين للدول أطراف الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ (كوب 28).
وأشادت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم، بقيادة دولة الإمارات العربية للمفاوضات التي أفضت إلى التوصل إلى "توافق الإمارات" لدفع الجهد الدولي للتعامل مع أبرز قضايا العمل المناخي، وحشد الدعم المطلوب لتنفيذها وفقاً للتوصيات العلمية والمبادئ المُتفق عليها وعلى رأسها العدالة والإنصاف، ولاسيما الإنجاز التاريخي المتعلق بالخروج بالإصدار الأول للتقييم العالمي لجهود العمل المناخي منذ اتفاق باريس، وكذلك الإطار الخاص بالهدف العالمي للتكيف.
وأكدت مصر أن نجاح الإمارات في ذلك يُعد إنجازاً جديداً يُضاف إلى قائمة الانجازات العربية على هذا الصعيد، ولاسيما بعد النجاح الذي تم تحقيقه العام الماضي في شرم الشيخ في مؤتمر "كوب 27 ".
ومن ناحية أخرى، وجه وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس الدورة 27 لمؤتمر المناخ، التهنئة للدكتور سلطان الجابر رئيس مؤتمر (كوب 28) على هذا الإنجاز وريادته للمفاوضات المطولة التي استضافتها دبي على مدار الأسبوعين الماضيين.
هولندا.. لحظة حاسمة
وصف وزير المناخ والطاقة الهولندي روب جيتن ، اليوم الأربعاء، إن دعوة مؤتمر الأطراف (كوب28) إلى الابتعاد عن الوقود الأحفوري بـ"اللحظة الحاسمة" والتي من شأنها الحفاظ على طموح الحد من ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية.
وكتب روب جيتن على منصة اكس، تويتر سابقًا، "للمرة الأولى يتحدث العالم عن الابتعاد عن الوقود الأحفوري .. من المستحسن دائماً وجود المزيد من الطموح ولكن يبقى هدف الـ1.5 درجة نصب أعيننا".