شهدت أسعار الفضة العالمية اليوم ارتفاعا ملحوظا، حيث بلغ السعر الفوري 58.72 دولار للأوقية، مسجلاً زيادة بنسبة 3.56% أو ما يعادل 2.03 دولار خلال 24 ساعة، وفق بيانات موقع APMEX المتخصص بمتابعة أسعار المعادن النفيسة.
ويعادل هذا السعر نحو 1.89 دولار للغرام و1,887.89 دولار للكيلوغرام من المعدن الثمين، ما يعكس قوة الطلب على الفضة في الأسواق العالمية.
وتقدم الأسعار الفورية مؤشرا لحركة السوق لحظة بلحظة قبل إضافة أي تكاليف تصنيع أو هامش ربح موزعين، مما يجعلها مرجعا أساسيا للمستثمرين والمصنعين.
ويشير محللون إلى أن ارتفاع الفضة يعكس توازنا دقيقا بين الطلب المتزايد من القطاعات الصناعية، لا سيما الطاقة الشمسية والإلكترونيات، ومحدودية المعروض الناتج غالبا عن كون الفضة منتجا ثانويا في مناجم المعادن الأخرى.
كما أن تغيرات أسعار الصرف العالمية وسياسات الفائدة الأمريكية تلعب دورا مباشرا في تحريك أسعار المعدن، ومع استمرار هذه العوامل يرى الخبراء أن الفضة قد تشهد مزيدا من الصعود على المدى القريب لكنها تبقى عرضة لتقلبات حادة نتيجة طبيعتها كسلعة استثمارية وصناعية في آن واحد.
ويعد السعر الفوري للفضة اليوم مؤشرا مهما لمتابعة السوق، إذ يحدد الإطار المرجعي لتسعير السبائك والعملات المعدنية، كما ينعكس على استراتيجيات المستثمرين في شراء المعدن النفيس أو الاحتفاظ به كملاذ آمن وسط عدم اليقين الاقتصادي.
شهدت أسعار الفضة تقلبات قوية خلال السنوات الأخيرة، لكنها سجلت ارتفاعات قياسية في عدة مراحل مدفوعة بمزيج من الطلب الاستثماري والصناعي والسياسات الاقتصادية العالمية.
ففي عام 2020 مع اندلاع جائحة كوفيد‑19 ارتفعت الفضة بشكل حاد إلى أكثر من 29 دولارًا للأوقية، مدفوعة بموجة شراء واسعة من المستثمرين الباحثين عن الملاذات الآمنة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.
ولاحقًا في عام 2021 شهدت الفضة صعودًا إضافيًا تجاوز 30 دولارًا للأوقية مع تصاعد الطلب الصناعي من قطاعي الإلكترونيات والطاقة الشمسية، إلى جانب استمرار الاهتمام بالمعادن النفيسة كوسيلة للتحوط من التضخم وتدهور قيمة العملات الورقية.
وخلال السنوات 2022–2024 تحركت الأسعار بين 22 و27 دولارًا للأوقية متأثرة بتغيرات أسعار الفائدة الأمريكية وتقلبات الدولار، ما جعل السوق أكثر حساسية للعوامل الاقتصادية الكلية والسياسية.
ومع بداية 2025 بدأت الفضة رحلة صعود جديدة وسرعان ما تجاوزت حاجز 50 دولارًا للأوقية قبل أن تصل إلى مستوياتها الحالية قرب 58.7 دولار للأوقية، بحسب بيانات APMEX.
ويؤكد المحللون أن هذا الارتفاع الأخير ليس حدثًا عابرًا، بل يعكس تفاعلًا مركبًا بين الطلب الصناعي المتزايد، الطلب الاستثماري على المعادن النفيسة، وتراجع المعروض المتاح للتداول الفوري، كما أن الفضة أصبحت أكثر ارتباطًا بقطاع الطاقة النظيفة، ما يجعل أي صعود في أسواق السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية يدفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها.
وفي ضوء هذه الخلفية التاريخية يُنظر إلى الفضة اليوم ليس فقط كسلعة استثمارية، بل كمعدن استراتيجي يربط بين الاقتصاد التقليدي والابتكار الصناعي المستقبلي، مما يضفي على أي ارتفاع جديد طابعًا مستدامًا ومؤثرًا على الأسواق العالمية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUzIA== جزيرة ام اند امز