«جل» متوهج لتحسين جراحات العيون.. قفزة طبية نحو أمان أكبر
يُعتبر إعتام عدسة العين، وهي حالة تؤدي إلى تعتيم عدسة العين وتدهور الرؤية، نتيجة حتمية للتقدم في العمر.
وتعد جراحة إزالة إعتام عدسة العين من أكثر العمليات الجراحية شيوعا في العالم، حيث يقوم الأطباء بإزالة العدسة المتعتّمة واستبدالها بعدسة صناعية.
ولإجراء هذه العملية، يُستخدم جل شفاف للحفاظ على تضخم العين وحماية القرنية، ولكن يجب إزالة هذا الجل بالكامل بعد الجراحة، وقد يؤدي عدم إزالة الجل بشكل كامل إلى مضاعفات خطيرة مثل زيادة ضغط العين، الألم، وحتى فقدان الرؤية على المدى الطويل.
الآن، نجح باحثون في جامعة جونز هوبكنز في ابتكار جل هلامي متغير اللون قد يقلل بشكل كبير من هذه المضاعفات بعد الجراحة.
الجل الجديد، يظل شفافًا أثناء الجراحة لكنه يتوهج باللون الأخضر الفلوري تحت الضوء الأزرق، مما يساعد الجراحين على التأكد من إزالة جميع آثار الجل قبل إتمام العملية.
معالجة تحدٍّ رئيسي في الجراحة
وأثناء جراحة إعتام عدسة العين، يقوم الجراحون بحقن جل شفاف ولزج داخل العين لحماية البُنى الحساسة والحفاظ على شكل العين.
لكن لأن الجل شفاف، يمكن أن يكون من الصعب إزالته بالكامل، مما يزيد من خطر بقاء بعض الجل في العين ويؤدي إلى ارتفاع ضغط العين.
ويحل الجل الجديد هذه المشكلة، حيث يجعل من السهل على الجراحين اكتشاف حتى أصغر آثار الجل المتبقية.
ويقول إريك روشير، المؤلف الأول للدراسة "هذا الجل المبتكر يوفر طبقة إضافية من الأمان للمرضى الذين يخضعون لجراحة إعتام عدسة العين، ويمكن للجراحين الآن التأكد بثقة من إزالة الجل بالكامل، مما يقلل من خطر المضاعفات بعد الجراحة."
وفي العمليات التقليدية لإزالة إعتام عدسة العين، كان الجراحون يعتمدون على تقديرهم الخاص للتأكد من إزالة كل الجل، وهو أمر صعب نظرا لأن الجل شفاف. وقد تم تجربة حلول سابقة مثل إضافة أصباغ للجل لتسهيل رؤيته، ولكن كانت الأصباغ تتسرب أحيانا، مما يصعّب على الجراحين التفريق بين الجل والأصباغ المنتشرة في العين.
أما الجل الجديد، فيتميز بأن الصبغة الفلورية ترتبط كيميائيا بالجل نفسه، مما يجعله يتوهج فقط عند تعرضه للضوء الأزرق دون التأثير على أجزاء أخرى من العين.
خطوة إلى الأمام في جراحة العيون
ويحتوي الجل الهلامي على مادة الفلوريسين وحمض الهيالورونيك، وتكون الصبغة الفلورية مرتبطة كيميائيا بالبوليمر الذي يشكل الجل، وهذا يعني أن الجل يظل شفافا تحت الضوء الطبيعي أثناء العملية، ولكن بمجرد الانتهاء من الجراحة وتشغيل الجراح للضوء الأزرق، يتوهج الجل باللون الأخضر، مما يسهل رؤية أي بقايا من الجل، يتيح ذلك إزالة الجل بشكل أكثر شمولية، مما يقلل من احتمالية حدوث مضاعفات.
ويقول الدكتور آلن إغراري، المؤلف الرئيسي للدراسة "إلى جانب إزالة الجل بشكل أكثر اكتمالا، فإن الميزة الرئيسية هي أننا نعلم أن كل مكونات الجل آمنة للاستخدام في العين، كما أن التفاعل الكيميائي الذي يضيف ميزة الرؤية لا يغير من لزوجة الجل بشكل كبير، وهو أمر مهم للحفاظ على الإحساس المألوف الذي يتعامل معه الجراحون".
الآفاق المستقبلية والخطوات التالية
وفي حين أن الجل المتغير اللون قد أظهر نتائج واعدة في النماذج الحيوانية، فإنه لا يزال بحاجة إلى تقييم فاعليته وسلامته في التجارب البشرية.
ويعمل فريق البحث أيضًا على تكثيف إنتاج الجل للاستخدام السريري وتحسين تركيز الصبغة الفلورية لضمان أفضل أداء أثناء العمليات الجراحية.
وهذا الابتكار لديه إمكانات كبيرة تتجاوز جراحة إعتام عدسة العين، حيث يأمل الباحثون أن يتم تطبيق هذا الجل في إجراءات جراحية أخرى للعين.
ويقول روشير "هناك العديد من الإمكانيات مع هذا الجل، فأحيانًا تكون أبسط الابتكارات هي الأكثر تأثيرا، ونحن متفائلون بأن هذه التقنية قد تصبح يوما ما جزءا قياسيا من جراحات إعتام عدسة العين وتساعد ملايين المرضى حول العالم."
وتم نشر هذا الاختراع مؤخرًا على غلاف مجلة "جراحة إعتام عدسة العين والجراحة الانكسارية"، كما قام الباحثون بتقديم طلب براءة اختراع مؤقت للعمل.
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMTM4IA==
جزيرة ام اند امز