عبر قوارب الموت.. أمواج «المتوسط» تجرف حراس الدوري التونسي نحو الحلم
تعيش كرة القدم التونسية على وقع ظاهرة هجرة عدد من حراس المرمى نحو إيطاليا بطريقة سرية عبر ما يطلق عليه "قوارب الموت".
وككل ضائقة، تنشط ظاهرة الهجرة السرية من السواحل التونسية نحو الجزر الإيطالية القريبة بحكم غياب التقلبات الجوية ووضوح الرؤيا.
وانخرط بعض لاعبي كرة القدم في تونس في هذه الظاهرة الخطيرة لأسباب عدة، وهو ما ترصده "العين الرياضية" عبر التقرير التالي.
صدفة حراس المرمى
لعبت الصدفة دورا في كون معظم النجوم الذي اختاروا طريق الهجرة السرية نحو إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط، كانوا يشغلون مركز حراسة المرمى مع فرقهم التونسية.
علي شلبي حارس مرمى النادي الصفاقسي ومنتخب تونس للشباب، تعاقد مؤخرا مع نادي نوتو كالتشيو الناشط ضمن دوري الدرجة الرابعة في إيطاليا.
وحذا حذوه مؤخرا ياسين الرحيمي حارس مرمى مستقبل سليمان، الذي يملك في سجله 34 مباراة في الدوري التونسي، تلقى خلالها مرماه 31 هدفا مقابل حفاظه على نظافة شباكه في 14 مباراة.
وتكرر الأمر في الأيام القليلة الماضية مع هروب عزيز السلامي حارس المرمى الأسبق لفرق الملعب التونسي والترجي الجرجيسي وأمل جربة واتحاد تطاوين.
وسبق لهذا الأخير أن خاض 28 مباراة في دوري الدرجة الأولى استقبل خلالها 37 هدفا، في حين حافظ على نظافة شباكه في 7 مباريات.
أسباب عديدة وراء الظاهرة
تقف عدة أسباب وراء ظاهرة الهجرة غير النظامية للاعبي الدوري التونسي عبر قوارب الموت بحثا عن تحقيق "الحلم الإيطالي".
وعانت الأندية التونسية في السنوات الأخيرة من أزمة سيولة مالية، وهو ما منعها من دفع مستحقات لاعبيها، وهو ما دفع بهؤلاء للهروب إلى إيطاليا بحثا عن آفاق اقتصادية أرحب.
بعض المواهب تأمل أيضا في خوض مغامرة احترافية مع أحد أندية الدرجات الدنيا في إيطاليا، وذلك على أمل جلب انتباه بعض الفرق المحترفة في فترة لاحقة.
هناك أيضا من فشل في تأمين مستقبله في تونس بحكم لعبه مع فرق الصف الثاني والثالث، وبالتالي يفضل الهجرة إلى إيطاليا من أجل البحث عن فرصة عمل تسمح له بإعطاء دفعة جديدة لحياته المهنية.