ما بعد قرار الفيدرالي 2025.. توقعات استباقية لمسار المعادن النفيسة في 2026
تذبذبت أسعار الذهب قبيل القرار الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال 2025 بشأن أسعار الفائدة.. كيف يشكل مسار 2026؟
ويتوقع المستثمرون أن تشهد المعادن النفيسة مزيدًا من الارتفاع في عام 2026، بعد أن سجلت مستويات قياسية في عام 2025.
وذكرت وحدة الاقتصاد في بنك آي إن جي في مذكرة لها نقلت صحيفة وول ستريت جورنال جانبا منها، "نتوقع أن تحافظ أسعار الذهب على قوتها وأن تصل إلى مستويات قياسية جديدة، ومع استعداد مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، واحتمالية استمرار الضغط على الدولار الأمريكي، من المتوقع أن يكون ذلك إيجابيًا للطلب الاستثماري، في حين من المرجح أن تستمر البنوك المركزية في زيادة احتياطياتها".
واستقر الذهب اليوم الأربعاء في وقت يتأهب فيه المستثمرون لتحليل تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول في يوم من المتوقع على نطاق واسع أن يشهد خفض البنكلأسعار الفائدة، فيما واصلت الفضة صعودها القياسي فوق 60 دولارا للأوقية (الأونصة).
ويُختتم اجتماع البنك المركزي الأمريكي بإعلان قرار بشأن الفائدة عند الساعة 23:00 بتوقيت أبوظبي. ويليه المؤتمر الصحفي لجيروم باول عند الساعة 23:30 بتوقيت أبوظبي. ووفقا لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي، يتوقع المستثمرون الآن بنسبة 88.6% خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس.
وزادت الفضة في المعاملات الفورية واحدا بالمئة إلى 61.30 دولار للأوقية بعد أن سجلت أعلى مستوى على الإطلاق عند 61.46 دولار في وقت سابق من الجلسة، لتواصل بهذا اتجاهها الصعودي بعد أن تجاوزت عتبة 60 دولارا للأوقية أمس الثلاثاء.
وقال جيجار تريفيدي كبير محللي الأبحاث في شركة ريلاينس للأوراق المالية إن الفضة تواكب الذهب الآن من حيث القيمة. ففي أكتوبر تشرين الأول، كان يتطلب شراء أوقية واحدة من الذهب 82 أوقية من الفضة، أما اليوم فيقترب هذا الرقم من 69.
وأفاد (معهد الفضة)، وهو اتحاد صناعي، في تقرير بحثي صدر أمس الثلاثاء بأن قطاعات مثل الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية وبنيتها التحتية ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي ستدفع الطلب الصناعي إلى الارتفاع حتى عام 2030.
وتواصل مخزونات الفضة العالمية الانخفاض في وقت دعمت توقعات خفض مجلس الاحتياطي لأسعار الفائدة الطلب.
أسعار الذهب مع ترقب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي
واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 4210.79 دولار للأوقية بحلول الساعة 10:06 بتوقيت أبوظبي.
وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم فبراير/شباط 0.1% إلى 4238.90 دولار للأوقية.
ويقول آرون هيل من شركة إف بي ماركتس في تصريحات لصحيفة وول ستريت جرونال، "ستكون توقعات الرسم البياني النقطي أساسية للمتابعة، وقد تؤثر على ردة فعل السوق".
ويستبعد المحلل حدوث تحول كبير في السوق نظرًا لمستويات عدم اليقين المرتفعة بعد إغلاق الحكومة الأمريكية لفترة طويلة، حيث يتوقع خفضًا واحدًا فقط لسعر الفائدة العام المقبل.
وفي الوقت نفسه، قد يؤدي اختيار رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى إعادة تشكيل التوقعات للعام المقبل وزيادة التقلبات المتعلقة بالتضخم وأسعار الفائدة.
من المرجح أن يؤثر عدم اليقين الجيواقتصادي على أداء الذهب في عام 2026
وأشار مجلس الذهب العالمي في مذكرة بحثية إلى أن توقعات أداء الذهب لعام 2026 ستتأثر على الأرجح باستمرار حالة عدم اليقين الجيواقتصادي.
وأوضح المجلس أن الأحداث غير المتوقعة، مثل تعريفات "يوم التحرير" التي فرضها ترامب هذا العام، يصعب التنبؤ بها، مضيفًا أن وتيرة الأحداث ذات المخاطر القصوى آخذة في الازدياد.
ويرى المجلس أن عوامل تباطؤ النمو الاقتصادي، والسياسات التيسيرية، والمخاطر الجيوسياسية المستمرة، قد تدعم الذهب بدلًا من أن تُضعفه.
ومن المرجح أن يحتفظ المستثمرون ببعض استثماراتهم في الذهب نظرًا لعدم القدرة على التنبؤ بالديناميكيات الجيواقتصادية الحالية.
وأضاف المجلس، "في عالم باتت فيه الصدمات والمفاجآت هي القاعدة، تظل قدرة الذهب على توفير التنويع والحماية من الخسائر ذات أهمية بالغة".
يؤكد الخبراء استمرار الاتجاه الصعودي
وعلى الرغم من انخفاض يوم الثلاثاء، يعتقد بعض المحللين أن الاتجاه العام لا يزال إيجابياً.
وصرح بونمودي ر، الرئيس التنفيذي لشركة إنريتش موني، بأن المعادن النفيسة لا تزال تتداول بميل صعودي قوي، مدعوماً بأنماط سعرية صاعدة على مدى عدة أشهر.
وأضاف، "كل انخفاض تصحيحي يجذب عمليات شراء قوية بالقرب من مستويات الدعم الدنيا للاتجاه، مما يشير بوضوح إلى استمرار ارتفاع القمم والقيعان، ويعزز سيطرة الاتجاه الصعودي على المدى المتوسط".
وأوضح، "يتداول الذهب في بورصة السلع المتعددة (MCX) لشهر فبراير/شباط بالقرب من 129,952 روبية، متتبعاً عن كثب الاتجاه الصعودي العالمي، مع تلقيه دعماً من ضعف الروبية".
ووفقاً له، يظل مستوى 129,200 روبية دعماً رئيسياً على المدى القصير، وطالما بقي ثابتاً، فقد يتحرك الذهب نحو منطقة 130,000-131,000 روبية.