الذهب يسجل سعرا تاريخيا.. خطوات قليلة نحو قمة الـ2000 دولار
الذهب يرتفع بشكل كبير إذ وصل إلى مستوى قياسي بلغ 1944,71 دولار
بلغ سعر الذهب مستويات قياسية اليوم الإثنين، في وقت سارع المستثمرون لشرائه باعتباره ملاذا آمنا، ليتجاوز بفارق كبير مستواه القياسي في عام 2011.
ووسط قلق بشأن التوتر بين الولايات المتحدة والصين وارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19 مجددا حول العالم وعدم تسجيل تقدم في واشنطن بشأن حزمة جديدة لتحفيز الاقتصاد، يرى المحللون أن المعدن الثمين قريب من قمة الـ"2000 دولار".
وبعد أشهر من التحسن في أسواق الأسهم مدفوعا بدعم بتريليونات الدولارات من الحكومات والبنوك المركزية، يعيد المستثمرون التفكير في التداعيات الاقتصادية طويلة الأمد لفيروس كورونا المستجد.
- الذهب يصعد على سلم "ضحايا كورونا" مستهدفا قمة الـ2000 دولار
- أسعار الذهب تتخطى 2000 دولار في 2021.. إليك الأسباب
وفي وقت تدفع تدابير التخفيف الواسع للقيود النقدية التي وضعها الاحتياطي الفيدرالي الدولار للانخفاض مقابل معظم باقي العملات، يرتفع الذهب بشكل كبير، إذ وصل إلى مستوى قياسي بلغ 1944,71 دولار، وهو سعر أعلى بكثير من المستوى القياسي السابق الذي سجله في 2011 وبلغ 1921,18 دولار.
وارتفع الذهب في التعاملات الفورية 1.6% إلى 1931.50 دولار للأوقية بحلول الساعة 0627 بتوقيت جرينتش بعدما سجل مستوى قياسيا عند 1944,71 دولار. وكسب الذهب في التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 1.6% إلى 1927.50 دولار.
وارتفع سعر الذهب بأكثر من 27% منذ مطلع العام.
وتتركز الأنظار على الاجتماع المقبل للاحتياطي الفيدرالي لمناقشة سياساته هذا الأسبوع، إذ يتوقع البعض بأن يتم فرض مزيد من الإجراءات لتعزيز الاقتصاد (معدلات فائدة سلبية على الأرجح)، ما يتوقع أن يزيد الضغط على الدولار ويرفع سعر سبيكة الذهب إلى أكثر من ألفي دولار.
وقالت سوني كوماري المحللة الاستراتيجية للسلع في إيه.إن.زد إن الذهب " في وضع ممتاز للتحرك صعودا" وسط أزمة الفيروس وسعي البنوك المركزية للحصل على سيولة.
وتابعت "يحصل على مزيد من الدعم من انخفاض العائدات وضعف الدولار والتوتر الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين. الطلب على (الذهب) الملاذ الآمن يتزايد في حين لم يعد هناك طلب على الدولار الأمريكي".
وهناك قلق كذلك من أن يتسبب تسجيل نتائج أسوأ من المتوقع في إجمالي الناتج المحلي الأمريكي للربع الثاني من العام بعمليات بيع كبيرة للدولار.
وبينما شكّل ضعف الدولار محرّكا رئيسيا لارتفاع سعر الذهب، إلا أن الأمر مدفوع كذلك بجاذبية المعدن كملاذ في أوقات الاضطرابات خصوصا في ظل تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين يوما بعد يوم.
وأفاد كبير المحللين المتخصصين بالموارد لدى "ماينلايف" للاستشارات جافن ويندت أنه "لا يمكن تجنّب المكاسب القوية في وقت ندخل مرحلة أشبه بالأجواء التي سادت في أعقاب الأزمة المالية العالمية حيث ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية نتيجة المبالغ الكبيرة من أموال الاحتياطي الفيدرالي التي يتم ضخها في المنظومة المالية".
وقال ستيفن اينس من "أكسي كورب" في مذكرة نشرت الإثنين إن "الذهب بات بالتأكيد الملاذ الآمن حاليا" في حين أن الاستثمارات الأخرى "إلى انهيار" كالسندات السيادية التي تتأثر نتيجة التدخل الكبير للمصارف المركزية.
ونزلت العملة الأمريكية لأدنى مستوى في نحو عامين مع رهانات متزايدة على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيشير إلى تحول آخر في السياسات صوب التيسير حين يجتمع هذا الأسبوع مما ينطوي على إبقاء أسعار الفائدة منخفضة لفترة أطول.
ونزلت العملة الأمريكية لأقل مستوى في 4 أشهر أمام الين الياباني وأدنى مستوى في 22 شهرا أمام اليورو وأقل مستوى في 5 أعوام أمام الفرنك السويسري.
وارتفع اليورو 0.5% إلى 1.1725 دولار وزاد الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي بنفس الوتيرة، في حين سجل الجنيه الإسترليني والدولار السنغافوري ذروة 4 أشهر ونصف الشهر.
وسجل الإسترليني 1.2842 دولار واستقر الدولار الأسترالي عند 0.7134 أمام نظيره الامريكي والدولار النيوزيلندي عند 0.6675 دولار أمريكي منخفضا على نحو طفيف عن أعلى مستوياته منذ يناير/ كانون الثاني الماضي.
ويجتمع مجلس الاحتياطي الاتحادي يومي الثلاثاء والأربعاء بعدما أظهرت بيانات الأسبوع الماضي تعثر التعافي سوق العمل في الولايات المتحدة. وفي حين لا يُنتظر صدور إعلانات مهمة، يتوقع محللون احتمال أن يشرع صانعو السياسات في التمهيد لتحرك آخر في سبتمبر/ أيلول القادم أو الربع الأخيرة.
- الفضة والبلاتين.. قفزة كبيرة
وانضمت الفضة للاتجاه الصعودي وقفزت أكثر من 6% إلى 24.36 دولار وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2013.
وارتفع البلاتين 2.1% إلى 933.07 دولار وكسب البلاديوم 1.4% إلى 2250.47 دولار.