الذهب لأعلى قمة منذ 14 عاما.. والنفط يتراجع «تحت الضغط»

يواصل الذهب تسجيل مكاسب استثنائية فيما يتراجع النفط وسط توقعات بزيادة إنتاج «أوبك+» واستئناف صادرات كردستان العراق.
وبحلول الساعة 10:34 بتوقيت أبوظبي، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1% إلى 3870.14 دولار للأوقية (الأونصة).
وقفز المعدن النفيس بنسبة 12.3% حتى الآن في سبتمبر/أيلول، ويتجه لتسجيل أفضل ارتفاع شهري بالنسبة المئوية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2009.
وصعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول بنسبة 1.1% إلى 3897.80 دولار.
وقال تيم ووترر كبير محللي الأسواق في شركة كيه.سي.إم تريد "يثير الإغلاق الحكومي الوشيك حالة من عدم اليقين في السوق، مما ساهم في تسريع مكاسب الذهب".
وأضاف "يبدو الآن أن مستوى 4000 دولار هو هدف يمكن للذهب أن يحققه بحلول نهاية العام، في حين أن متغيرات السوق مثل انخفاض أسعار الفائدة والتوتر الجيوسياسي المستمر لا تزال تصب في صالح المعدن النفيس".
ولم يحرز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ما يبدو أي تقدم خلال اجتماعه بالديمقراطيين لتجنب إغلاق الحكومة الذي قد يعطل مجموعة واسعة من الخدمات بدءا من غد الأربعاء.
وأدت بيانات اقتصادية صدرت مؤخرا إلى زيادة التوقعات بأن يقدم مجلس الاحتياطي الاتحادي على إجراء المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام.
ويرى المتعاملون فرصة بنسبة 89% تقريبا لتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الاتحادي في أكتوبر/تشرين الأول، وذلك وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي.
وقال ألبرتو موساليم رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي في سانت لويس إنه منفتح على المزيد من التخفيضات، لكنه أضاف أن على مجلس الاحتياطي الاتحادي توخي الحذر والحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة بما يكفي للاستمرار في مواجهة التضخم.
ويزدهر الذهب، الذي غالبا ما يُستخدم كمخزن آمن للقيمة في أوقات عدم اليقين السياسي والمالي، في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
وذكر صندوق إس.بي.دي.آر جولد تراست، وهو أكبر صندوق متداول في البورصة مدعوم بالذهب في العالم، أن حيازاته ارتفعت 0.60% إلى 1011.73 طن أمس الاثنين، وهو أعلى مستوى لها منذ يوليو/تموز 2022.
ويترقب المستثمرون بيانات أمريكية يوم الجمعة حول الوظائف الشاغرة والوظائف في القطاع الخاص ومؤشر مديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية الذي يصدره معهد إدارة التوريدات، وتقرير الوظائف غير الزراعية للحصول على مزيد من المؤشرات حول قوة الاقتصاد.
وأكدت وزارة العمل الأمريكية أمس الإثنين أن هيئة الإحصاء التابعة لها ستعلق نشر البيانات، بما في ذلك تقرير التوظيف الشهري لسبتمبر/أيلول، والذي يحظى بمتابعة وثيقة، في حال حدوث إغلاق جزئي للحكومة.
النفط بين الضغوط والتوازنات
على النقيض، تراجعت أسعار النفط وسط توقعات بزيادة المعروض.
فقد هبط خام برنت تسليم نوفمبر/تشرين الثاني بنسبة 0.69% ليسجل 67.50 دولار للبرميل، بينما انخفضت العقود الأكثر نشاطًا لشهر ديسمبر/كانون الأول إلى 66.66 دولار. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.63% إلى 63.05 دولار للبرميل.
ويأتي هذا الهبوط استكمالًا لخسائر حادة بلغت أكثر من 3% في الجلسة السابقة، وهي الأكبر منذ بداية أغسطس/آب.
ويرجع ذلك إلى استئناف صادرات الخام من إقليم كردستان العراق عبر تركيا بعد توقف دام أكثر من عامين، في أعقاب اتفاق مؤقت أنهى حالة الجمود.
كما تشير تسريبات إلى أن تحالف «أوبك+» قد يقر زيادة جديدة في إنتاج النفط لا تقل عن 137 ألف برميل يوميًا في اجتماعه المقبل الأحد المقبل، وهو ما يزيد الضغوط على الأسعار.
ويؤكد محللون أن الأسواق النفطية أصبحت أسيرة لمعادلة معقدة: فمن جهة هناك مخاطر مستمرة على الإمدادات نتيجة الهجمات الأوكرانية المتكررة على المصافي الروسية، ومن جهة أخرى يلوح في الأفق شبح فائض المعروض وضعف الطلب العالمي، وهو ما يجعل التوازن هشًا ويضع المستثمرين في حالة ترقب حذر.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز