أرقام تاريخية.. ماذا فعل الدولار التحوطي في سعر الذهب بمصر؟ (تحليل)
انطلق سعر الذهب في مصر نحو الارتفاع ليسجل مستويات تاريخية بشكل يومي، وذلك على الرغم من توقف التداول في الأسواق المالية العالمية لعطلة عيد الميلاد المجيد.
بينما يستمر سعر صرف الدولار في السوق الموازية عند مستويات قياسية تدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم عند المستوى 3085 جنيها للغرام، قبل أن يرتفع بمقدار 65 جنيها ليتداول وقت كتابة التقرير عند مستوى 3150 جنيها للغرام، وكان قد ارتفع يوم أمس بمقدار 35 جنيها حيث أغلق عند مستوى 3085 جنيها وكان قد افتتح جلسة الأمس عند 3050 جنيها للغرام، وفقا لـ"جولد بيليون".
الارتفاع المستمر في أسعار الذهب يأتي في ظل تسجيل سعر الدولار في السوق الموازية مستويات قياسية ليسهم هذا بشكل رئيسي في ارتفاع الذهب الذي يتم تسعيره باستخدام الدولار في السوق الموازية.
حاليا سعر الدولار التحوطي المستخدم في تسعير الذهب تخطى سعر الدولار في السوق الموازية، وهو ما يدل على تزايد الإقبال على الذهب كتحوط خلال الفترة الحالية خاصة منذ أن أعلن البنك المركزي المصري يوم الخميس الماضي عن تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير، كما يشهد سوق الذهب تراجعا في المعروض.
قرر البنك المركزي المصري تثبيت سعر الفائدة على الإيداع والإقراض في آخر اجتماعات لجنة السياسات النقدية العام الجاري 2023، حيث أبقى سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند مستوى 19.25% و20.25% و19.75% على الترتيب، كما تم الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند مستوى 19.75%.
بقاء أسعار الفائدة دون تغيير يعني استمرار الأوضاع الحالية في السوق المحلي دون تغيير، وبالتالي ترجمت الأسواق هذا أن المركزي المصري لن يلجأ إلى طرح شهادات ادخار بعوائد أعلى خلال الفترة القادمة خاصة مع استحقاق شهادات الـ25% في يناير/كانون الثاني المقبل.
شهادات الـ25% ستضخ سيولة نقدية مرتفعة في الأسواق وهو ما سيعمل على زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن وتحوط وبالتالي ترتفع الأسعار بشكل أكبر، ونتيجة لهذا بدأ التأثير بشكل سريع على أسعار الذهب قبل نهاية العام ليسجل المستويات التاريخية التي نشهدها حالياً.
قرار تثبيت الفائدة من المركزي المصري يعني أن الموازنة العامة للدولة لن تتحمل تكلفة الفائدة المرتفعة، وبالتالي لن تكون هناك أوعية ادخارية تستوعب هذه السيولة النقدية الضخمة التي سينتج عنها ارتفاع من جديد في الأسعار ومعدلات التضخم، وهو ما يزيد من الطلب على الذهب حالياً ويعمل على زيادة أسعاره باعتباره التحوط الأساسي في الأسواق ضد التضخم وانخفاض القيمة الشرائية للعملة.
البنك المركزي المصري فضل اتباع سياسة الانتظار وترقب المستجدات خاصة في ظل مفاوضات مستمرة مع صندوق النقد الدولي لإعادة تفعيل برنامج إقراض مصر مع إمكانية زيادة القرض من 3 مليارات دولار إلى 6 مليارات.
ويبقى الحذر في الأسواق المالية وأسواق الذهب وسط ترقب لأي قرارات جديدة ستصدر مع بداية العام، وهو ما ينعكس على سوق الذهب والدولار الموازي بارتفاع في الطلب وبالتالي ارتفاع في مستويات الأسعار.
هذا وقد أعلنت شركة سنتامين العالمية صاحبة امتياز التنقيب عن الذهب في منجم السكري ارتفاع احتياطي المعادن المؤكدة والمحتملة للمنجم بنسبة 10% لتصل إلى 5.8 مليون أونصة بالمقارنة مع الاحتياطي السابق عند 5.3 مليون أونصة طبقا لتقرير أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
توقعات أسعار الذهب المحلية
استكمل سعر الذهب المحلي سلسلة الارتفاعات وتسجيل المستويات التاريخية خلال تداولات اليوم الإثنين ليسجل مستوى تاريخيا جديدا عند 3150 جنيها للغرام عيار 21 وذلك على الرغم من غياب السوق العالمية بسبب عطلات عيد الميلاد المجيد، ولكن يبقى سعر صرف الدولار في السوق الموازية عند مستويات قياسية تدفع أسعار الذهب لمزيد من الارتفاع.
اليوم تخطى الذهب المحلي مستهدفه عند 3100 جنيه للغرام ليتخطاه ويسجل مستوى تاريخيا جديدا عند 3150 جنيها للغرام مع استمرار الزخم الصاعد ليضع مستهدفات جديدة عند 3200 جنيه ومن بعده 3250 جنيها للغرام.
aXA6IDEzLjU5LjExNi4zMyA= جزيرة ام اند امز