خبراء لـ“العين الإخبارية": مصر والإمارات شراكة يعززها "التميز الحكومي"
يعد التعاون المصري- الإماراتي في مجال التحديث الحكومي، أحد أوجه علاقات الشراكة الاستراتيجية الواسعة بين البلدين في جميع المجالات.
يعد التعاون المصري- الإماراتي في مجال التحديث الحكومي، أحد أوجه علاقات الشراكة الاستراتيجية الواسعة بين البلدين في جميع المجالات.
وبحسب خبراء لـ"العين الإخبارية" فإن "الإمارات أضحت مؤخراً أحد أهم شركاء مصر الاستراتيجيين، حيث تضطلع القاهرة للاستفادة من التطور الكبير الذي يشهده الجهاز الحكومي بالإمارات، في ظل خططها للتحول الرقمي".
وتعلن الحكومة المصرية، الخميس، أسماء الفائزين بجائزة التميز الحكومي التي أطلقتها بدعم وشراكة إماراتية يوليو/تموز 2018، ضمن الخطط التنفيذية لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية في التحديث الحكومي بين البلدين.
- إعلان الفائزين بجائزة مصر للتميز الحكومي بشراكة إماراتية الخميس
- برعاية محمد بن راشد.. إطلاق "جائزة التميز الحكومي العربي"
وتعد الجائزة أحد أهم مخرجات اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في التحديث الحكومي بين البلدين، التي تستهدف التعاون وتبادل الخبرات وقصص النجاح في العمل الحكومي.
الدكتور مصطفى أبوزيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، قال إن التعاون بين مصر والإمارات يأخذ أوجهاً متعددة، وفي تزايد مستمر، ومنه شراكة تطوير الأداء الحكومي في مصر، التي تأتي ضمن رؤية مصر 2030، للارتقاء بالأداء الحكومي وتحفيز الموظفين الحكوميين على التميز والإبداع والابتكار، وتشجيع المنافسة بين مختلف الهيئات الحكومية.
وأوضح أبوزيد لـ"العين الإخبارية" أن تلك الشراكة تشمل عدة محاور رئيسية على رأسها تدريب مئات الموظفين على التميز الحكومي، وعقد ورشة عمل للتعريف بمنظومة التميز الحكومي في مختلف المؤسسات الحكومية.
أضاف الخبير الاقتصادي أن الإمارات تتمتع بخبرات كبيرة في مجال بناء جهاز إداري حديث للدولة، ولذلك تتطلع مصر للاستفادة منها في مخططها للتحول الرقمي، باعتبارها أحد أهم شركائها في الفترة الراهنة سياسياً واقتصادياً.
ومنذ تفعيلها قبل 16 شهراً، شهدت اتفاقية الشراكة في التحديث الحكومي بين الإمارات ومصر تحقيق العديد من الإنجازات المهمة، التي كان من أبرزها عقد النسخة الأولى من مؤتمر مصر للتميز الحكومي بمشاركة إماراتية واسعة، وإطلاق جائزة مصر للتميز الحكومي، وإطلاق جائزة مصر لتطبيقات الخدمات الحكومية لطلبة الجامعات، وتنفيذ عدد كبير من ورش العمل لموظفي الحكومة المصرية من مختلف الوزارات والقطاعات والمحافظات.
ووفقاً لخالد مصطفى، المشرف على جائزة مصر للتميز الحكومي، فإنه تم تدريب 3699 متدرباً وفقاً لمعايير التميز الحكومي لجائزتي المؤسسة الحكومية المتميزة وجائزة الوحدة المتميزة في تقديم الخدمات الحكومية، فضلاً عن تنفيذ ورش عمل مكثفة لـ1128 متدرباً على الموضوعات ذاتها.
وترسخ الشراكة الإماراتية - المصرية نموذجاً ملهماً للتعاون العربي المشترك باتجاه تعزيز التنمية، وقد وصل إجمالي الاستثمارات الإماراتية المباشرة في السوق المصري إلى 5.9 مليار دولار بنهاية 2018 خلال آخر 4 سنوات، لتمثل الإمارات ثاني أكبر دولة عربية في قائمة الدول المستثمرة بمصر، كما تشير التوقعات إلى نمو التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
من جهته، توقع الخبير الاقتصادي أبوبكر الديب أن يؤدي التحديث الحكومي المصري إلى تحقيق الحوكمة والشفافية ومحاربة الفساد وهدر المال العام، كما سيؤدي إلى خفض تدريجي لمعدل الدين الحكومي مقابل الناتج المحلي ليصل إلى 77.5% بنهاية يونيو/حزيران 2022، وخفض أعباء فاتورة خدمة الدين وزيادة الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.6 تريليون جنيه بنهاية عام 2021 - 2022 مقارنة بـ3.5 تريليون في عام 2017 - 2018، بزيادة تقترب من 1.02 تريليون جنيه، بمتوسط معدل نمو سنوي 6.5%، ما يتيح موارد أكثر للإنفاق على التنمية كالتعليم والصحة، وخلق فرص عمل جديدة تحسين مستوى معيشة المواطنين.
ونوه الديب، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، بأن الإمارات تمتلك رصيداً إدارياً حكومياً عصريا قابل للتصدير لجميع دول العالم، حيث تعتمد رؤية الإمارات أن تكون عاصمة للفكر الإداري الحديث ومحطة لأفضل الممارسات في الإدارة الحكومية المستقبلية.
وأشار إلى مساعي الإمارات إلى نقل تجربتها في التحديث الحكومي لدول أخرى مثل الأردن وأوزبكستان، باعتبارها تقدم نموذجاً ناجحاً في تحقيق جميع المستهدفات التي حددتها الدولة في رؤية الإمارات 2021 على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والتنموي.
ويشارك وفد وزاري إماراتي برئاسة محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل بالإمارات، في حفل يوم الخميس، لإعلان أسماء الفائزين بالجائزة، التي أطلقت تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.