مصير غامض لقرينة موجابي.. هل تلجأ لسنغافورة؟
جريس موجابي لا تتمتع بشعبية، ومع وفاة زوجها، قد يكون رصيدها ومستقبلها في البلاد مهددا.
ربما يختبر شعب زيمبابوي الآن مشاعر مختلطة حيال وفاة الرئيس السابق روبرت موجابي؛ فرغم أن البعض يراه كان "مستبدا" ترك بلاده في حالة انقسام وعوز، لكنه في نفس الوقت كان الأب المؤسس للبلاد الذي وضع نهاية لحكم أصحاب البشرة البيضاء.
جريس موجابي (54 عامًا)، قرينة الرئيس الراحللا تشارك زوجها إرثه المعقد؛ فهي لا تتمتع بشعبية في عدة مناحي، والآن مع وفاة زوجها قد يكون رصيدها ومستقبلها في البلاد مهددًا.
تزوجت جريس من موجابي في أجواء احتفالية فخمة عام 1996، بعد وفاة زوجته الأولى سالي بأربعة أعوام، وأنجب منها ثلاثة أطفال. حينها، كان وصفه بمحرر زيمبابوي قد أصبح ذكرى بعيدة؛ إذ برز تحوله نحو النهج الاستبدادي عام 1983، عندما أرسل الوحدة الخامسة لسحق المعارضين في بولاوايو، الأمر الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من مواطني زيمبابوي، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وبدأ موجابي وأسرته إدارة البلاد كما لو كانت قطاعهم الخاص، وأصبحت زوجته شخصية تسعى وراء المرح، إذ حصلت على لقب "جوتشي جريس" بسبب رحلات تسوقها في العواصم الأوروبية، وتواصل إسرافها في الإنفاق نهاية الألفينيات، في نفس الوقت الذي شهد فيه اقتصاد البلاد حالة انهيار، ومع بروز طموح جريس السياسي بحلول عام 2014، كان زوجها حريصا على تقديم دعمه.
لكن الأمر الذي آثار التعجب كان عندما حصلت جريس، غير المعروفة بمهاراتها الأكاديمية، على الدكتوراه من جامعة زيمبابوي، ثم تقلدت منصب رئيس رابطة المرأة في حزب "زانو" الحاكم، وهو المنصب الذي منحها مقعدا بقلب جهاز صنع القرار القوي للحزب، المكتب السياسي، ثم لاحقًا ورغم قلة خبرتها السياسية، أعلنت رغبتها في أن تصبح رئيسة للبلاد.
نظمت جريس حملة ضد الخصوم السياسيين، حتى نجحت في الإطاحة ببعضهم، من بينهم نائبة الرئيس السابق جويس موجورو، لكن أكبر أخطائها كان الوقوف ضد إيمرسون منانجاجوا، اليد اليمنى لموجابي، الذي كان يتمتع بقاعدة أتباع قوية في جيش زيمبابوي وبين المحاربين القدامى الذين خاضوا نضال التحرير.
في خطاب الرئيس منانجاجوا للأمة بعد وفاة موجابي، كانت كلماته طيبة قدم فيها خالص التعازي لجريس، وأثنى على وقوفها بجانب زوجها حتى النهاية، ربما قد تقدم تلك الكلمات فكرة عن مستقبل جريس في البلاد، رغم أنها كانت بالتأكيد بعيدة كل البعد عن الكلمات التي قالتها عنه منذ بضعة أعوام؛ إذ أهانته علنا، وكان هذا هو أسلوبها في تحذير كل من رأت أنهم يحاولون الاستيلاء على منصب زوجها.
الآن وما إن تنتهي مراسم جنازة موجابي، ربما ستجد جريس نفسها مكشوفة من جميع الجهات، لذا ربما سيكون أفضل قرار الآن أمامها هو أن تمضي باقي حياتها في سنغافورة، حيث مات موجابي، وبعيدًا عن الناس الذين حاولت تدميرهم.
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA== جزيرة ام اند امز