حفيدة الشعراوي تدافع عن جدها بضراوة وتهاجم منتقديه: "سفهاء" (حوار)
ضجّة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي شهدتها مصر بعد الإعلان عن اقتراح لتجسيد سيرة الشيخ الشعراوي على المسرح القومي في شهر رمضان.
وسارع قطاع كبير من المثقفين على رأسهم وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني لرفض الفكرة، فيما تقدمت النائبة فريدة الشوباشي، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة يرفض تقديم عمل مسرحي يجسّد سيرة الشيخ محمد متولي الشعراوي.
"العين الإخبارية" تواصلت مع سعاد محمد عبدالرحيم محمد متولي الشعراوي، حفيدة العالم الأزهري الشهير، لتوضيح موقف الأسرة من العمل المسرحي والجدل الدائر حالياً.
هل تواصل معكم القائمون على فكرة مسرحية الشعراوي؟
نعم. تواصل معنا صاحب الفكرة، وطلبنا منه التواصل مع الشيخ سامي، نجل الشيخ الشعراوي.
وما رأيك في فكرة تقديم المسرحية؟
بشكل عام جميع أفراد الأسرة غير موافقين على تقديم هذه المسرحية.
وما رأي الشيخ سامي؟
الشيخ سامي رفض الفكرة بعد أن تواصل معه القائمون على المسرحية، لأنه وجد أنهم يصرّون على تقديم شخصية الشعراوي من خلال رؤيتهم ووجهة نظرهم، وليس اعتماداً على تفاصيل حياة الشعراوي.
وما سبب رفضكم؟
خوفاً من تكرار ما حدث من قبل في أحداث مسلسل "إمام الدعاة" للفنان حسن يوسف، فكثير من أحداث المسلسل لم تكن حقيقية.
ولماذا قدّم حسن يوسف سيرة الشعراوي بهذا الشكل؟
السبب في ذلك أن الفنان حسن يوسف بعد أن طرح الفكرة على أبناء الشيخ الشعراوي، عرض الشيخ سامي أن يروي له كثيراً من تفاصيل حياة الشعراوي ليعرّفه أكثر على شخصيته وأصدقائه وكثير من أمور حياته، ولكن هذا الأمر قوبل بالرفض من قبل حسن يوسف، وطلب من الشيخ سامي عدم التدخل في المسلسل، وقال له إنه سيقوم بتقديم الشخصية من خلال رؤيته الخاصة، وفوجئنا بالنتيجة أنه اختصر المسلسل على موضوعات معينة.
لماذا برأيك؟
أعتقد أن الفنان حسن يوسف أصر على ذلك رغبة منه في عدم التوسع في الشخصية، أو أنه كان مقيدًا بميزانية معينة للمسلسل.
كيف استقبلت الأسرة المسلسل بعد عرضه؟
كنّا نأمل في أن تتلقى الأجيال الجديدة جميع المعلومات بشكل صحيح عن حياة الشيخ الشعراوي، لكن ذلك لم يحدث، لذا فنحن نرفض تكرار التجربة.
"إمام الدعاة" حقق نجاحاً كبيراً بالرغم من اعتراضكم.. ما السبب؟
نجاح المسلسل والمشاهدات التي حققها بسبب حب الجمهور للشيخ الشعراوي، لكن هناك الكثير من الأحداث والقصص في حياة الشعراوي لم يتم عرضها، وكان من الممكن تقديمها لكشف حقيقة شخصية الشيخ الشعراوي.
ما تعليقك على تصريحات الناقد الفني طارق الشناوي بشأن الشعراوي؟
الشيخ الشعراوي قامة كبيرة، وساعد في تعليم الكثيرين أمور دينهم، وإذا تمّ تقديم حياته بالشكل الصحيح سيستفيد الكثير من الأجيال الجديدة من علمه، وأتمنى أن ينشغل الشناوي بالفن والفنانين فقط، ويبتعد عن أهل العلم والدين.
الشناوي قال لـ"العين الإخبارية": "في رأيي، آراء الشيخ الشعراوي تبتعد تماما عن العصر، وأفكاره كانت دائمًا سلبية تجاه الفن، ومنها الدعوة لتحجيب الفنانات، ودفع الكوميديان الجميل حسن عابدين للاعتزال، ودفع حسن يوسف إلى التزمت".
واعتبر "الشناوي" أن آراء الشعراوي كانت تحضّ ضد المسيحيين وتهمّش دور العلم: "الشعراوي كان يرفض زراعة الأعضاء، وإذا كان هناك مريض يخضع لجلسات غسيل كلوي كان يدعوه لوقف العلاج ولقاء الله!".
ووصف الناقد الفني المصري آراء الشيخ الشعراوي بـ"الرجعية"، منتقدًا إدراج اسمه في خطة المسرح القومي للاحتفاء برموز الوطن، قائلًا: "كان على المسرح القومي أن ينظر جيدًا، قبل أن يقع اختياره على الشعراوي".
ويرى "الشناوي" أن المجتمع المصر يعاني حاليًا من "انغلاق الفكر"، مضيفًا: "لا ننتظر من المسرح القومي أن يعمّق هذا الانغلاق"، مشيرًا إلى أن وزارة الثقافة لم تعلن صراحة التراجع عن إنتاج مسرحية الشعراوي.
وما رأيك في الهجوم على الشيخ الشعراوي عامة؟
الشخص الذي يهاجم الشيخ الشعراوي شخص سفيه وهدفه هو الظهور ليس أكثر.
رسالتك لمت يتهمون الشعراوي بالتعصب؟
الشيخ الشعراوي لم يكن متعصباً أبداً، ودائماً كان يميل في أحاديثه وتفسيره للبساطة ولذلك أحبه الملايين.
ما تعليقك على سجود الشيخ الشعراوي شكراً لله بعد هزيمة 1967؟
هذا الأمر مردود عليه ويروّجه مَن يريد أن يتهم الشيخ في وطنيته، وهو لم يكن عدواً لبلده، وما قام به وقت النكسة هو أنه حمد لله سبحانه وتعالى، وقال: إن الله عز وجل لم يأت إلا بالخير دائمًا، وحمد الله على ما وصلت له البلد، فهو كان يخشى أن يحدث أكثر من ذلك.
ما تفاصيل وفاة الشيخ الشعراوي؟
قبل وفاة الشيخ الشعراوي كان محتجزًا بالمستشفى، لكنه طلب نقله إلى المنزل، وقال للمحيطين "عاوز أموت على سريري"، وقبل الوفاة بـ3 أيام امتنع عن الطعام والشراب، وتجمّع حوله أولاده وأحفاده، وطلب منهم أن يساعدوه في الاستحمام، وبعد أن انتهوا من ذلك، طلب منهم أن يجلس بمفرده.
وأراد ابنه الشيخ عبدالرحيم الاطمئنان عليه، وذهب لغرفته ولكن بمجرد أن فتح الباب ودخل الغرفة، قال له الشيخ الشعراوي: لما دخلت أكثر من مرة فالنبي يجلس معي والملائكة حولي.
وطلب منه الشيخ الشعراوي فتح المقبرة وتجهيزها وقال "إنه سيكون في بلدته يوم الأربعاء"، وبالفعل توفي يوم الأربعاء الذي حدده.