«الشيطان في أوزارك» يهرب من سجن أمريكي شديد الحراسة

تمكن نزيل مدان بجرائم قتل واغتصاب من مغادرة سجن مشدد الحراسة في أركنساس متنكرًا بزيّ مطبخ ومستخدمًا بطاقة مصنوعة يدويًا، ما كشف عن ثغرات أمنية جسيمة.
في حادثة صنّفها المسؤولون بأنها واحدة من أكثر حالات الهروب تعقيدًا في تاريخ سجون الولاية، فرّ غرانت هاردين، الذي يُلقّب بـ"الشيطان في أوزارك"، من وحدة شمال وسط كالكو روك في ولاية أركنساس بتاريخ 25 مايو/ أيار، بعدما ارتدى زيًا شبيهًا بملابس عمال المطبخ صنعه بنفسه، مستخدمًا مزيجًا من الأقمشة وبطاقات ملفقة، حيث نجح في خداع أحد الحراس وطلب منه فتح البوابة الرئيسية دون أي تحقق من هويته.
تفاصيل هروب غرانت هاردين وإعادة القبض عليه
هذا الهروب لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة ستة أشهر من التخطيط المتقن داخل مرافق المطبخ، حيث استطاع هاردين جمع المواد اللازمة وتنفيذ خطته دون أن يثير الانتباه. احتفظ بالزي المزيف في قاع سلة قمامة لم تخضع للتفتيش، في ظل ثغرات واضحة في الإجراءات الأمنية اليومية داخل السجن.
فور خروجه، أطلقت السلطات حملة موسعة شاركت فيها فرق من الشرطة المحلية والاتحادية، وكلاب تتبع، وطائرات بدون طيار، ومروحيات. لكن العواصف المطيرة عطّلت عمليات التمشيط والبحث، ما سمح لهاردين بالتوغل في غابات أوزارك لمسافة تقارب 1.5 ميل فقط من السجن قبل أن يُقبض عليه في 6 يونيو/ حزيران، بعد أسبوعين من المطاردة المكثفة.
خلال فترة اختبائه، اعتمد هاردين على موارد الطبيعة للبقاء، إذ تناول التوت البري، والنمل، وبيض الطيور، بالإضافة إلى أطعمة هربها مسبقًا من داخل السجن. وكان يشرب من الجداول وأيضًا من ماء جهاز CPAP الخاص به. وتشير إفاداته إلى أنه كان يخطط للبقاء في العراء حتى ستة أشهر قبل محاولة الانتقال غربًا.
تقرير يكشف أخطاء أمنية فادحة في سجن أركنساس
أظهر تقرير داخلي صادر عن وزارة السجون في أركنساس تفاصيل مثيرة للقلق حول الثغرات الأمنية التي استغلها الهارب، أبرزها إمكانية الوصول غير المقيّد إلى رصيف التحميل، وفتح البوابات دون تحقق فعلي من هوية الخارجين، إضافة إلى تأخر التواصل مع وكالات إنفاذ القانون خلال الساعات الأولى من عملية الهروب.
وردًا على تلك الأحداث، باشرت إدارة السجن بتنفيذ مجموعة من الإجراءات التصحيحية، شملت إزالة الأقفال الكهربائية من البوابات الرئيسية، وتركيب كاميرات مراقبة في الزوايا العمياء، وتعزيز آليات تفتيش المناطق الخلفية والغرف الميكانيكية، مع توسيع نطاق فحص المواد المهربة.
يُذكر أن غرانت هاردين كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 80 عامًا بتهم تشمل القتل واثنتين من جرائم الاغتصاب.
كما تناول فيلم وثائقي صدر عام 2023 تحت عنوان الشيطان في أوزارك تفاصيل قضيته الأصلية.
وبالرغم من القبض عليه مجددًا، فإنه نفى تهمة الهروب، ومن المقرر أن يخضع للمحاكمة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.