هروب سجين في حقيبة واعتقاله في قبو.. القصة الكاملة لـ«الجوكر» الفرنسي

أعلنت السلطات الفرنسية القبض على السجين إليازيد. أ، الملقب بـ"الجوكر"، بعد فراره من سجن كوربا قرب ليون بطريقة غير مألوفة، واختبائه لأيام قبل العثور عليه.
بعد ثلاثة أيام من الهروب الذي وُصف بـ"النادر والخطير"، أُعلن صباح الإثنين عن نهاية مطاردة أمنية شديدة التوتر في فرنسا، باعتقال إليازيد. أ، المعروف إعلاميًا بلقب "الجوكر"، بعد أن فرّ بطريقة مبتكرة من سجن كوربا بالقرب من مدينة ليون.
هروب على طريقة الأفلام
بدأت القصة فجر الجمعة، عندما تمكن الشاب البالغ من العمر 20 عامًا، والمحكوم عليه بتهم خطيرة تتعلق بجريمة قتل في إطار جماعة منظمة، وحيازة أسلحة، من الهروب من السجن عبر التسلل داخل حقيبة زميله في الزنزانة الذي كان من المقرر الإفراج عنه، بحسب مجلة "لوبوان" الفرنسية.
ووفقًا لبيان النيابة العامة، فقد استغل إليازيد لحظة الإفراج عن رفيقه، واختبأ داخل أمتعته، ليغادر السجن دون أن يلاحظه أحد.
والغريب أن عملية الهروب لم تُكتشف إلا في اليوم التالي، السبت، ما يطرح تساؤلات حادة حول تدابير المراقبة والتفتيش داخل السجون الفرنسية، ويعزز من الانتقادات الموجهة لإدارة المؤسسات العقابية.
نهاية الهروب.. في قبو مهجور
صباح الإثنين، وفي تمام السادسة صباحًا، تم القبض على "الجوكر" في بلدة "ساتونيه-كامب" الواقعة شمال ليون، بينما كان يخرج من أحد الأقبية، وفق ما أكده بيان رسمي من النيابة. وتم وضعه على الفور رهن الحجز الاحتياطي، بتهم تتعلق بـ"الهروب في إطار عصابة منظمة" و"الانتماء إلى جمعية أشرار".
وفيما لم يُقبض بعد على زميله "المتواطئ"، الذي خرج من السجن قانونيًا وساعد في التمويه، فإن السلطات أكدت أنه ما زال فارًّا، وتتم ملاحقته.
تحقيق داخلي وغضب رسمي
وصفت السلطات الفرنسية هذه الحادثة بـ"النادرة والخطيرة"، إذ قال سباستيان كاول، مدير إدارة السجون بوزارة العدل الفرنسية، في تصريحات لقناة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية: "ما حصل يسلّط الضوء على ثغرات أمنية لا يمكن تجاهلها". وأكد فتح تحقيق داخلي عاجل لمعرفة كيف تمكّن سجين بهذه الخطورة من الهروب دون اكتشاف الأمر إلا بعد 24 ساعة.
وبحسب النيابة العامة، كان إليازيد محتجزًا في إطار تحقيق جنائي من قبل "النيابة العامة المختصة بالجرائم المنظمة في باريس"، بتهم القتل العمد والانتماء إلى عصابة إجرامية. وتم إصدار مذكرة بحث بحقه من قبل وحدة البحث عن الفارين وفرقة مكافحة الجريمة المنظمة، ما قاد إلى توقيفه.
تكرار الهروب يثير القلق في فرنسا
يأتي هذا الهروب في أعقاب حادثة سابقة شهدتها فرنسا في مايو الماضي، عندما فرّ محمد أمرا من قافلة حراسة بعد هجوم مسلح عنيف أثناء نقله إلى المحكمة، في حادث وصفه الإعلام بـ"هجوم من نوع الكوماندوز"، ما يثير القلق المتزايد في الأوساط الأمنية حول قدرات التنظيمات الإجرامية على اختراق المنظومة الأمنية.
وبين أساليب الهروب السينمائية، والتواطؤ من داخل الزنازين، والصمت الأمني المريب لساعات طويلة، تكشف عملية القبض على "الجوكر" عن ثغرات أمنية خطيرة، وتعيد إلى الواجهة الحاجة الماسة إلى إصلاح شامل في قطاع السجون ومراقبة النزلاء ذوي الخطورة العالية في فرنسا، بينما تواصل السلطات مطاردة كل من ساعد في تنفيذ هذه العملية التي أربكت العدالة وأحرجت الأمن الفرنسي أمام الرأي العام.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTc1IA== جزيرة ام اند امز