مشاهد مروعة وفضائح.. أسرار جديدة عن "بارتي جيت" تحاصر جونسون
دفع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ببراءته حول انتهاكات ما بات يعرف بـ"بارتي جيت" لكن سلسلة الفضائح لا تزال تحاصره.
وكشف تقرير مؤلف من 37 صفحة، وأعدته محققة الأخلاقيات البريطانية، الكثير من الانتهاكات التي وقعت في المقر الحكومى 10 داونينج ستريت، مطالبة رئيس الوزراء بوريس جونسون بـ"تحمل المسؤولية".
وتضمنت الانتهاكات روايات عن "إلقاء للنبيذ على الجدران، وآثار للقيء والتستر على الخروج الخلفي من مقر الحكومة" إلى جانب التخطيط المسبق للحفلات، و"عدم احترام" عمال النظافة وطاقم الأمن.
وفي حين أقر التقرير بأن عددا من الانتهاكات كانت من الموظفين في المقر، وليس رئيس الوزراء شخصيًا، إلا أنه سلط الضوء على ثقافة شعر فيها الموظفون الصغار بـ"السماح" للاحتفال من قبل رئيسهم.
أسوأ الأمثلة
ومن بين أسوأ الأمثلة في تقرير بارتي جيت، ناقش الموظفون الحفلات بتفاخر قائلين: "لقد أفلتنا من العقاب".
وتحدث التقرير عن رسالة بريد إلكتروني من مارتن رينولدز كبير مساعدي جونسون تدعو في 20 مايو/أيار 2020 إلى "إحضار مشروبات كحولية خاصة بهم".
وكانت هذه الرسالة موجهة إلى 200 موظف وليس 100 كما ورد سابقًا حتى أن المستشار الخاص لرئيس الوزراء البريطاني رد على رينولدز بقوله: "للعلم.. المؤتمر الصحفي الخاص بكورونا سينتهي في نفس الوقت تقريبًا".
ومن المفارقات أنه خلال هذا المؤتمر الصحفي، دعا الوزير في مجلس الوزراء أوليفر دودن البريطانيين إلى "الحد من الاتصال".
ووجه كلماته للمواطن البريطاني قائلا: "يمكنك مقابلة شخص واحد خارج أسرتك في مكان عام في الهواء الطلق - شريطة أن تبقى على بعد مترين".
وتم إصدار فاتورة لحفلة الكريسماس في 18 ديسمبر/كانون الأول 2020 تحت عنوان (أمسية النبيذ والجبن) وذلك خلال رسالة بالبريد الإلكتروني بعدما أجرى الموظفون مناقشات عبر رسائل واتساب حول من سيقدم نوعية الأجبان المقدمة في الحفل.
انتهاكات سيئة
ومن بين أكثر الانتهاكات سوءا التي توصلت إليها المحققة البريطانية، كانت حول الأمن وعمال النظافة بمقر الحكومة - الذين قيل إنهم تعرضوا للمضايقة بسبب إثارة مخاوف بشأن الحفلات.
وكتبت: "اكتشفت أن بعض الموظفين تعرضوا لبعض السلوكيات في العمل شعروا بالقلق حيالها ولكنهم شعروا أحيانًا بأنهم غير قادرين على إثارتها (أو التعبير عنها) بشكل صحيح".
وأضافت جراى في تقريرها: "علمت بأمثلة متعددة عن قلة الاحترام وسوء معاملة موظفي الأمن والنظافة.. كان هذا غير مقبول."
ولاحظ الحراس - كما يُعرف أفراد الأمن - حفلة "مزدحمة وصاخبة" في 18 ديسمبر/كانون الأول 2020 بينما كان على عمال النظافة مسح النبيذ من على الجدران بعد ذلك.
وكان جونسون قد اعتذر لموظفي الأمن والنظافة عن تعرضهم لمعاملة "صعبة" لكنه أصر على أنه "ليس لديه علم" بها وأنه "محبط" بسببها.
ويمتلئ التقرير بأمثلة على تورط جونسون الشخصي في حفلات الإغلاق ويسلط الضوء على حضوره ثمانية من بين 16 تجمعًا، بما في ذلك واحد في الحديقة في 15 مايو/أيار 2020 حيث أحضر شخصيًا الجبن والنبيذ من شقته.
كما حضر حفل بالحديقة في 20 مايو/أيار من العام نفسه واحتفاله بعيد ميلاده في 19 يونيو/ حزيران 2020، على الرغم من أنه لم يكن يعلم عن عيد الميلاد قبل ذلك.
وفي حين أن رئيس الوزراء لم يتم اتهامه شخصيًا بالسلوك السيء بشأن تناول الخمور، إلا أن التقرير قال إنه "كان يجب عدم السماح بحدوث العديد من هذه الانتهاكات حيث يعتقد بعض الموظفين الأصغر سنًا أن مشاركة رؤسائهم الأكبر سنا في هذه التجمعات يعطي شرعية للوقائع التي تحدث هناك".
الخروج من الباب الخلفي
وبعد حفل عيد الميلاد في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2020 - حيث رب بعض الموظفين الكحول- أرسل مسؤول رسالة تشير إلى "السكر" ونصح الموظفين بالمغادرة عبر المخرج الخلفي - لتجنب تصويرهم من قبل الصحافة.
وقال تقرير جراي إن 20 إلى 45 شخصًا حضروا حفل توزيع الجوائز، قبل أن يتم تقديم المشروبات الكحولية.
وأطلق أحد الموظفين عن طريق الخطأ زر الذعر مما أدى إلى حضور أمن المقر الحكومي على الفور وجاء ضابط شرطة.
وقال الضابط: "كان هناك طعام وكحول متوفرين تم شراؤها وجلبها من قبل الموظفين.
بينما ذكرت جراي: "كان بعض الموظفين يشربون بإفراط.. كان الحدث مزدحمًا وصاخبًا، لدرجة أن بعض الأشخاص الذين يعملون في مكان آخر بالمبنى رقم 10 في ذلك المساء سمعوا مستويات كبيرة من الضوضاء القادمة مما وصفوه بأنه حفلة في المكتب الصحفي".
وقال التقرير: "لاحظ عامل التنظيف الذي حضر الغرفة في صباح اليوم التالي أنه كان هناك نبيذ أحمر مسكوب على أحد الجدران وعلى عدد من الصناديق من ورق آلات التصوير".
ويشير التقرير إلى العديد من الحفلات التي لم تنته إلا في الساعات الأولى - خاصة واحدة في 16 أبريل/نيسان 2021، في الليلة التي سبقت جنازة الأمير فيليب.
وأكدت جراي أن "عددا من الأفراد تجمعوا بالقرب من أرجوحة بالحديقة، مما أدى إلى إتلافها من خلال الاتكاء عليها واللعب بها".
و"لوحظ هذا في صباح اليوم التالي وتم إبلاغ الموظفين." وغادر آخر موظف في الساعة 4.20 صباحًا يوم الجنازة.