ببساطة.. ما هو الاقتصاد الدائري وهل سيغير العالم بالفعل؟
أعلنت رينو للسيارات، أنها تسعى لتحقيق مليار يورو (1.20 مليار دولار) من مبيعات ما يُطلق عليه "الاقتصاد الدائري" فما هو هذا الاقتصاد؟
وتحول الاقتصاد الدائري إلى أحد الحلول المجدية سواء لشركات السيارات أو أي صناعات يمكنها إعادة تكرير وتدوير وإنتاج السلع المصنعة، إلى سلع جديدة، ما يوفر عليها تكاليف شراء المواد الخام.
ففي مثال رينو على سبيل المثال، فإن الشركة ستقوم باستغلال إحدى الميزات التي تقوم بها الشركة على مستوى فرنسا، وتتمثل في تجميع السيارات، إذ ستقوم بإعادة تدوير المحركات وهيكل المركبة لإنتاج مركبات أخرى جديدة.
ما هو الاقتصاد الدائري؟
فالاقتصاد الدائري، بحسب البنك الدولي هو إعادة تعريف النمو، مع التركيز على الفوائد الإيجابية على مستوى المجتمع، من خلال تقليل النفايات وإعادة تدويرها في سلع أخرى جديدة.
ويقدم الاقتصاد الدائري، مفهوما جديدا للفرص من خلال إعادة التفكير وإعادة تصميم الطريقة التي تصنه بها المصانع السلع النهائية الخاصة بها، من خلال تصميم منتجات يمكن "تصنيعها مرة أخرى".
والاقتصاد الدائري، هو بناء النشاط الاقتصادي وإعادة بناء صحة النظام بشكل عام. عبر التحول إلى إعادة إنتاج السلع المنتجة أصلا لكنها تحولت بعد فترة إلى نفايات، وما لهذا التحول من توليد للفرص التجارية والاقتصادية.
مآرب أخرى للاقتصاد الدائري
وبعبارة أخرى، فالاقتصاد الدائري، هو تجاوز لمفهوم أخذ الموارد الطبيعية الخام وتحويلها إلى منتجات والتخلص منها، بل هو سد الفجوة بين دورات الإنتاج ودورات النظم البيئية الطبيعية التي يعتمد عليها البشر في النهاية.
وهذا يعني من ناحية، القضاء على النفايات عبر تحويل النفايات القابلة للتحلل إلى سماد أو المعادن إلى هياكل بإعادة استخدامها وإعادة تصنيعها وإعادة تدويرها في النهاية.
وبحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن الاقتصاد الدائري لا يستغل سوى 9% من النفايات التي يمكن تدويرها مرة أخرى في صناعات جديدة، بينما 91% من النفايات يتم التخلص منها نهائيا.
ففي جوهره، يهدف نموذج الاقتصاد الدائري إلى تصميم النفايات، أي تبني فكرة أنه لا يوجد شيء اسمه نفايات؛ عبر تصميم المنتجات لتدوم (استخدام مواد ذات جودة عالية لإعادة استخدامها مرة أخرى عندما تتحول لنفايات).
ولا يكون الاقتصاد الدائري متكاملا، إلا في حالة إعادة تدوير النفايات من خلال طاقة متجددة مثل الشمس والرياح أو الطاقة المولدة من النفايات، أو الطاقة الجديدة مثل الطاقة النووية، بعيدا عن مصادر الطاقة التقليدية.
اتفاقية باريس والاقتصاد الدائري
وفي اتفاقية باريس للمناخ، طالب بعض الأعضاء بضرورة تبني مفهوم الاقتصاد الدائري كإحدى أدوات تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واستخدام المواد الخام، وتحسين الإنتاجية الزراعية وتقليل العوامل الخارجية السلبية.
ويكون تقليل الانبعاثات من خلال، استخدام طاقة متجددة تكون أقل تلويثا على المدى الطويل من الوقود الأحفوري، وبفضل إعادة الاستخدام وإزالة المواد، هناك حاجة إلى عدد أقل من المواد وعمليات الإنتاج لتوفير منتجات جيدة وعملية، كما أن البقايا تعتبر ذات قيمة، ويتم امتصاصها قدر الإمكان لإعادة استخدامها في التدوير.
وفي الزراعة على سبيل المثال، فإن تبني الاقتصاد الدائري يعني إعادة العناصر الغذائية المهمة إلى التربة من خلال العمليات اللا هوائية أو التسميد بإعادة النفايات العضوية إلى الأرض، مما يخفف من استغلال الأرض والنظم البيئية الطبيعية.
إعادة "النفايات العضوية"
وبهذه الطريقة، مع إعادة "النفايات العضوية" إلى التربة، تصبح التربة أكثر صحة ومرونة، مما يسمح بتوازن أكبر في النظم البيئية المحيطة بها، إذ يكلف تدهور التربة 40 مليار دولار سنويا في جميع أنحاء العالم.
وفي أوروبا، فإن فرضية تبني الاقتصاد الدائري الذي يعمل في أنظمة الغذاء داخل القارة، لديه القدرة على تقليل 80% من استخدام الأسمدة الاصطناعية، وبالتالي المساهمة في التوازن الطبيعي للتربة، وفقًا لدراسة من مؤسسة إلين ماك آرثر وماكينزي.
وبالمقارنة مع استخراج المواد الخام الشائع في النهج التقليدي للصناعة، فإن نموذج الاقتصاد الدائري لديه القدرة على توفير 70% من المواد والاحتفاظ بها للمستقبل.
ووفقا لـ "المنتدى الاقتصادي العالمي"، يمكن أن يؤدي تطوير نموذج الاقتصاد الدائري، جنبا إلى جنب مع تنظيم جديد (بما في ذلك الضرائب) وتنظيم أسواق العمل، إلى زيادة فرص العمل المحلية في الوظائف المبتدئة وشبه الماهرة.
كما أن تبني الاقتصاد الدائري، سيدفع تلقائيا نحو انخفاض تكاليف المدخلات وفي بعض الحالات تخلق تدفقات ربح جديدة تماما يمكن أن تحققها الشركات.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز