«الغرين كارد» في عهد ترامب لا تكفي.. حاملوها يواجهون خطر الترحيل

باتت مخاوف الترحيل كابوسا يطارد المقيمين الدائمين في الولايات المتحدة، رغم امتلاكهم الإقامة الدائمة أو "الغرين كارد".
في ولاية كولورادو، اتصلت سيدة أعمال بمحامي الهجرة الخاص بها وهي في ذُعر، خوفًا من منعها من العودة إلى الولايات المتحدة إذا سافرت لحضور مؤتمر دولي.
وفي الغرب الأوسط، امتنعت امرأة من الكاميرون عن حضور جنازة والدها، بينما ألغى شاب فلسطيني خطط سفره، وتوقف عن ارتداء كوفيته التقليدية في نيو إنغلاند.
هؤلاء الأشخاص لم يلتقوا من قبل، وتختلف تفاصيل حياتهم، لكن هناك قاسمًا مشتركًا يجمع بينهم وهو أنهم جميعا مهاجرون قانونيون يحملون الغرين كارد، التي تمنحهم حق الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، لكنهم يخشون أن تقوم إدارة ترامب بطردهم من البلاد.
قضية محمود خليل.. الشرارة التي أشعلت الذعر
وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فقد شكلت قضية احتجاز محمود خليل الطالب بجامعة كولومبيا نقطة تحوّل لهم. فبالرغم من كونه حاملًا للغرين كارد وزوجًا لمواطنة أمريكية، وُجهت له اتهامات غامضة بالتحريض على العنف ودعم الإرهاب دون أدلة قضائية.
ويقول ديفيد ليوبولد المحامي المختص بالهجرة إن "الحادثة كشفت هشاشة وضع غير المواطنين".. وتساءل: "مَن سيكون التالي؟ أهو ناشط بيئي؟ أم معارض لترامب؟".
تحذيرات المحامين: "السفر قد يكون فخًّا"
يُحذّر المحامي تشارلز كاك حاملو الغرين كارد أنهم ليسوا بمنأى عن الترحيل إذا ارتبطوا بأنشطة تُصنف "إرهابية"، حتى دون إدانة قضائية.
أما لاتويا مكبين بومبي فتنصح عملاءها بعدم تجاوز مدة 6 أشهر خارج الولايات المتحدة، وتجنب توقيع أوراق غير مفهومة في المطارات.
وقد عززت تصريحات مسؤولين مثل نائب الرئيس جي دي فانس – الذي قال إن حقوق حاملي البطاقة الخضراء "ليست مطلقة" –من حالة الارتباك هذه.
الجنسية الأمريكية.. ملاذ أخير غير مضمون
مع تصاعد المخاوف، يتزايد عدد حاملي الغرين كارد، التي تُمنح للمهاجرين القانونيين، الذين يفكرون في التقدم للحصول على الجنسية الأمريكية.
لكن على الرغم من أن أكثر من ثلثي حاملي الغرين كارد، البالغ عددهم 12.8 مليون شخص مؤهلون للحصول على الجنسية، يشعر البعض بالتردد، ويفضل انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع السياسية.
وخلص التقرير إلى أن تصاعد المخاوف بين حاملي الغرين كارد يعكس حالة عدم اليقين السياسي والاجتماعي التي يعيشها العديد من المهاجرين القانونيين في الولايات المتحدة اليوم.
ومع استمرار الجدل حول سياسات الهجرة والتصريحات المثيرة للجدل من المسؤولين الحكوميين، يبدو أن الطريق نحو الشعور بالأمان والاستقرار بالنسبة لهؤلاء المهاجرين أصبح أكثر تعقيدًا مما كان عليه سابقًا.